أقلام حرة

الحشد الشعبي العراقي: ضرورة أم كم فائض عن الحاجة؟

يعرف الجميع أن "الحشد الشعبي" كان هبة شعبية عفوية في وجه تحد إرهابي كوني (شاركت في رسم خارطته قوى عالمية وإقليمية) شكل تهديدا وجوديا للكيان العراقي كان يمكن، لو نجح، إلى تكريس التقسيم كأمر واقع. و بهذا المعنى فإن الحشد كان ضرورة أملاها الظرف ولم تكن المباركة الدينية سببا لوجوده بل منحته بعدا عقائديا أضفى عليه مزيدا من القوة ثم وبانضمام أناس من كل الأديان والقوميات والمذاهب إليه أكتسب طابعا وطنيا شاملا كان عاملا في تحقيق انجازات عسكرية لافته ساهمت مع انجازات القوات المسلحة العراقية في القضاء على هذا التهديد الوجودي.

ويبدو أن مخططي تلك الهجمة الإرهابية كانوا يراهنون على ضعف الإماكنات العسكرية العراقية في ذلك الوقت من حيث التسليح والقيادة والسيطرة والتعبئة وغيرها من الإعدادات التي يفهم لغتها العسكريون فتجد القيادةالسياسية آنذاك نفسها ملزمة بطلب العون من الولايات المتحدة وبذلك يصبح اتفاق خروج القوات الأمريكية من العراق في حكم المنسي. وعندما يتم لها ذلك فلن تسمح الولايات المتحدة لنفسها بأن تلدغ من جحرها مرتين: "تحرر" العراق من قبضة محكمة لنظام شمولي ثم تخرج وتتركه لحكم أناس لم يكن إرضاءها من أولوياتهم ثم تعود لتحرره من سطوة الإرهاب فتخرج مرة أخرى لتسلمه لنفس الناس. فكان دخولها الثاني من باب مكافحة الإرهاب وتوفير التدريب والغطاء الجوي للقوات العراقية وهو غطاء انتهى بتدميرواسع شهدنا آثاره في الموصل والأنبار وهو ما حدث لمدينة الرقة السورية أيضا تحت غطاء مكافحة الإرهاب رغما عن أنف الحكومة السورية. لقد اصبح "مكافحة الإهاب" بنظر أمريكا بمثابة جوازسفر ديبلوماسي يبيح لحاملة الأمريكي أن يدخل أي بلد دون تاشيرة دخول.

ولكن الذي حدث أن القيادة السياسية آنذاك لم "تستصرخ" الأمريكان من اجل المساعدة للتصدي للهجمة بل انتقدتهم لعدم إيفائهم بالتزامهم بحماية العراق وبدلا من ذلك لجأت إلى إيران فجاء منها السلاح والخبراء. والأمر الذي يثير الانتباه هو أن الولايات المتحدة لم تلتفت حتى إلى طلبات حليفها الكبير السيد مسعود البارزاني لمساعدته في مواجهة هجمة "داعش" على بعض مناطق كردستان. ونقلت وكالة أنباء "سبوتنك" بالعربية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله في لقاء له مؤخرا مع الجالية الإيرانية في النرويج:

 "كان تنظيم داعش يجتاح مناطق واسعة في محافظة نينوى وغرب العراق، ولم يأت أحد لدعم الأكراد العراقيين".وأردف "اتصل بي السيد مسعود بارزاني بنفسه، وقال لي نصا: اتصلنا بالأتراك فلم يأتوا، واتصلنا بالأمريكيين ولم يأتوا".

واضاف أنه وعد السيد مسعود بارسال الدعم خلال ساعات مضيفا القول أنه بعد 6 او 7 ساعات وصلت إلى كردستان طائرتان محملتان بالأسلحة والخبراء.

إذا مثل ظهور "الحشد الشعبي" والدخول الإيراني من الباب الواسع (الرسمي) مفاجئة لم تكن بالحسبان للأمريكيين ومخططي "الدخول الداعشي".وانتهى كل ذلك بتحرير العراق من سيطرة داعش وبمشاركة أمريكية جوية يختلف في تقييم فعاليتها واضرارها على البنية التحتية العسكريون والمنتمون للحشد الشعبي كل من زاويته.

ماذا بعد ذلك والذي نراه ليومنا هذا؟

وجود قوة عسكرية ضاربة إسمها "الحشد الشعبي" وزيادة التاثير الإيراني في الوضع العراقي. من تسبب في ذلك؟ إنهم الأمريكيون من مخططي الدخول الداعشي ومعهم حلفائهم العرب حاملي كيس النقود وختم الموافقة على أي شئ تقرره أمريكا. بالطبع ليس سهلا القول أن الأمريكيين بفعلتهم تلك قد ارتكبوا خطأ استراتيجيا ذلك أن الخراب المادي والاجتماعي الذي تركه داعش يعد انجازا من وجهة نظرهم فاستراتيجيتهم في العراق تقوم على إبقاء هذا البلد ضعيفا ومفككا تسوده الصراعات ومستنزفا غير قادر على إعادة بناء نفسه ثم الانصراف لتقوية دوره الإقليمي هذه المرة بعيدا عن الإيديولوجية الحزبية الضيقة التي مزقت الوطن وبثت الفرقة بين العرب.

وقد يرى البعض أن اللعبة الأمريكية قد أفقدتها فرصة أن يصبح العراق صديقا يعتمد عليه خاصة في مواجهة إيران وأبعد من ذلك في عرقلة التقدم الروسي والصيني في المنطقة. غير أن تجربة تعامل الولايات المتحدة مع دول المنطقة تثبت أنه من العبث الرهان على كسب ود أمريكا ذلك أن شرط هذا الود هو صداقة إسرائيل والتخلي عن الفلسطينيين نهائيا وأن يكون دور العراق العربي أوالإقليمي مكملا للمنظومة الخليجية في مغامراتها الإقليمية خاصة العداء لإيران. وهذا شرط لا يستطيع أن يقدم عليه العراقيون الذين يفكرون بلغة المصلحة الوطنية. وبكلمة، فإن صداقة أمريكا في ظروف احتدام الصراع الحالية يعني بنظرها هي أن يكون العراق جزءا منفذا من خططها الإقليمية والكونية تقع عليك مهمة دفع الأرواح والمال. وإذا كان الخليجيون مجبرين على هذا الدور للحفاظ على حكم عوائلهم فليست هذه هي حال العراق.

وعند الحديث عن إسرائيل يمكن للمرء أن يلاحظ وجود جيوش ألكترونية (أبرزها تلك المكلفة بمهمة التشكيك في كل ما تقوله أو تفعله الحكومة العراقية) واحدة منها تروج للصداقة مع إسرائيل. وهذه برأيي لن تحصد غير الفشل لأن إسرائيل ليس لديها ما تعطيه لأحد وقد فشلت كل محاولاتها للتغلغل في بلدان أفريقيا بعد انحسار تأثيرمصر إذ اكتشف الزعماء الأفارقة بعد زمن ليس بطويل أن إسرائيل لا تسعى إلا إلى استغلالهم. أما الحديث عن التاريخ المشترك بين العراق واليهود (التاريخ المشترك يشمل كل المشرق الإسلامي ومغربه) فهو لن يجعل من المستوطن البولندي الأصل بنيامين نتنياهو الذي اعتنقت عائلته الديانة اليهودية في زمن متأخر صديقا للعراقيين وقد اثبت ذلك في تصريحاته حول دور إسرائيل بالهجوم على مخازن عتاد الحشد الشعبي. وفي حقيقة الأمر أن تلك الجيوش ليس هدفها التقريب بين الشعب العراقي واليهود بل سلب العراقي انتمائه العربي الذي لا تقرره رغبة هذا أو ذاك فالعراقي هو عربي الهوية والثقافة  ولن ينظر إليه أحد على أنه غير ذلك. وتقدم تركيا ومحاولاتها دخول المجموعة الأوربية مثالا على كيف يصنفك الآخرون وكيف ينظرون إليك. فتركيا تظل بنظر الأوربيين دولة آسوية إسلامية تحمل إرثها وثقافتها الخاصة المختلفة عن أوربا حتى لو سلكت طريقا غربيا في التطور السياسي والاقتصادي. ولكن رب ضارة نافعة فها نحن نرى تركيا تتجه صوب الشرق لأنها درست وفهمت طبيعة التحولات الدولية الجارية وأن مستقبل العالم سوف ترسمه آسيا بقدرتها الاقتصادية الجبارة وثقافتها التي لا تسعى لسلب الآخر ثقافته وهويته كما فعلت الثقافة الغربية طوال قرون.

 والآن، ما الذي فعله ويفعله الأمريكيون للتعامل مع التحدي المعكوس الذي يمثله الحشد الشعبي؟ لقد فشلت كل محاولاتهم لجعل الحكومةالعراقية "تتبرأ" منه فيلجئون إلى طريقة مثيرة تتمثل في إدخال العنصر الإسرائيلي في المعادلة العراقية حيث تبجح رئيس الوزراء نتانياهو أن إسرائيل هي من فجرت أو ضربت مخازن سلاح وعتاد الحشد الشعبي. ما الذي يمكن فهمه من هذا "اللعب" الأمريكي واية رسالة يريدون إيصالها ولمن؟ دائما ما يكون هدف الولايات المتحدة من مغامرة ما تقدم عليها متشعب بحيث إذا خسرت في جبهة تكون قد ربحت في جبهة أخرى.

فعلى المستوى الداخلي أعتقد أنها أرادت أن تثير "غضب" الناس على الحشد بسبب تخزينه العتاد في مناطق قريبة من التجمعات السكنية وقد رأينا كيف أن خليطا من الناس بمن فيهم ذوي نوايا حسنة انهالوا بالنقد، بعضهم بالصراخ، حتى قبل أن يعرفوا تفاصيل ما حدث غير أن فقاعات الصابون لا تلبث أن تنفجر وسارع نتنياهو إلى مساعدتهم في معرفة الحقيقة. وعلى المستوى الحكومي ربما أرادت الولايات المتحدة أن تثير الفرقة في صفوف الفريق الحكومي وفي صفوف البرلمان فكان رد الرئاسات الثلاث واضحا وقاطعا في الدفاع عن الحشد.

وعلى المستوى الإقليمي ربما أرادت الولايات المتحدة توجيه سالة إلى إيران مفادها أنها قادرة على شل حركة حلفاءها العراقيين في حالة اندلاع مواجهة بينهما لأن إيران كانت أوضحت أن حربا عليها سوف يشعل كافة الجبهات. ولم تكن إيران بحاجة لرد فعل على عمل كهذا إذ يمكن أن يستعيد الحشد ما فقده من الحكومة العراقية كونه قوة رسمية وأعطى الحكومة العراقية مبررا للجوء إلى إيران من أجل المشورة والخبرة وكذلك التفكير الجدي بضرورة اتباع نهج مستقل فيما يتعلق بتزويد الجيش العراقي بوسائل الردع خاصة المقاتلات ومنظومات الدفاع الجوي ومرة أخرى تعطي القيادة التركية مثلا على تغليب المصالح الوطنية عندما توجهت لروسيا من أجل الحصول عل السلاح المتقدم رغم أنها عضو في "الناتو" وتحتفظ بعلاقات تقليدية قديمة مع الولايات المتحدة والغرب مع الإقرار ان تغليب المصلحة الوطنية لا يبيح التدخل غير المرغوب به في شؤون الدول الأخرى..

وإذا كان الدخول الإسرائيلي على الخط العراقي يعني، كما يصرح قادتها، أنها سوف تتدخل حيث هناك تأثير إيراني فإنه لا بد وأن يعني للعراقي أن الحدث يؤكد ان إسرائيل ليست أقل من ذراع ثالثة للولايات المتحدة كما وأنه يبث الحياة في مشاعر العداء لأسرائيل والتي اعتبر الكثيرون أنها خبت بسبب المشاكل التي واجها العراق طوال العقدين الأخيرين. وإذا كان العراق غير قادر أو راغب في توريط نفسه في صراع عسكري مع إسرائيل فإنه يستطيع أن يلعب دورا مؤثرا من خلال تقديم الدعم المادي للفلسطينيين من أجل تعزيز صمودهم وتقوية نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي والسياسي والديبلوماسي من أجل تعزيز موقفهم الدولي وهذا نهج تستطيع الحكومة العراقية اتباعه دون تكلفة عالية.

 إن سياسة الولايات المتحدة القائمة على تشجيع التفرقة والشقاق وإضعاف العراق بالسماح بدخول إسرائيل على الخط العراقي من شانها أن تجعل العراق يعتبر المشاركة في التصدي لإسرائيل جزءا من مقتضيات الأمن الوطني العراقي.

والآن، ما الذي يقلق الولايات المتحدة من وجود الحشد الشعبي؟ الجواب التقليدي هو خوفها من النفوذ الإيراني بل يذهب بعضهم إلى حد تأييد الموقف الأمريكي بحجة أنه يحد من النفوذ الإيراني متناسين أن الحشد، كما قلت اعلاه، هو رد عراقي وطني على تحد خلقته الولايات المتحدة بنفسها بمشاركة من حلفائها الإقليميين من أجل تفكيك العراق.

وفي نظري تعادي الولايات المتحدة الحشد الشعبي لأسباب عديدة أبرزها:

أولا: أنه يمكن أن يتحول إلى قوة فعالة مساندة للجبهة المعادية لإسرائيل المتمثلة بإيران وسوريا وحزب الله اللبناني أو ما يسمونه في أدبيات هذه الأطراف "جبهة المقاومة" وهم يقصدون مقاومة إسرائيل والنفوذ الأمريكي في المنطقة وإسناد الشعب الفلسطيني.

ثانيا: تحوله إلى قوة فعالة في محاربة الإرهاب لا تملك الولايات المتحدة فيها نفوذا أو تأثيرا كما هو الحال بالنسبة للجيش العراقي فقد اعترض السفير الأمريكي على إقدام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على إحالة أحد قادة الجيش العراقي في الموصل على التقاعد وكان هذا الضابط مقيما في الولايات المتحدة قبل دخول داعش.

ثالثا: (وهو نهج سوف يواصل الأمريكيون اتباعه طالما بقي لهم تأثير) خلق مشكلة خلافية داخل المنتظم السياسي وعلى المستوى الشعبي يعيق استقرار النشاط الحكومي الموجه ذلك أن الاستقرار السياسي الذي بدأ يشهده العراق من شأنه أن يفضي إلى تفرغ الحكومة إلى العمل على:

- ضبط أجهزة الدولة التي تعاني من التسيب والتصرفات الفردية لموظفي أجهزتها التي هي المصدر الأساسي للتذمر الشعبي الذي ينصب بمجمله على الحكومة وليس على جهاز الدولة المعرقل ومسؤوليه. وهنا بالتحديد ارى أن على الحكومة أن تطبق برنامجا لإعادة هيكلة الكثير من اجهزة الدولة ودوائرها للتخلص من العمالة الزائدة التي تعيق تنظيم العمل وفعاليته لأني أعتقد أن جلوس الموظف الزائد عن الحاجة في منزله مع استمراره في استلام راتبه افضل من وجوده في مقر "عمله".

ثانيا: الاهتمام بالجانب الاقتصادي خاصة تفعيل القوى المنتجة البشرية والطبيعية من أجل خلق الثروة التي تأتي من العمل المنتج وهذا سيكون له اثر عميق ليس فقط على إيجاد مصادر ثروة غير النفط بل وأهم من ذلك خلق قيم جديدة في المجتمع يحترم فيها العمل المنتج والمبدع بعد ان اجتاحت المجتمع العراقي قيم نفعية.

وإذا كان للولايات المتحدة مخاوفها "المشروعة" من تحول الحشد إلى طرف في الصراع مع إسرائيل فلماذا تخشى دوره في محاربة الإرهاب؟لأن ورقة التلويح بعودة الإرهاب لا زالت لم تسقط من يدها فهذه الورقة سمحت لها بالدخول في مناطق عديدة من العالم لم يكن لها فيها وجودا ماديا على الأرض من قبل تحت حجة التدريب وتقديم الخبرة. ويعطي ضباط الجيش الأمريكي تقديرات كبيرة لعدد الإرهابين الذين مازلوا ينشطون بين سوريا والعراق تصل لعشرات الآلاف وهو ما رفضه القادة العسكريون العراقيون. غير أن الرسالة الأمريكية واضحة ما يكفي: "إذا قررتم إخراجنا فهناك مفاجئة بانتظاركم !"

 والسؤال الذي لا بد وأن يبرز استنادا إلى تصريحات العسكريين الأمريكيين هو: كيف يمكن أن يتجمع مرة أخرى عشرات آلاف الإرهابيين ليهددوا أمن العراق؟ إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في سؤال آخر: كيف وصل عشرات ألاف الإرهابيين الذين تركوا سوريا والعراق إلى مناطق مختلفة من العالم مثل أفريقيا وأفغانستان ومناطق شرق آسيا المتاخمة لروسيا والفليبين وسري لانكا وغيرها من اصقاع الأرض المختلفة؟ قال نائب رئيس البعثة الروسية للأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن هناك 4 آلاف داعشيا يتشطون في أفغانستان خاصة في مقاطعتي "كونار" و"نانغرهار". بأية وسيلة انتقل هؤلاء إلى أفغانستان ولماذا لم يكونوا موجودين من قبل رغم أن الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان يعود لسنة 2001 أي قبل احتلال العراق؟ أليس لأن هناك قوة توفر لهم الدعم اللوجستي على مستوى الانتقال والتجهيز والتمويل؟إذا يستطيع من نقلهم إلى تلك المناطق المتباعدة ان يعيد تجميعهم ونشرهم في العراق قرب مناطق سيطرته خاصة المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق. وهذا ما يدركه القادة والخبراء العسكريون العراقيون ويدركون على ضوءه أهمية انتشار الحشد في تلك المناطق.

وفي حقيقة الأمر يستطيع بضعة مئات من الإرهابيين المدربين والمجهزين بمعلومات دقيقة أن يقلقوا حركة المرور بين مناطق العراق المختلفة وبذلك يؤثرون تأثيرا جديا على السير الطبيعي للحياة وللاقتصاد العراقي. ماذا نفعل عندذاك؟ كلنا نتمنى أن يكون الجيش العراقي لوحده قادرا على العامل مع حالات طارئة كهذه ولكن هذا ليس واقع الحال فالجيش يحتاج الكثير من التجهيزات التي تمنحه قدرة كافية على الرصد والمراقبة على مدار الساعة خاصة المراقبة الجوية التي تمنحه القدرة على التحرك السريع من اجل التعامل مع التهديدات المستجدة ذلك أن الولايات المتحدة تعرقل عملية تجهيزه كما أن الجيش لا يستطيع الانتشار في كل بقعة من بقاع الأرض العراقية المترامية خاصة وأن مهماته الأساسية ذات الطابع الدفاعي قد أضيف لها مهمة أخرى ثقيلة هي حفظ الأمن الداخلي. 

لذلك فإن اعتبارات الحفاظ على الأمن الوطني وعلى رأسها مهمة مكافحة الإرهاب الذي يمكن أن يظهر مرة أخرى تجعل من استمرارية وجود الحشد ضرورة وطنية. لقد قدم الحشد قرابة 40 ألف شهيد دفاعا عن العراق و لايجوز أن تذهب دماء هؤلاء هدرا و لا أن يهدد أمن العراق مرة اخرى إرضاء للولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول الخليج.

(آخر خبرنقلته وسائل الإعلام هو استشهاد أربعة من الحشد في انفجار شرق الرمادي وعددا من الجنود في هجوم على نقط التفتيش في الأنبار وديالى).

سنسمع مثل هذه الحوادث كلما تعالت الأصوات التي تنادي بخروج القوات الأمريكية.

 

ثامر حميد

 

في المثقف اليوم