أقلام حرة

هل نحن شعب منكسر؟ وما العمل؟ (3 من 3)

 لا يستثير فيه روح الرفض والثورة كما يحدث لدى الإنسان الصحي النفس، بل أنه يتفاعل مع ذلك التنبيه بشكل يزداد فيه إنكساراً وإحباطاً واستسلاماً. وبينا أن نفس هذه الظاهرة التي يضطهد بها الدكتاتور شعبه، والإحتلال الشعوب المحتلة، هي نفس التي يستعملها القوادون مع ضحاياهم من الفتيات المجبرات على ممارسة الدعارة في تجارة الرقيق الأبيض، حيث يتحول الخوف والفشل المتكرر من المجابهة إلى حبس نفسي يزداد عمقاً.

واخذنا أمثلة على ذلك من الشعب العراقي تحت حكم الدكتاتورية وتحت الإحتلال والشعب المصري تحت حكم الدكتاتورية وكذلك الفلسطيني تحت الإحتلال، إضافة إلى إشارة إلى حالات اضطهاد للشعبين الأمريكي والأوروبي أيضاً!

وفي الجزء الثاني أشرنا إلى دور التربية والظروف، وطرق هرب النفس البشرية ومراوغاتها بعيداً عن مواجهة الإضطهاد. بعد ذلك بحثنا المحاولات الخفية والمكشوفة لإدامة الإنكسار لدى الشعوب المحتلة والمضطهدة، واشرنا إلى انكسار اليسار وإحساسه بالغربة في وطنه.

 

إن كانت الحقائق لاتساعد المنكسر على التحرر، فما الذي يمكن أن يفعل؟

يعود الفضل في إشاعة تعبير "سيكولوجية التحرر" إلى إنسان كان حائراً مثلنا في إيجاد حل لهذه المعضلة لدى شعبه في السلفادور، والذي كان يقع تحت اضطهاد دكتاتورية جزارة تدعمها الولايات المتحدة، القس والناشط وعالم النفس "اكناصيو مارتن بارو" (1942-1989) والذي تم اغتياله في من قبل قوات حكومية دربها خبراء أمريكان. وكان أغناصيو يركز على الإضطهاد الذي يشعر به مواطنوه السلفادوريين ومواطنوا أميركا الوسطى وأميركا اللاتينية عموماً.، ويسعى لإيجاد حل لنفسيتهم والتغلب على مخاوفهم. ولا شك أن بارو نجح أولاً في أنقاذ نفسه من الخوف، وصار يعرقل بناء "الشعب المنكسر" ولذا كان لا بد من إزالته. لقد قال جومسكي فيه: "كان القس مارتن بارو يعتنق مفهوماً تحررياً للدين يختلف عن اللاهوت الذي يضطهد الفقراء. "

 

يرى ليفين، صاحب مقالة: "هل الأمريكيين شعب منكسر؟" (#) أن ما يساعد الإنسان الذي يشعر بالهزيمة، هو رفع الروح المعنوية. وإن كان من المشكوك فيه قبول التشجيع عن طريق الكذب، فمما لا شك فيه أنه يجب استخدام كل الحقائق الإيجابية، تشجيع وتأكيد الإنتصارات الصغيرة، البحث عن نماذج من التصرفات الشجاعة، وكل ما يساعد في كسر دائرة العجز والألم والإحساس بالعار، والإنغلاق والمزيد من الشعور بالعجز والألم والإنغلاق وهكذا.

يبدو أننا كلما تقدمنا في الزمن في العراق، كلما صرنا أكثر سخرية وقسوة تجاه مشاعر الآخرين وأقل اهتماماً بأثر كلماتنا وتصرفاتنا عليهم. أقدم لكم مقارنة حادثين بينهما نصف قرن. الأولى لأخي الأصغر الذي حدثني أن أستاذهم في هندسة جامعة بغداد, قال لطلابه مرة, يمتدح نفسه وصعوبة اسئلته في الامتحان القادم مفتخراً, ان "خيّرهم لن يحصل فيه على 30 بالمئة! "

الحادثة الثانية قديمة وقعت لي في الصف الأول الابتدائي, (مدرسة العزيزية في الرمادي ان لم اكن مخطئاً) اي قبل حوالي نصف قرن!, وما زلت أذكرها: صباح يوم فوجئنا, نحن الشطار, بمعلمنا الأستاذ يوسف وهو يقول : يا طلاب, أنا البارحة أخطأت, واعطيتكم واجب المفروض ان اعطيه لكم اليوم. أي أن الذين لم يحلوا الواجب اليوم, هم الشطار!

سرت في الصف فرحة بين "الشطار الجدد" وشعروا بالفخر ربما لأول مرة في حياتهم المدرسية, بل راحوا يعاكسونا, نحن "الكسالى" لأننا عملنا "الواجب الخطأ". حاول الأستاذ يوسف بالطبع ان يوظف هذه الموجة من الاعتزاز بالنفس وافهمهم ان هذا الامر لهذا اليوم فقط, وانهم ان ارادوا ان يستمروا شطاراً فعليهم ان يحلوا الواجب مستقبلاً.

لقد حاول الأستاذ يوسف ان يكسر هذا الاحساس بالإنكسار، الذي تراكم عند الطلاب في كل مرة يفشلون في حل الواجب، حتى صار عادة. لا اعلم الى اي مدى نجح أستاذ يوسف في فكرته, لكنها كانت محاولة رائعة، وعبرت روحه الجميلة عن مثال متميز، ليس لطلابه فقط، وإنما لنا جميعاً أيضاً.

إنني لا أدعوا طبعاً إلى أن يتعامل المثقفون مع شعبهم وكأنهم أساتذة أمام أطفال، ويحتالون عليهم وعلى بعضهم البعض من أجل رفع المعنويات، فهذه الحيل ستنكشف عاجلاً أو آجلاً، ويكون لها رد فعل يعكس فائدتها ضرراً، إنما أردت نقل إنسانية الأستاذ يوسف الباحثة عن طريقة لإنقاذ طلابه "الكسالى" من حالة الإنكسار، لعلنا نستوحي منها شيئاً.

 

إن كنا سنرفض الكذب "المفيد للمعنويات" لأنه كذب، فمما لاشك فيه أننا يجب أن نرفض وبشدة أيضاً الكذب الضار بالمعنويات، وهو على عكس ما قد يتصور البعض، شائع بشكل مخيف، وأحد أكثر اسلحة الإضطهاد استخداماً ضد ضحاياهم. ليس كل من يقدم النقد الجارح أو يرسله إنسان بريء، فهناك من يريد إبقاء الشعور بالعجز مستمراً ودائماً، ويسعى إلى تحقيق ذلك، وخير مثال قريب هو قصة "جعاز المعيطرية" التي أشرت إليها في الحلقة الثانية من هذه المقالة، فهي لا يمكن أن تكون إلا من تصميم جهة تعمل على إلحاق الضرر بالنفس العراقية.

لذلك فأن تعود "الشك" في كل خبر مسيء أو مقارنة محبطة يجب أن يكون رد الفعل الأول في ذهن المثقف، وأن يبذل بعض الجهد للتأكد من صحة الخبر والمقارنة قبل أن يفكر بنشرها.

 

ومثلما توظف بعض الجهات من أجل تزويد الإعلام بأخبار كاذبة سلبية التأثير، فقد لا حظت أنهم يحرصون على تهميش وإخفاء أية أخبار إيجابية. لذلك توجب تنمية عادة "البحث عن الحقائق الإيجابية" وأيضاً نشرها قدر الإمكان. ربما تتصور(ين) يا قارئ(ت)ي في هذه اللحظة أنني أحاول نفخ تشجيع زائف، وأنني أبالغ في "مؤامرة" خيالية، لكني أؤكد أن من سيبحث بانتباه سيفاجئ بما سيجد من أكاذيب وإحباطات مقصودة تسبح في إعلامنا، وما هو بـ "إعلامنا"، وكأن كل تلك الإحباطات الحقيقية غير كافية لتحطم نفسية الإنسان! ستجد من عمل على إخفاء حقائق إيجابية، وستجد أيضاً حقائق إيجابية معلنة، لكن مهمشة لم يستفد منها في شيء. أين هو النصب التذكاري للشابين الذين غرقا وهما ينقذان الغرقى من الطائفة الأخرى على جسر الأئمة؟ ألم تكن تلك الحادثة حقيقية؟ أما كان مفيداً أن تثبت تلك الحقيقة بنصب يذكر الناس بها لتنشر الثقة بين الناس والطوائف؟ لِم يتسابق الجميع في نشر أخبار تؤكد انتشار المشاعر الطائفية، لتنتج المزيد من الطائفية، ويهملون الأخبار التي تكسرها؟ لقد كتبت يوماً عن ذلك لأحد الأصدقاء فكتب لي أن هناك ألافاً من التضحيات المجهولة والتعاون بين الناس ولا أحد يدري بها، فأين هي تلك التضحيات ولماذا لم يتم تداولها؟

 

عدا الحقائق الإيجابية فأنه ليس من الصحيح ما يشاع أن السنوات العراقية الأخيرة كانت كلها هزائم، ولا كانت السنوات الفلسطينية والعربية الأخيرة كلها هزائماً. فالنصر الذي حققه حزب الله في لبنان كان سيكون رمزاً تاريخياً ووطنياً خالداً لأي شعب آخر، ومن الصعب إيجاد شعوب يمكنها أن تفخر بمقاومة العدوان والإحتلال بشكل أفضل مما فعل اللبنانيون.

أشير باقتضاب إلى أنتصارات غزة الكبيرة وإلى نتائجها المتوالية ومنها التحول التركي الكبير، الذي كان نوع من التعويض عن سيطرة الجانب الإسرائيلي على مصر.

وعلى مستوى العراق نشير بعجالة إلى أن العراقيون نجحوا بإفشال محاولات تجزئة بلادهم، كما أفشلوا مشروع الحرب الأهلية. ورغم أنهم هزموا في معركة المعاهدة الأمريكية، إلا أن الهزيمة كانت جزئية فتأجلت معركة إخراج الإحتلال لسنتين، ولم تحقق المشاريع الإسرائيلية بقيادة مثال الآلوسي وقيادة كردستان تقدماً، إلا أن الحكومة وقعت اتفاقيتين مع الناتو بريطانيا. في الجانب الإقتصادي فشلت مشاريع قوانين نهب النفط، ومازال الفساد يخشى على نفسه في بغداد وإن كان تام السيطرة في كردستان للأسف. وقد وقع العراق اتفاقيات مؤذية وبلا مبرر مع صندوق النقد الدولي ويعمل على خصخصة ممتلكات الدولة، إلا أن مقاومة تواجه كل هذه المشاريع.

ما أردت قوله أن ليس صحيحاً أن كل الأمور سلبية ومهزومة، ولو كانت كذلك لما وجدنا الإرهاب مستمراً، فهو الدليل على أن البعض لم يحقق انتصاره بعد، وأنه مازال بحاجة إلى الإرهاب لتحقيقه.

وقد يميل المرء إلى الغضب من أعتبار أن هناك أنتصارات في وضع مأساوي مثل العراق، لكن مراجعة تلك القائمة من الإشكالات تبين أن الكارثة كان يمكن أن تكون أكبر بكثير. فمن له أن يقلل أهمية تفادي حرب أهلية أو تقسيم البلاد مثلاً، دون أن يكون مجافياً للموضوعية؟ لو أن العراق فشل في واحد من تلك القضايا لأعتبر فشلاً خطيراً جداً، فلماذا يعتبر غير مهم عندما يتم تلافي الكارثة؟ من النادر أن تسمع أحداً يتحدث عن هذه الإنتصارات (ما لم يدعيها لنفسه). يمتلئ الإعلام بأخبار الهزائم، فهي تفرض نفسها عليك، أما الإنتصارات والأخبار الإيجابية فيجب أن تبحث عنها بحثاً!

نعم أن انتصاراتنا أقل من طموحاتنا بكثير، لكن خذ أي بلد، وأقض على خيرة مثقفيه لأربعة أجيال متتالية وسلط عليه دكتاتوراً وادعمه وادفع به ليدخل في حروب متتالية، واحكم الخوف على مواطنيه لأربعة أجيال، واقطع عنهم الإتصال بالعالم واحرمهم حتى الطعام. سلط خير عقولك لدراسة هذا الشعب ونقاط ضعفه وعلّم حثالاته كيف يستغلونها، وكيف يكونوا كفوئين في تحطيم أية مقاومة، وأنظر أي مستشفى مجانين سيكون لديك في النهاية!

 

يمكننا أن نكون طموحين، لكن المقارنات لا يجب أن تتجه بإتجاه غير عملي يدفع إلى اليأس، من خلال التوجه إلى مثال بعيد صعب المنال. يجب عدم التركيز على المقارنات بين العراق واليابان مثلاً، فهي مقارنات لا فائدة عملية ترتجى منها، إلا في حالات نادرة. بالمقابل يجب تشجيع المقارنات القريبة مع جاراتنا التي تقدمت علينا أو تقدمنا عليها بشكل محدود، مثل تركيا أو أيران ودول عربية وبقية دول العالم الثالث في بعض المجالات. فليس كل ما يمكن تعلمه يأتي من الدول المتقدمة والغرب، بل كثرما تكون تجارب دولة قريبة من وضعنا أكثر أهمية لنا. يجب أن لا نأنف من ان نتعلم من هذه الدول وهذه الشعوب، فميزة المقارنة القريبة أنها ترشد إلى الخطوة الممكنة، وتؤشر الطريق الصحيح دون بث الإحساس بالدونية واليأس.

 

وفي كل الأحوال يجب تجنب استخدام لغة مستهزئة محقّرة، لا في النصائح ولا نقل الأخبار ولا المقارنات. أن في النقد الساخر، وفيه عنصر ترفيه. لكن هذا الترفيه ثمنه غال ويدفع على الإدمان، فابحثوا عن ترفيه من نوع آخر. إنه ترفيه مسموم، فحتى إن ضحك قارئه قليلاً فأن غصة وشعور بالإحباط سيتسرب إلى داخله بعد قليل..لا تسمحوا لتلك السموم أن تغور في أعماقنا أو أعماق أصدقائنا، ولنبحث عن شيء افضل لنرسله لهم. حين سؤل جومسكي: "ما هو أهم شيء يجب على الولايات المتحدة أن تفعله لمحاربة الإرهاب؟" أجاب: "التوقف عن المشاركة في صنعه"! وعلينا أن نفعل الشيء نفسه مع الإنكسار. لنوقف الإدمان على إرسال الرسائل الساخرة بالعراق والعراقيين والعرب والأكراد والمسلمين، ولنبحث عن الضحك في مكان آخر.

 

بعد ذلك لنبحث عن "شيء يمكن عمله"، وكل شخص أدرى بما يستطيع عمله، وما يوفره له محيطه وتعليمه وموقعه وعلاقاته من فرص لذا لا يسهل الإقتراح في هذا. لكن قراءة كتاب من كتب نعوم جومسكي، والعديد منها مترجم إلى العربية، كما أن له الكثير من المقالات والملفات الصوتية على الإنترنت، ربما كان واحداً من أسرع الطرق في أن يستعيد المواطن إحساسه بأنه إنسان له حقوق إنسان، وأن ينقل هذا الإحساس إلى غيره. كذلك هناك ما هو عملي مثل تجربة التيار الصدري في إتاحة الفرصة للناخبيه لاختيار المرشحين، فيها من عمق الرمز واحترام الناخبين ما يكفي لكي تطغى على أية نقوص أو سلبيات قد تصاحبها، فلم لا تقوم الأحزاب بما يشعر ناخبيها بانتمائهم اليها واحترامها لهم؟ لماذا لا تطالب حزبك بذلك؟ لم لا تتيح هذه الأحزاب قنواتاً ليصل الناس إليها بآرائهم واسئلتهم؟

لقد أثمرت اتصالاتنا في حملة للفت انتباه الناس في العراق والعالم إلى خطورة اليورانيوم المنضب، في تحريك هذا الملف. ومما أنتجه ذلك تعاطف نواب في البرلمان الهولندي، حتى أن أحدهم، إقترح أن يبادر البرلمانيون العراقيون بإنشاء منظمة "برلمانيون ضد اليورانيوم المنضب" ووعد بالمشاركة فيها بفعالية، لكن أحداً من البرلمان العراقي لم يتحرك، ولم يتساءل حتى عن الموضوع، إلا أن الفكرة مازالت مفتوحة.

 

وعلى مستوى الأفراد يجب أن يعود المرء نفسه على طرح الأسئلة (3). عليه أن يوصل مطالبه وآرائه واحتجاجاته، وأيضاً استحسانه لأي عمل يستحق الإستحسان من قبل ممثله. إن كنت استحسنت ما قام به التيار الصدري في حركته الديمقراطية، أو رفض المعاهدة فاحرص أن يعرفوا بذلك، وهذا النائب عن الائتلاف العراقي الموحد محمد ناجي قال «إننا نشعر بالإهانة حين نرى السفير الاميركي او السفير البريطاني او غيرهما من السفراء وهم يتجولون داخل مجلس النواب»، فإن كنت تشعر بمثل ما يشعر به، فحاول أن توصل له تأييدك، فالبرلمان مجموعة غير منسجمة ولا يجوز أن تحرق الأخضر واليابس دائماً في نقد عام. وتلك مجموعة من منظمات شبابية كردية، ومن مختلف التوجهات الفكرية والسياسية، تشن حملة (4) لمطالبة البرلمان الكردستاني بتقليل رواتب وامتيازات أعضائه.

اليست هذه أمور تستحق التأييد ويمكن أن تعلم الكثير؟ لنتعرف على أعمال بضعنا الإيجابية ونشجعها، فأصوات التأييد والإحتجاج تؤثر في القرار النهائي لممثلي الشعب بأكثر مما يتصور المرء، حتى لو كان الممثل متفرداً.

 

كذلك فأن أي جهد للإتصال بين الأصدقاء وتكوين مجموعات تتبادل النقاش السياسي والإجتماعي في البلد، يمكن أن ينتج عنها منظمة أو حزب، تفيد في تحطيم اليأس والشلل. أن لدينا نقصاً شديداً في الخبرة في التنظيم. لقد وصف ماركس الفلاحين مرة بأنهم أشبه بالبطاطا في حقيبة، لايمكنهم أن يتجمعوا إلا بضغط قوة خارجية (الحقيبة). ونحن العراقيون، حتى المثقفون منا، نشبه تلك البطاطا، رغم أننا لسنا فلاحين! يحتاج المجتمع إلى مادة رابطة بين أفراده لكي يعمل كمجتمع، ويبدو لي أننا فقدنا تلك المادة خلال عقود طويلة من الإضطهاد، وعلينا أن نعيد تكوينها وتنميتها، وإلا بقي اعتمادنا على "الحقيبة" (الإحتلال أو الدكتاتورية) لتجمعنا متى تشاء وتفرقنا متى تشاء.

 

مثل قصة "جعاز" المفبركة، وصلتني أمس "خاطرة" تقول أن هناك رمز لكل شعب، برج إيفل فرنسا، وهيفا لبنان، وبيغ بن إنكلترا...الخ، ليصل الكاتب بعد طول مطاف إلى أن ما يصلح رمزاً للعراق ليس سوى كلمة "عضنطريط"! وطبعاً لا تعرف إن كان صاحب "الخاطرة" يقصد الأذى أم مواطن كتب ما كتب لتفريغ غضبه فيما يراه من واقع لايمكن احتماله، وفي كل الأحوال فأن النتيجة واحدة لمثل هذه المراسلات: أن يغور الإنكسار واليأس في من يقرأها. صحيح أن تأثير أية قصة منها طفيف، إلا أن قوتها العددية كبيرة. لقد قال أحدهم يوماً، "إن أشعال العواطف دون حل المعضلات يقود إلى اليأس والإستسلام لا محالة"، وكاتب "جعاز" و "عضنطريط" يوقن أنها ستشعل العواطف وتنتهي بـ "اليأس والإستسلام".

إن المثقفين أحفاد الزرقاء (5) هم المطالبون بإيجاد الحلول لمعضلات مجتمعهم مهما كانت عسيرة. الصينيون يعطون أسماءاً للسنين، فلنعط هذا العام الجديد إسم "عام ترميم كرامة المواطن"!

لابد ان يكون هناك...من يوقد الشموس (6)، كما يقول الشاعر الهولندي الجميل "تون هرمانس":

عندما يصرخ الآخرون: “ان لاجدوى..انها النهاية”

لابد ان يبقى هناك…من يصر: “بأن العالم لن يسقط”

.ينادي من على السطوح “ان هناك الحب والفرح”

ويرى في كل نهايةٍ, .... بدايةً جديدة..

لابد للعالم ان يكون فيه….نصف مهرج يهتف:

“القلب اولاً, ثم يأتي العقل”

وثمة من يقول”هلم لأضمك بين ذراعاي”..

بين مثل هؤلاء…اريد ان اكون!

أؤلئك الذين تحت المطر....

يمضون راقصين,

في حفلة الحديقة،

وقد غادرها العازفون!

 

 

 

(1) هل نحن شعب منكسر؟ وما العمل؟ (1 من 2):

http://almothaqaf.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=9480:------

1-2&catid=36:2009-05-21-01-46-14&Itemid=0

 (2) هل نحن شعب منكسر؟ وما العمل؟ (2 من 3)

http://almothaqaf.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=9557:

------2-3&catid=36:2009-05-21-01-46-14&Itemid=0

 (3) إسألوا الأسئلة – طالبوا بأجوبة

http://www.doroob.com/?p=27722

(4) تشن حملة

http://www.yanabeealiraq.com/news_folder/n141209017.htm

(5) المثقفون أحفاد الزرقاء http://www.doroob.com/?p=5173

(6) لابد ان يكون هناك...من يوقد الشموس

 http://www.doroob.com/?p=17638

(#)"هل الأمريكيين شعب منكسر؟"

http://www.informationclearinghouse.info/article24184.htm

(*) YouTube - WE WILL NOT GO DOWN

(Song for Gaza) .. Michael Heart

http://www.youtube.com/watch?v=Jbr8LBR5k-8

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1288 الجمعة 15/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم