أقلام حرة

في رحاب المصطفى

"وماارسلناك الاّ رحمةً للعالمين"..الانبياء107

على مدى ثلاث وعشرون عاما وهي سني الدعوة الشريفة التي بشر بها رسولنا الكريم محمد الناس ليكونوا خير امة"كنتم خير امةٍ اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"..ال عمران110

استطاع بصبره وحكمته واناته ان ينشر الدعوة ويجعل القران دستورا ومنهج حياة من خلال تفسيره للايات القرانية التي كانت تنزل بالتتابع لتوضح امرا ما ،اذ ان لكل سورة سبب نزول ثم تصبح فيما بعد قاعدة ومنهاج بالاضافة الى ماتضمنته السنة النبوية الشريفة من احكام وقواعد ميسرة جاءت لتيسير الامور الحياتية وازالة اللبس فيها..

وبعد ان اكمل الرسول الكريم نشر دعوته في مكة والمدينة واجزاء اخرى من المعمورة  ومع كل مالاقاها من معاناةو دخول الناس في دين الله افواجا فرض الله الحج على الناس من استطاع اليه سبيلا، ففي الخمس الاواخر من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة  عزم الرسول على زيارة بيت الله حاجا اليه وقد خرج معه الكثير من الناس رجالا ونساء"وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍ عميق"..الحج27،وقد لبى الناس دعوة الله سبحانه وتعالى للحج عن طريق رسوله الكريم.."لبيك اللهم لبيك..لبيك لاشريك لك لبيك"

ادى الرسول مناسك الحج كاملة وبعد ان فرغ خطب بالناس خطبة الوداع او حجة الوداع والتي تضمنت غرس تعاليم الدين الحنيف في نفوس

المسلمين،والتمسك بدستور الامة وهو القران والسنة واقامة شعائر الله وارساء قيم المحبة والتسامح والعدل والمساواة"المسلم اخو المسلم لايظلمه ولايسلمه.." وافشاء السلام بين الناس"وافشوا السلام بينكم" وحذر الرسول من الربا لانه من الذنوب المهلكة للفرد والمجتمع "يمحق الربا ويربي الصدقات والله لايحب كل كفارٍ اثيم"..البقرة276

كما اوصى بالنساء خيرا "فاتقوا الله في النساء فانكم اخذتموهن بامان الله"

وبعد ان اكمل خطبته الشريفة التي تضمنت علاقة الانسان باخيه الانسان بما يضمن سعادته في الدارين وفق اصول وضوابط الشريعة الاسلامية السمحاء بقيم سامية واحكام مستنبطة من القران والسنةالهدف منها عبادة الله سبحانه وتعالى وتكريم الانسان باعتباره اكرم خلق الله"لقد خلقنا الانسان باحسن تقويم"..التين4 

وكانت هذه اخر حجة حجها الرسول ولذلك اطلق عليها حجة الوداع

وبعد ان اكمل الرسول خطبته الشريفة نزلت الاية الكريمة في يوم عرفة"اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا"..المائدة3

وفي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول في السنة الحادية عشرة للهجرة الموافق سنة ستمئة واثنان وثلاثين للميلاد صعدت روح الرسول الاعظم الى بارئها بجوار الرفيق الاعلى ليسكن في عليين  بعد ان ارسى تعاليم الدين الحنيف وادى الرسالة على اتم وجه..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم