أقلام حرة

فتح –حماس.. أحياء دولة ام دفن قضية

فتح، كبرى المنظمات الفلسطينية، استطاعت ان تنتزع اعتراف معظم الدول كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حملت السلاح في سبيل تحرير الارض من البحر الى النهر، لم تعترف بكيان العدو، ازدادت الضغوط على فتح، وفي محاولة لإبعاد العناصر المسلحة من الاردن، كان هناك ايلول الاسود، قتل العديد من عناصر الحركة، هجرت خارج الاردن، لم يعد الاردن دولة مواجهة، سعى الغرب جاهدا وبمساعدة الانعزاليين العرب الى طرد الفلسطينيين من لبنان .

لم تعد دول الجوار تشكل خطرا على كيان العدو، طاولت يد الارهاب الفلسطينيين في مقرهم الجديد تونس، مع اتفاقية السادات والعدو، عزلت مصر ابعدت عن اشقائها العرب، لم تعد القضية الفلسطينية تهم القيادات المصرية المتعاقبة، بقية الحكام العرب خفضوا مساعداتهم للفصائل المقاومة، تغلب محور الاستسلام الذي يطلقون عليه السلام.لم يعد للبندقية دور، رفع غصن الزيتون، قدمت بعض التنازلات، جميعها لم تفلح في اعتراف العدو بإنشاء كيان فلسطيني، عمل الفلسطينيون على اجراء مباحثات سرية مع العدو فكان اتفاق اسلو المشئوم.

لم تعد فلسطين المنشودة فلسطين التاريخية، عادوا الى جزء من الوطن علّه يكون نواة الدولة، القي السلاح جانبا، بل صار حمله يمثل نوعا من التعدي على مغتصب الارض، وأصبحت السلطة تحرس كيان العدو، انشئوا حكومة وهمية بها وزراء لكافة القطاعات اما الميزانية فهي من الدول الغربية وعربان الخليج والعدو الغاصب لفلسطين، ولكم ان تتخيلوا نوعية الاعمال التي تقوم بها السلطة المزعومة. في ظل هذا الوضع المزري تكونت فصائل جهادية اسلامية لأجل تحرير الارض (الجهاد-حماس)، استطاعت الحركتان اجبار العدو على الهروب من غزة فأصبحت محررة اما الضفة التي يوجد بها مقر السلطة فقوات العدو متربصة بها وتراقبها من كافة الجهات.

منذ دخول حركة حماس المعترك السياسي وفوزها بالانتخابات البرلمانية لأجل حماية المكتسبات التي حققتها بفعل الكفاح المسلح، تكالب عليها الغرب ومن والاهم من الغرب، بل اخوة المصير شركاؤهم في الوطن، فالفريقان يسيران في اتجاهين مختلفين، التزاوج الذي فرضته الانتخابات لم يعد بالإمكان استمراره، وعلى طريقة الغرب تم الانفصال بين الاثنين الذي ادى مع مرور الوقت وبمساعدة عربان الخليج الى الطلاق البائن.

يدرك كل منهما انه في وضع جد حرج، حوصرت حماس في القطاع من الغرب والعرب، اما السلطة في رام الله فرغم انخراطها في المفاوضات مع العدو وتجريمها العمل المسلح ضده، بل اعتبرت ان استخدام السلاح هو نوع من العبث، يلوح عباس باللجوء الى المنظمات الدولية سعيا الى اعتراف اممي بدولة فلسطينية مقطعة الاوصال، تصعب مهمة اقامتها يوما بعد يوم، لم تحقق السلطة اي شيء للشعب الفلسطيني، السنين تمر، المفاوضات تعطلت اكثر من مرة، ادرك الفريقان (فتح وحماس) حاجتهما الى التوافق على تسيير الامور.

الاتفاق الذي تم التوصل اليه مؤخرا بين الفريقين لاقى ترحيبا من الفلسطينيين المقيمين بالداخل والشتات، والذي أدى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، الذي بدوره يستوجب الاعتراف الرسمي بالعدو الصهيوني وهذا ما كانت ترفضه حماس منذ انطلاقتها، الاعتراف بالعدو يعني عدم استخدام السلاح وكل اعمال العنف ضده، والسير بمفاوضات معه للوصول إلى الحل النهائي.

السؤال هو:هل ستنتهج الحكومة الوطنية (التي قيل عنها انها حكومة تسعى الى اجراء انتخابات برلمانية)، النهج السلمي والتفاوض مع العدو؟ خاصة وان نتائج المفاوضات واضحة وجلية وهي قضم المزيد من الاراضي، وبالتالي سيطرة العدو على كامل التراب الفلسطيني ومن ثم تشريد من تبقّى من الشعب الفلسطيني أو دفنه، ليقيم الصهاينة على كامل تراب فلسطين دولتهم الدينية المزعومة، ام ان حماس ستفلح في اقناع قادة فتح بأن العمل المسلح هو السبيل الوحيد لاسترداد الارض وصون العرض والمقدسات، ومن ثم انشاء الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها، وعودة الملايين الذي اجبروا على ترك وطنهم، فما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة

ميلاد عمر المزوغي

 

 

في المثقف اليوم