أقلام حرة

قاسم الخفاجي: الانسان والحرب والسلام

يعتقد البعض ان التقدم الذي أحرزته البشرية في مجالات حقوق الإنسان والتكنولوجيا والثقافة والعمران سيحد من الحروب والنزاعات بين البلدان والشعوب، وهو اعتقاد مبالغ فيه إلى حد كبير.

ان الحرب بما تنطوي عليه من موت ودمار وماسي هي جزء من التجربة الكونية للإنسان وهي حقيقة دائمة ولازمة لاتنفك عن الطبيعة البشرية وسياقاتها الحيوية، إن الحرب وان كانت مكروهه (كتب عليكم القتال وهو كره لكم)، إلا أنها تظل جزء مهما وحيويا في مسيرة البشرية فبعد الحرب تتشكل الحياة بطريقة مغايرة وأفضل وتتم مراجعة الكثير من الحسابات كما يعاد تشكيل التحالفات والعلاقات الدولية وحتى المحلية بشكل أكثر إيجابية . إنها مرحلة للتغيير والمراجعة وقياس المستوى الأخلاقي للإنسان والمجتمع، وعلى اثرها تراجع الحكومآت والدول والشعوب خياراتها ومواقفها وتعدل من مسيرتها تجاه ذاتها وتجاه الآخر الذي تختلف معه.

الحرب لاترتبط فقط بالنزاعات على الحدود والجغرافيا والثروات الطبيعية والمواقع الاستراتيجية، انها شيء حتمي وضروري لاستجلاء طبيعة السلوك لدى النوع البشري، الإنسان بطبعه كائن ينطوي على الخير والشر، على النور والظلام وكل هذه النوازع تحركه وتوجه طاقاته لرسم المستقبل والعلاقات بين بني البشر وهم يكدحون في حركتهم التكاملية في مسيرة دائبة لاتتوقف طالما بقي الإنسان يعيش مع أخيه الإنسان في بقعة صغيرة محدودة تسمى الأرض .

 

قاسم الخفاجي - البصرة

في المثقف اليوم