أقلام حرة

عائدٌ من غوطة جيش الإسلام إلى غوطة جيش سورية!

yasin alrazukكنتُ مع مايكل بنك في رواية العائد أمارس صلاة العائدين من الخوف إلى الخوف فلم أخشع إلا بالتهيؤات الوجودية وغير الوجودية وكنت أبكي في كلِّ تغريبة تبعدني عن ذاتي لتقربني من الله وفي كلِّ عودة تبعدني عن الله لأجد ذاتي فلم أجد في مشوار العبثية إلا حلم الوطن القادم الذي يستحق أن نموت من أجله ولو سرقوا أشلاءنا بروايات الخليل ابراهيم وصحفه الأولى عندما قسَّم طيراً وطنياً إلى أشلاء وأعاده حيَّاً بقدراته اللا وطنية أو فوق الوجودية التي نتصورها أو لا نتصورها !......

عندما أيقظ الربُّ آدم سميث لم يكن جورج واشنطن في مهد عيسى بل كان يصارع كريستوف كولومبوس  ب ياقوت الحموي كي يدرك احتلال جغرافيتنا أكثر لا بنزعته الشوفينية الإيطالية  التي ربما حملها الإيطالي كريستوف كولومبوس ولم يتجرَّأ على تطبيقها إلا بموافقة مجلس الهياكل الأعلى تلك الهياكل السليمانية  القابعة تحت المسجد الأقصى وكأننا أمة تتصارع بالهياكل في منطقة لاهوتية متحركة تبحث عن كأسٍ دهاقٍ في خواتمها مذ أضاعت بلقيس ملكها وبقيت تلطم السماء وتغرق في تفاصيل الأرض مجتاحة بترهات الشيوخ والمفتين والمطارنة والقسيسين والخوارنة والرهبان والحاخامات والأحبار ......

 المجلس الذي يعقد فقط في بريطانيا الشوفينية التي مارستها أميركا بنازيتها الديمقراطية على الهنود الحمر وما زالت تمارسها مع قطعان المسلمين الوهابيين أو لنقل المتأسلمين كي لا نتيه في سجالات المتدينين المخلصين لقفزاتهم في النفاق التي تعلو كل الحواجز مهما علت !..............

الدبُّ في رواية العائد كان رمادياً ولكن الدبَّ  الروسي لم يكن ولن يكون رمادياً ولم يأتِ ليسرق جرَّة العسل السوري بل أتى معه بكلِّ جرار العسل العسكري كي يجعل من رحيق العسكرة طريقاً إلى عسل الشرعية الدولية بعيداً عن جنوح القطب الواحد المتفرد بالإرهاب قبل غيره وإلى الديمقراطية الوطنية لا المفصلة على أمزجة وقياسات رعاة الاستعمار والنهب والاحتلال العالمي الذي لا يراه الأقزام الحاقدون احتلالاً بل تحريراً وهم الذين كانوا يسوقون ضد نظام الممانعة باحتباس حق الرد ها هم يتغنون بعمالتهم ويهاجمون كلَّ ردٍّ وطني عنوانه بشَّار حافظ الأسد رئيس سورية لا صاحب مزرعة يرعى فيها قطعانهم الجرَّارة من أولئك الذين رغم كلِّ شيء لم تخرجهم الدولة من سياق الوطن والمواطنة ولا ننفي أن الدولة تخطئ كما تصيب عندما تهادن القطيع كي يبقى قطيعاً بدلاً من أن تعيده أو ترسله إلى جادة الحداثة الأولى في عالمٍ طغت عليه مشاوير سبقت الحداثة بكثير في ميزان التغير والتغيير العالميين والإنسانيين !.....................

بدأت معركة الغوطة الشرقية التي لم تتوقف ولم نعد من حيث أتينا بل أتينا إلى حيث يجب أن نعود ونحن في وطننا لنا أن نكون حيث نشاء لا حيث يشاء الراجفون المغتاظون من أعدائنا في باريس ولندن وواشنطن عواصم الاستكبار والاستعباد العالمي ولا بدَّ لنا من أن نقول لهم نحن في قلب معاركنا لا نحقد ولا نمضغ الأكباد ولا نلوك القلوب ولا نقتلع العيون ولا نمثل مسلسل الكيماوي كي نعرِّض بلادنا للغزو الأميركي الصهيوني ولكن ليس من طبعنا المذلة والهوان وسنلاحق أعداءنا وقاتلينا حتى لو كانوا في حجر وجحر ترامب يحتسون أنخاب الحياة الذليلة وهم يمطروننا بالموت العزيز !............

ها نحن نصنع العودة ولا نترك رواية العائد تائهة في تغريبة فلسطين تتناهشها أنياب السلطة اللا فلسطينية  وفي أيادي ممثلي أميركا التجاريين مصاصي الدماء وعلى رأسهم مايكل بنك  !

عشتم عاشت سورية ولا نامت أعين الجبناء !

 

في المثقف اليوم