أقلام حرة

تداعيات اغتيال رئيس مشروع سد النهضة

بكر السباتينإن ما يحدث في أثيوبيا لا يمكن فصله عما يجري في إقليم الشرق الأوسط وتداعياته المتفاقمة، فمنذ إقامة سد النهضة وفق استشارات فنية واقتصادية إسرائيلية والأهداف بين الطرفين تلتقي على تهميش الدور المصري الاستراتيجي في الشرق الأوسط ناهيك عن الهدف الاقتصادي المتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية لإثيوبيا مالكة المشروع وانعكاسات ذلك على كل الشركاء في هذا المشروع الأضخم إفريقياً وخاصة ترسيخ الدور الصيني في منطقة القرن الأفريقي الملتهب. وفي ذات السياق يمكن تقديم قراءة أخرى من خلال طرح السؤال التالي حول ذلك التقارب بين كل من اريتريا واثيوبيا مع الصومال التي ترفض التدخل الإماراتي في القرن الإفريقي على اعتبار أن الإمارات من أكبر ممولي سد النهضة مع العربية السعودية وكونها تقوم بدور توفيقي بين دول أعالي النيل لاستعادة الدور الإماراتي في مياه القرن الإفريقي، ولو كان ذلك على حساب مكانة مصر الاستراتيجية في حوض النيل التي بدأت تذهب لصالح الموقف الأثيوبي ما بعد مرحلة السد.. ومن زاوية أخرى يمكننا أيضاً إدراج مقتل مهندس سد النهضة في إطار تصفية الخلافات من أجل توحيد الجهود لتلك الدول لصالح الغرب وحفاظاً على مصالح القوى العظمى في البحر الاحمر من التنين الصيني إلى جانب توحيد القرن الأفريقي لتعزيز المكانة الأثيوبية حتى تتمكن من مواجهة الملفات المصرية السودانية بشأن سد النهضة. هذا ما تجلى من خلال الزيارة الاولى لرئيس وزراء اثيوبيا قبل أيام الى واشنطن عقب مقتل مهندس سد النهضة الذي أبرئ مصر من دمه نظراً لكون السد في آخر مراحله وعلى عتبة الدخول في المرحلة التشغيلية.. هذا الاغتيال الذي يشكل كما يبدو ورقة ضاغطة على مصر والسودان في المفاوضات القادمة المتعلقة بفترة ملء البحيرة.. إنها ذات العصا التي تلوح بها اثيوبيا بوجه دولتي المصب حتى لا تتهما باغتيال هذا المهندس الذي لا ناقة له أو بعير في المعادلة السياسية، وهو ذات الهدف الذي طالما حلم به مستشارو سد النهضة من الإسرائيليين تنفيذاً للأجندة الصهيونية على المدى البعيد.. إنه تلاقي المصالح المتغولة في أفقر بقاع الأرض..

 

بقلم بكر السباتين

 

 

في المثقف اليوم