أقلام حرة

مع سبق الاصرار (2): عزام.. طفولة مستباحة

(انما الامم الاخلاق مابقيت فانىهم ذهبت اخلاقهم ذهبوا)

تتقدم الامم والشعوب وتزدهربمنظومتها الاخلاقية السامية التي تسمو بالانسان وتؤهله لحمل لقب انسان بعيدا عن كل الغرائز الحيوانية التي تحط من قدره اذا مااطلق لها العنان لتعيث بالارض الفساد وتهلك الحرث والنسل..

في اوائل الشهر الفضيل اتجه الطفل عزام ذات الخمسة اعوام الى الجامع القريب من بيتهم الكائن في مدينة كركوك لاحقا بوالده لاداء صلاة العشاء، لكنه اختفى وكأن الارض انشقّت وبلعته، استنفر الاهل يبحثون عنه لكن عبثا، استعانوا بكاميرات بعض البيوت فرؤا الطفل وقد انقطع اثره قرب شاحنة مركونة في راس الشارع..استعانوا بالشرطة واستمر البحث حتى الثالثة فجرا، خطر ببالهم ان يبحثوا بالشاحنة مادام الاثر انقطع قربها، وفعلا ما ان رفعوا الويل والجادر حتى وجدوا الطفل ذات الربيع الخامس نائما على وجهه معصوب العينين والفم ومكتوف اليدين وقد بدت عليه اثارالتعذيب والاغتصاب ثم شنقه بحبل بمنتهى الوحشية والحيوانية من قبل ثلة من المراهقين الحثالة عديمي الضمير والاخلاق لايرتقون الى مستوى الحيوان حتى..

يفعلون فعلتهم النكراء بدم بارد وفي الشهر الكريم بطفل برئ بعمر الورد اين الدين..اين الاخلاق..اين الانسانية!!لما هذا الانحدار الخلقي الذي وصلت اليه فئة ضالة من المجتمع اختارت طريق الشيطان لتعبث بالبراءة، باقدس مخلوقات الله..

كيف استقبل والديه المأساة!!ماذنب هذا الطفل ليعذب ويتالم حتى الموت!!لقد اكمل عامه الخامس متخرجا من الروضة استعدادا لدخول المدرسة..كل هذه الاسئلة تبحث عن اجابة..المسؤولية عظيمة تقع اولا على الاهل بعدم السماح للطفل الخروج وحيدا بهذه الظروف العصيبة

ثم تكثيف وتفعيل ونصب كاميرات في الشوارع، مراقبة فئة المراهقين وتوعيتهم، اعادة الزامية التعليم ومكافحة التسرب من المدارس ..ان انتشار الجريمة تعزى الى غياب الواعز الديني والاخلاقي والتربوي وانتشار الحبوب المخدرة التي اتلفت عقول الشباب والمراهقين وجعلت منهم وحوش بشرية مسرطنة اهلكت الحرث والنسل ..

اقول بكل الم وحسرة رحم الله الارواح البريئة واسكنها فسيح جناته والهم اهلهم الصبر والسلوان وحسبنا الله ونعم الوكيل..

 

مريم لطفي

 

 

في المثقف اليوم