أقلام حرة

رقصة الجنوب في درعا تمضي بالتحرير على أظافر منشوبة في مبكاها!

ياسين الرزوق

بدأت رقصة الجنوب لكنها ليست رقصة السامبا البرازيلية وليست رقصة التانغو الأرجنتينية وليست رقصة سيوف آل سعود المثلمة تلك التي لا تشحذ إلا لذبح الإنسانية ولقتل كلّ إنسانٍ بريء وخاصة من أبناء الشآم التي تقف بكل ما تحمله من شموخ السنديان في وجه الموت وبكلّ ما تحمله من رقة وسماحة الياسمين في وجه الجلافة والأحقاد. ...

قتل كلّ إنسان قاوم عنجهية الطرح الديني الوهابي المقيت ولمْ يَسِرْ في متاهات التكفير والإقصاء وجعل الإسلام ماركة حصرية لا تخرج من حجرة غباء آل سعود التي تتسع لملايين بل مليارات الأغبياء ولكنها لا تتسع لمفكرٍ عاقلٍ واحد !.....

نعم خرجت أرتال الحقّ لكنّها لم تخرج خلسةً بل خرجت مع شروق شمس الحقّ والحقيقة كي لا يبقى المخدوعون تحت أظافر غُرست في قلب الوطن سكاكين مسمومة ونشبت في كبده مسامير فولاذية مغمسة بالأوبئة لِتجعل كبد سورية موبوءاً كما حاولت تلك السكاكين أن تجعل قلبها مسموماً !......

مساميرُ كلّما صدئت والفولاذ لا يصدأ كما تقول طرقات ومطارق الثورات الصدئة هذه الثورات التي هي بحدّ ذاتها صدأ ووحلٌ وسرطانات وأوبئة ونفايات وكأنّ عرّابيها لم يمرّوا على مفكّر الثورة الإسلامية في إيران وهو يقول :"لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام !" بل مرّوا على سيد عرّابيها برنار هيري ليفي عندما قال :

""الربيعيون " هم لعبتنا الأولية ، والحكومات الانتقالية العربية الجديدة أدواتنا الحالية ، والربيع العربي هو حصان طروادة للتعجيل " بالنهاية " لتحقيق مشروعنا التوراتي ، وستكون شعوب الربيع العربي وقودا لحروبنا القادمة ، ودمشق هي " كعب أخيل " للسيطرة النهائية على الجغرافية العربية لنصل إلى طهران – معقل الشر – لنجر الروس والصينيين لأول مرة إلى مواجهة فاصلة معنا ستكون بمثابة النهاية الحتمية لهم على أيدينا ، لنتمكن من سحق الشعوب الشريرة ، والحكومات المارقة ، لكي ننجز إمبراطوريتنا التي انتظرها " شعب الله المختار " أكثر من آلاف السنين" .

هناك في التنف تريد أميركا أن تعجّل موت السيادة على الجغرافية العربية السورية أو السورية العربية أو لنقل على كلتيهما فهناك ارتباط وثيق بينهما حيث لم تعد هناك قومية عربية خارج أسوار دمشق وخارج أهواز طهران

لكنّها أيّ أميركا ما زالت غير واعيةٍ بأنّ السادة لا يموتون بالتقادم وبأنّ نسورنا في جيش سورية الذي يقاتل على لحم بطنه وتحت أشد الظروف وطأةً في مسار العالمين القديم والحديث لن يسمح للاستسلام بأن ينال من خرائط سوريتنا التي حلم بها أنطون سعادة ودعا بمباركتها إلى جانب اليمن نبي الإسلام محمد قائلاً : " اللهمّ بارك في شامنا ويمننا !"

و حيثما دعا بالمباركة نبي الإسلام يتنطح الأعراب قاهرو الإسلام وما تبقى من مسلمين ليضربوا كلّ معنى للمباركة وكلّ أبجدية للعيش بوئام وسلام وسيادة وقرار

بدأت دمعة غوتيريس تذرف على أهالي درعا وتصوروا كيف أنّ أهالي درعا باتوا بنظر نتنياهو درعاً يقيهم من السيادة السورية على الجغرافية السورية وطالما أنّ الدموع بدأت فالتحرير قادمٌ لا محالة

و خطوط حفظ السلام في الجولان لن تكون عصيّةً علينا أكثر من خطوط بارليف لنخلق بالحرب دوامة الكرامة كي تبتلع كلّ شيءٍ في مبكى التوراة على صفحة قرآنٍ وفي كأس إنحيلٍ عظيم !

 

بقلم ياسين الرزوق زيوس

 

في المثقف اليوم