أقلام حرة

لوحة سريالية سياحية في فساد الحق وحقّ الفساد بألوان سورية !

ياسين الرزوقكانت أحدث هوايةٍ لي أتعلمها في الهيئة العامة للتلفزيون العربي السوري كمسؤول تكنوقراط هي اللجوء إلى صدور النساء من أوسع أبوابها على مبدأ صدر الواسطات لي وعتبتها لبقية المسؤولين أو المبدعين بمسؤولية في كلية الفنون الجميلة في دمشق وهم ينحتون عذابات الطلاب ويرسمون مزابل القلعة والوادي بانتظار مهرجان القلعة والوادي بكلابه الشاردة في حمص الذي يعوِّلُ عليه وزير السياحة ولعله يجعل المتسلقين عليه في ارتفاعات شاهقة من الإحساس بالوطن وىالمواطنة وهي تروى أمام مزابل مؤسساتية يصنعها الصانعون في كلِّ تاريخٍ أوغل في النفايات ونسي أنَّ الأمجاد لا تستطيع كنس النفايات دونما مسؤولية شعبية يغرسها أخوتي في معارض المناصب واستعراضات المتنصبين !

نعم سقطت رؤى الخطط الخمسية وتعثرت نسب الإنجاز وتضاءلت آفاق النجاة من براثن الخبط عشواء في دنيا الاقتصاد السوريّ الذي لم يدرك برلمان الخبرات المعدومة الوصول إلى موارد جديدة تنقذه وتحاول النجاة مع حكومة النيَّات الخبيثة لكن ليس خبث "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين !" بل خبث "ومن كفر فإنَّ الله غنيٌّ عن العالمين !" وعليه باتت الحكومات غنية عن الشعب ولكنها ليست غنية عن تحويله إلى كتلة ضريبية تقتطع متى يشاء العجز الحكومي وما نشاء إلا أن يشاء العجز الحكومي كي يتحوَّل مسار الموارد الجديدة للاقتصاد التي أوصى الرئيس الأسد من يطلقون عليه مجلس الشعب بالبحث عنها كي لا يتدهور الاقتصاد ويتحوَّل إلى مجرَّد ضريبة عاجزة عن رقع يد التسلط عن الوطن والمواطن ومحاولة اجتثاثهما من تعاريف البنيان العالميّ الذي تعتمد به ثقافة سورية على سياسة الرؤوس المتناحرة فلكلٍّ قطيعه الذي لا ينزاح قيد أنملة عن رعاته الحمقى ولا تختلف سياسة تجميع القطعان باسم الثقافة عن سياسة المريدين في دائرة الأوقاف الكبرى إلى مسار توقيف كلّ رؤى الإنعاش حيث لا غرف إنعاش بل قبور تنعش ردم الموارد وتحيي دفن الأحياء

وبدلاً من ممارسة ديكتاتورية الرؤى الديمقراطية يريدون ممارسة ديمقراطية اللا رؤى بكلِّ غباء !

وهنا الإبحار في ثقافة القطعان التي لا فرق فيها بين قطعان الجهل وقطعان التصفيق وقطعان التملق وقطعان التزييف وقطعان التخريف الذي لن ينقذ البشرية منه معدٌّ في التلفزيون السوريّ لا تتجاوز دقيقة إعداده كقيمة مضافة إلى جيبه المعيشي أو البوكيت الخمس والسبعين ليرة وبعد اقتصاص المعنى الضريبي تصبح خمسين ليرة وبعد اقتصاص المعنى التطوعي تصبح ثلاثين ليرة وبعد اقتصاص المعنى النجوميّ تصبح عشر ليرات وبعد اقتصاص قمامة الرفاهية تصبح صفراً فتصوروا إذا ما كنتم هوليوديين في سورية كم سيكون ثمن إعدادكم بخساً ؟!

أكملت مع "فين ثانه نغوين" ممارسة تحديث هواياتي حتى صرتُ لاجئاً على حدود الثقافة التي لا فكر فيها وعلى حدود الفكر الذي لا ثقافة فيه ليس من باب التضاد بل من باب التفريغ الممنهج لأننا إذا ما أضعنا هويتنا لن يجدها لنا أحد وإذا ما تهنا في سبلنا لن يوصلنا إليها أحد !

يريدون وطناً بلا عيون ولكننا نتفاءل رغم كلِّ العجز والانهيارات بأنَّ وطناً تراه عينا الأسد ويرى بهما لن يضيع مهما عاشر طغيان الظلام !

 

بقلم ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

 

في المثقف اليوم