أقلام حرة

رؤوس الأفعى في محفل الرومانسية العثمانية

ياسين الرزوقكنت أقرأ رواية القبلة الرومانسية لدانيال ستيل فلم أجد أجمل من القبلات الرومانسية العالمية بين رؤوس الأفعى في واشنطن وأنقرة والرياض وهم يحتسون دم الخازوقجي في أروقة السياسة الخبيثة المفضوحة في غرفهم وفي جلسات معلمهم الأكبر الذي يجمع رؤوس الأفعى في كلِّ العالم كي تخدعهم أكثر وأكثر وكي تبتلع ما تبقى من بعض مصداقية

وسرُّ جمال هذه القبل أنَّك في أكثر مسلسلات العداء ترى بها المداورات السياسية والتجمعات المشتركة في محافل الرومانسية الإخوانية الوهابية ذات الطابع الإسلامي السياسيّ الذي لن تشفيه رواية القبلة من امتصاص دماء الشعوب بل ستجعله يغتصب لقمة عيشهم أكثر وبداء القبل المرير الذي بات كارثياً في الشرق الأوسط البريء الوديع أمام محافل الرومانسيين الجدد في العالم أجمع!!

نعم سقط الخائنون جميعاً ولم يسطوا على حسابات غبائهم المصرفية فحسب بل إنهم لوَّثوا ماء وجوههم بالتراشق المفضوح الذي لا مفرَّ من تسميته غباءً في رواية الخيانة لكاتبتنا المرموقة بجمعها قبلة الرومانسية والخيانة على سريرٍ واحد هو سرير أنقرة الرياض الذي يعبثون به بالريموت كونترول من واشنطن أو تلِّ أبيب وينسبون حماية المقدسات والإسلام إلى خدمتهم ما يسمون وقفه بالحرمين الشريفين متناسين تدنيسهم كلَّ شرفٍ بقي في رؤوس النخوة التي لم تعد أممية وإنما عربية تتحرك فقط لحصد أكبر عدد من جرائم الشرف لدخول كتاب غينيس للشرف العربي الإسلامي الذي يزايد به حكام المنطقة بينما أبناء  شعوبها يئنون تحت وطأة لقمة العيش والجهالة مع أنَّ البيت الشهير للمتنبي يقول : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ..و أخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

نعم لقد طفا ما يطفو ولم تعد روايات القبل والخيانة تشفي هذا العالم من سياسات المارقين في سلكي السياسة والدين حيث يطرب القطيع للذبح على تكبيرة باسم الله بينما تهتز سرائره ويستشيط غضباً  عندما يرى قبلة عاشقين فلأيهما أولى به أن ينتفض؟!

سقط الجزء الأخير من رواية القبلة في رواية الخيانة فاختلطت الخيانة بالقبل ومنذ ذلك الحين صار مشهد قطع رؤوس الجمال أهون على المارقين من قطع رؤوس الإجرام الفظيع وكأنَّ بسلعة الإجرام إذا ما باركها شيخٌ جليل تقضم كلَّ ما تبقى من قبلٍ حميمة في روايات المخلصين !

 

بقلم: ياسين الرزوق زيوس

 

في المثقف اليوم