أقلام حرة

هذه حقيقة ما يجرى في السلط منذ يوم الجمعة حتى الأن

بكر السباتينالعملية بدأت من محيط مهرجان الفحيص بمحافظة البلقاء، حيث كانت الساعة تقارب الثامنة مساء يوم الجمعة. ومع الاستعداد لبدء حفل غنائي، كانت دورية أمنية في موقعها بمحيط المهرجان لحفظ الأمن وحماية الزائرين.

وصباح السبت، أكدت وزارة الداخلية وقوع جريمة إرهابية تمثلت بزرع عبوة ناسفة أسفل الدورية الأمنية، وصفها بيان الوزارة بأنها بدائية الصنع..

وتسبب الحادث بوقوع شهيد وإصابة ستة أفراد من الأمن والدرك، وقد وصل عدد الشهداء بعد تجدد الاشتباكات عند العاشرة مساءً إلى 3 شهداء.

وعلى إثر ذلك تم إغلاق المنطقة أمنياً وإجراء التحقيقات اللازمة في الحادث فوراً. وبدأت منصات التواصل الاجتماعي نتناقل الخبر وتبادل الشائعات حول الحادث الإرهابي وكان الإجماع يذهب بالمتابعين نحو اتهام التنظيمات الإرهابية المتفاعلة في سوريا، في سياق الارتدادات للأزمة على الأردن بعد وصول القوات السورية إلى الحدود مع الأردن التي أغلقت حدودها خشية تسلل الإرهابيين إلى العمق الأردني

ومن جهتها كانت الأجهزة الأمنية تكثف بحثها عن المتسببين للجريمة الإرهابية من خلال تقصي البيانات الاستخبارية، وأخذتهم البيانات الدقيقة إلى منطقة الدبور بالسلط حيث قامت الأجهزة الأمنية بمداهمة الهدف وهو عبارة عن عمارة من طابقين كان الإرهابيون قد استأجروها لممارسة عملياتهم في الساحة الأردنية، وتم تفخيخها من قبلهم.

وكانت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات (رؤيا) قد صرحت "بأن الأجهزة الأمنيّة المختصّة نفّذت مداهمة في موقع خليّة إرهابيّة بعد الاشتباه بتورّطها في حادثة الفحيص الإرهابيّة، حيث تحرّكت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنيّة إلى مدينة السلط لإلقاء القبض على المشتبه بتورّطهم في هذه العمليّة".

وبيّنت غنيمات رفض المشتبه بهم تسليم أنفسهم وبادروا بإطلاق نار كثيف تجاه القوّة الأمنيّة المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى المفخخ الذي يتحصّنون به، ممّا أدّى إلى انهيار أجزاء منه خلال عمليّة المداهمة.

ونجم عن الاشتباك استشهاد أحد أفراد القوّة الأمنيّة، وإصابة عدد منهم، بالإضافة إلى إصابة عدد من المدنيين، فيما تمكنت القوّة الأمنيّة من إلقاء القبض على ثلاثة من أعضاء الخليّة. وقامت كوادر الاسعاف بنقل المصابين إلى اقرب مستشفى في السلط.

هذه الحادثة بكل عناصرها الموضوعية يثبت بأن الأجهزة الأممية يقظة جداً، ومصادر معلوماتها موثوقة، وفيما يتعلق بالإرهاب الذي يتهدد الأردن فإن هذه الأجهزة التي تمثل العين الساهرة للوطن، تحظى بدعم جماهيري منقطع النظير.. وهذا يتوجب على الأردنيين بكل اختلافاتهم الانتباه إلى أن الأردن هو الخيار المفتوح للإرهاب بعد تنظيف درعا من الحركات الإرهابية وإخراجهم منها عبر ممرات آمنة بإشراف أممي. وللتذكير فقط! بأن الكل يعلم بأن الأوطان تتهاوى على رؤوس أبنائها إذا ما أثيرت الفتن والنعرات الطائفية والجهوية ما دام الشيطان ينتظر كي يمتطي موجاتها ليعربد في تفاصيل الوطن وقضاياه.. وخاصة أن الإرهابيين الذين نفذوا جريمة السلط سوف يعربد شيطانهم على نتائج التحقيق بإثارة الفتن والنعرات الطائفية والجهوية من خلال تحويل الأردن إلى ساحة لتصفية الحسابات الداخلية ومن ثم بذر الخراب في إقليم ينتظر حصاده وخاصة المحتل الإسرائيلي وعملائه من ائتلاف المعارضة الذي يترأسه مضر زهران المقيم في لندن.. صحيح أننا نجحنا في التصدي الشامل لجريمة قلعة الكرك وانعكاساتها، وقبلها جريمة حرق الشهيد الكساسبة الذي جمع الأردنيين ضد الإرهاب، فإن عملية السلط الإرهابية ونتائجها ستزيد من تلاحم الجبهة الداخلية الأردنية.. هذا هو الرهان الذي سيسحب البساط من تحت كل المؤامرات.. ورغم كل ذلك لا بد من الانتباه فالوضع لم يعد محتملاً..

 

بقلم: بكر السباتين

 

في المثقف اليوم