أقلام حرة

الكرة في ملعب حماس وأسئلة صادمة

بكر السباتينالكرة الأن في ملعب حماس.. والسؤال هو: هل المفاوضات مع المحتل الصهيوني حل يتناسب مع موقفكم المقاوم! ماذا يعني أن تنجروا إلى ذلك الفخ سوى أنكم بدأتم تنسجمون مع صفقة القرن! هل ثقتكم بالسيسي وأطراف صفقة القرن وعلى رأسهم السعودية بداية المشوار معنوياً إلى تلك الصفقة الجائرة!! ألم تدرك حماس بعد بأن مسيرات العودة شكلت الضاغط الأكبر على الكيان الإسرائيلي الذي سارع للاستنجاد بكم من خلال مفاوضات ستكون عقيمة! ألا يذكركم هذا الحال بمفاوضات السلام في إطار مدريد 1+2 وأوسلو على خلفية الانتفاضة الأولى فشكلت السلطة الفلسطينية طوق النجاة الأمني والسياسي لهذا العدو المتربص بالحق الفلسطيني إلى يوم الدين! فلم الاستعجال بالذهاب إلى حيث أراد العدو وليس إلى ما تهدف إليه تلك المسيرات العظيمة التي عززت موقفكم المقاوم! لماذا تتحول الأوراق الفلسطينية إلى وسائل إنقاذ للعدو الإسرائيلي! وهل كان هدف المقاومة فقط حل مشكلة غزة ! وماذا عن تحرير فلسطين! لماذا لا نتعلم من حزب الله الذي وإلى وقت قصير يصرح أمينه العام حسن نصر الله بأن عدوه هو الكيان المغتصب وإن الحرب معه قادمة! أليس الأجدى بكم التنسيق مع كل من يحارب الكيان المحتل وإن اختلفنا معه بدلاً من الارتماء في أحضان "إسرائيل"! لماذا نحمل فلسطين إزراً كلما تساقط شهداء منا؛ وكأنهم استشهدوا لحثنا على القول: كفى مقاومة واحقنوا دماء شعبنا في غزة وطأطئوا الرؤوس أمام عاصفة صفقة القرن! علماً بأن الشهيد إنما استشهد ليحفز الجيل القادم على التصدي للعدو وعدم الرضوخ للطغاة!! وهل تثق حماس بالعدو الصهيوني الذي سيجردها من المستحقات المتفق عليها لا بل ستبقى حماس وأهلنا في غزة تحت السياط وتتحكم بها بنود اتفاقيات مبهمة تؤول حسب القوي، فقط أبرمت لإجهاض مسيرات العودة! أفلا تعقلون! وهل ستجدون فرقاً بينكم يا حماس وبين السلطة الفلسطينية إذا ما أعطيتم الضوء الأخضر لصفقة القرن من خلال اتفاقيات مفروضة عليكم! فمن يطرق باب الخطيئة يمكنه التنازل عن كل الثوابت!! وهنا مربط الفرص..

وفي ذات السياق فإن من عجائب السياسة أن مندوب الكيان الإسرائيلي تنازل عن التنسيق مع السيسي وتفاوض مع حركة حماس مباشرة والتي تعتبرها مصر منظمة ارهابية، بعد ان شعر المستوطنون الصهاينة بالضيق من بالونات اهل عزة الحارقة ومن مسيرات العودة التي بدأت تفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني ناهيك عن صواريخ المقاومة!! بالمقابل تجاوز السيسي نفسه صديقه محمود عباس واجرى مفاوضات مع حماس بعد أن سمح له نتنياهو بذلك مع أن السيسي كان يقول لن نتحدث مع أحد الا مع الممثل الوحيد للفلسطينيين المتمثل بالسلطة الفلسطينية؛ لكن ولأجل عيون المستوطنين الصهاينة في محيط غزة فإن أطراف صفقة القرن (مصر والسعودية والإمارات والبحرين وقريباً قطر) يفعلون المستحيل لأمن "إسرائيل" لكنه عار عليكم يا قادة حماس ان تثقوا بهم، وهم اكثر الحاقدين على فلسطين وهذا واضح من اعلامهم وذبابهم الإلكتروني ومن سياستهم الداعمة لصفقة القرن المهينة، ففلسطين أكبر من الضفة الغربية وغزة وظروفهما الحياتية ومنكم ومعكم كل القوى الفلسطينية والإقليمية والدولية! فلسطين حق غير قابل للبيع! فانتبهوا.. حافظوا على متاريس المقاومة ولا تقامروا بكرامتكم فهي ما تبقى من كرامة العرب..

 

بقلم بكر السباتين

 

 

في المثقف اليوم