أقلام حرة

رحلتي مع رئيس الحكومة السورية على سيلٍ جارف من أنفاق الاتصالات

ياسين الرزوقكنت راكباً مع رئيس الحكومة السورية نفق الطبيعة تحت ساحة الأمويين فإذا بسيولٍ جارفة متصلة تصل رأسي برأسه وتجعلنا نتشابك كي نشكِّل بعداً من أبعاد التكتيك المقاوم للانجراف وخاصة أنَّ التصريف للمياه وللقرارات الحكومية ليس في أحسن حالاته إذا لم نقل انَّه في أسوأ حالاته المنكوبة بكلِّ الأبعاد الاقتصادية والتنفيذية والرؤيوية حيث ينعدم التخطيط وتتلاشى فعالية القرارات والمُقرِّرين، وحينما ظنَّ الناس وسط السيول، "و هم يخوضون غمار السباحة بمناظيرهم المتجهة نحوي ونحو رئيس الحكومة، "أننا في صراع ماراثوني مع المقررات الحكومية هو يشدّ وأنا أجذب وهو يجذب وأنا أشدّ !

كان الشدُّ والجذب بالنسبة لهؤلاء الرائين المرائين من قطعان الشعوب الجامعة ما بين الجهل وما بين التصفيق وما بين هوشات العرب والإشاعات بمثابة اقتتال نهايته زجِّي كما في معتقداتهم وظنونهم في غياهب وزارة الاتصالات التي ستقطع عني أنفاس النجدة بطلبها عبر اتصالات الانترنت بكلِّ أشكالها الصوتية والفيديوية والسكايبية لأنَّ نية وزارة الاتصالات تتعدَّى ما يجول في تفكيرنا البسيط مُذ تطور إلى تشابكٍ معقد بيني وبين رئيس الحكومة العتيد الذي لا مفرّ من تضييق الدائرة على شبكات اتصاله التي تمتد ما بين الداخل والخارج طالما أنَّ الانعكاس لخدمات حكومته العتيدة على الداخل صفريّ بل تحت صفريٍّ سالب يدخل في مجال المعادلات مستحيلة الحلّ، ويحتاج إلى تطبيق معادلات عقدية تخرج من تحت الأنفاق لتبني أبراج اتصالات مجانية لا استغلالية يهدفون من خلالها إلى تحويل الهواء المجاني إلى باقات استثمارية عبر صمَّامات لا تمت لصمامات الأمان بصلة بل تشترك مع القرش الذي يعضُّ الأكبال في تضييق الأنفاس، وتكبيل الحريات الوطنية أكثر وأكثر بشكلٍ غير مسؤول، وبرؤى غير تخطيطية وغير استراتيجية لا تجد منافذ ضريبية إلا في جيوب المواطنين بدلاً من إيقاف تلاعب التجار الكبار بقوانين الاستثمار والضرائب وتهربهم من الدفع وتخلفهم عنه بشكلٍ يدل على عدم وطنيتهم وفقدان إحساسهم بأيَّة مسؤولية تجاه الوطن ومقدَّراته والشعب ومقوِّماته !

أكملت التشابك مع رئيس الحكومة حتى حسبه أهل الحسبة عناقاً من عناقات النفاق طويل الأمد الذي يُمارس بشكلٍ غريب في اجتماعات الحكومة والمجالس والقيادات والمدارس، وحينما تلاشى عسر التصريف وبدأت تنجلي غمة التدليس بسوء التصريف الذي لم يعترف به الوزير المختص بل التف عليه ليلوم الطبيعة "التي لا نقدر على توقع مؤثراتها لكن علينا استشراف غضبها لتحقيق الاحتياطات بكلِّ أشكالها "انجلى العناق وعبس العالم من حولنا بشمسٍ غاضبة تريد من الحكومات أن تصل بالضوء عبر منافذ الاتصالات وعبر مصارف وأماكن تصريف المصرفين المهتمين بالأوطان والمواطنين لا بجعلهم لقمة سائغة بأيدي التجار والمتنفذين !

 أكملت عودتي إلى مقعدي المبلّل بجانب رئيس الحكومة السورية وأحكمتُ حزام الأمان كي لا أطير بكارثة طبيعية أو بعاصفة غير متوقعة، وحينما وصلتُ إلى مبنى رئاسة الحكومة قلتُ يا خفي الألطاف نجِّنا ممَّا نخاف !

 

بقلم ياسين الرزوق زيوس

 

في المثقف اليوم