أقلام حرة

الام العراقية بين مطرقة الفاقة وسندان الفقد

مخلوقة من صبر وحنان وهبها الله لعاطفةالجياشة، الرحمة، الرافة، العطاء، التسامح، الغفران، الاناة، الحكمة، شمس معطاء بلا حدود ودون مقابل، شجرة مباركة ثمارها الحياة..

هذه الصفات واكثر اختصت بها الام العراقية التي كانت ولاتزال ام مع مرتبة الشرف، دخلت معترك الحياة صبية او شابة في مقتبل العمر، تربت ببيت صالح، تولى تنشاتها على قيم الفضيلة لتكون نبعا للحنان ومصنعا للرجال، عطاؤها ليس له حدود، تتولى قيادة الحياة ربة بيت وعاملة بامتياز، تعمل داخل وخارج البيت، مميزة، ماهرة، مخلصة، متفانية، امينة، حريصة، لاتدخر جهدا في سبيل رعاية اسرتها وتربية ابناءها التربية الصحيحة لتثري بهم المجتمع لكي يساهموا في بناء الوطن وازدهاره..

هذه الام المعطاء ومنذ عقود اعتادت ان تكون اما وابا في ان واحد، فالزوج اما قد استشهد في ساحات القتال، او فقد، اواسر، او اغتيل، اوتعوق، اوربما هاجر الى بلاد العم سام للبحث عن فرصة عمل وتركها تصارع البقاء مع اطفالها بلا سند، فتراها تستبسل من اجل تربية اطفالها غير مبالية براحتها وصحتها، تصل الليل مع النهار من اجل ان تسد رمقهم وتسد احتياجاتهم، تنزل الى سوق العمل، تبيع الخضار، تبيع الخبز، تعمل في البيوت، تبيع المناديل، تسوق سيارة اجرة، لايهمها ان كان العمل مضنيا، تعد الدقائق والثوان لكي تراهم رجالا ونساءا يقرون عينها ويعوضونها عن شئ من تعبها، ثم ماتلبث الاقدار ان تلعب بمقدراتها وتلتهمهم فرادىً اوجماعة، بقصف، بانفجار، بخطف، باغتيال، باي طريقة، لتجد نفسها عاجزة مكتوفة الايدي وهي ترى ابنها او ابنتها اوكلاهما وقد لفّا بالعلم وزفّا مع الشهداء في لحظة خاطفة سرقت الاقدار منها احلامها، شبابها، عمرها، كفاحها الطويل وعجاف السنين، ولم تبق لها غير شاهد تزينه بالاس والشموع وبعض الصورالتي تذكرها كل حين بنكبة الفقد والوجع ولوعة الفراق، و يبقى عزاؤها الوحيد انها تسمى ام الشهيد..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم