أقلام حرة

سرطان اسمه الشك

هناك نوعان من الغيرة:

الغيرة الطبيعية: وهي حالة صحية تعبر عن زيادة في الحب والحرص على الاخر فتكون بذلك كالتوابل للعلاقة الزوجية السوية من اجل قيام اسرة ذات روابط سليمة وتضفي نكهة من المودة على الحياة.

اما النوع الثاني فهي الغيرة المرضية والتي تصل الى حد الشك، ذلك السرطان القاتل الذي من شانه ان يضعف العلاقة الزوجية ويصيبها بالوهن بل ويأد المشاعر حية ويحيل الحياة جحيم قاتل لايحتمل يعود ريعه على الشريك وغالبا ماتكون الزوجة التي تتحمل تلك الممارسات المريضة تحت وطأة تربية الاطفال الذين سينشأون اما نسخة عن الاب المريض او يحملون امراضا اجتماعية ونفسية مرعبة، وربما تكون الزوجة هي من يحمل هذا المرض النفسي الخطير..

وتعود اسباب الشك المرضي الى:

1- المراحل الاولى من الطفولة إذ إن في اغلب الاحيان يكون الطفل قد تربى في بيئة تحمل المرض نفسه ونقل اليه عن طريق الاكتساب من الام او الاب او كليهما، فاصبح سلوكا اعتياديا في العائلة يمارسه الجميع دون تذمر.

2-قد يكون الطفل تعرض لموقف ما فتولّد نتيحة لذلك ردة فعل عنيفة تجاه امر ما فيتطور مع الزمن ليصبح شكاكا .

3-الخوف الشديد من فقدان امر ما فيؤدي ذلك الى الحرص المفرط عليه وبعدها يتطور الى شك.

والشك المرضي الذي قد يكون (وسواس قهري) فيه عدة انواع منها النظافة المفرطة كغسل اليدين عدة مرات وادوات المطبخ من ملاعق واقداح، او زيارة الطبيب بسبب وبدون سبب وتناول الادوية بلا مبرر، وقد يكون هوس قفل الابواب والمبالغة بذلك ..

ومن اعراض المرض مايلي

1- تكرار الاسئلة نفسها عدة مرات على مدار اليوم املا بالوصول الى اجابة مغايرة.

2- الانطواء والعزلة واستهجان الاخرين.

3- التجهم وترقب وقوع الكوارث.

4- تصور اشياء غير موجودة اصلا وتصديقها.

5- تخيّل الاصوات ومحاولة قنص كل حركة وسكنة.

6- التدخل السافر بكل التفاصيل مهما تكن صغيرة، كل كلمة تنطق، كل سرحان، كل اسم يذكر، كل شئ مهما كان تافها، لتصل الحياة يوما بعد يوم الى جحيم مطبق وسرطانا يفتك بالعلاقة الزوجية التي غالبا ماتنتهي بالطلاق وهذا افضل الحلول وربما تنتهي الى الاقدام على ارتكاب جريمة، لان المريض قد وصل الى مرحلة لم يعد فيها قادرا على مقاومة نفسه وذلك الصوت (الوسواس) الذي اصبح هاجسه الوحيد في الحياة..

 

مريم لطفي

 

 

في المثقف اليوم