أقلام حرة

صادق السامرائي: الأقلام الجريئة!!

أقلام الحقيقة ونكران الذات، المتصدية لآفات الضلال والظلم وإمتهان عقول الناس. أقلام واجهت الجور والطغيان، وإستبسلت بطرحها الذي لا يعرف في الحق لومة لائم.

إنها أقلام أمة جاوزت آفاق الرقاء الأصيل، وأطلقت طاقات العقل، وصنعت الإنسان الحضاري المبثوث في أصقاع الدنيا.

تلك الأقلام مفتاح الوجود، وصوته الرائع الموعود.

تأريخنا يحفل بها وبإنجازاتها وما قدمته للإنسانية، عندما تحدَّت السلوك الطاغي والإرادة الباغية.

ومسيرة الأمة تحفل بأدلة على تلك الأقلام الشجاعة المقدامة الوثابة، التي رفضت ما تراه باطلا، وتمسكت بالحق وتعرف ثمنه الباهض، الذي كلف الكثير منها حياتها.

وتجدنا في زمن الأقلام الخائفة الموظفة، التي تستجدي من أعداء الحرية، وتمالي وتتملق، وتقبع في ديار المعادين للوجود السامي الساطع الأمين، فتساهم  بلعبة القضاء على أجيال الأمة بأقلام أبنائها المسوِّغة للمظالم والعدوان على ذاتها وجوهرها الحضاري.

أقلام يدثرها الخوف ويأكلها الرعب،  تتفادى المواجهة وتقوم بدور الحطب.

لماذا تكتب أقلام لا تمتلك الشجاعة والقدرة على تفنيد الإنحرافات والأضاليل وخطابات البهتان؟!

لماذا تكتب أقلام بمداد الهروبية والرمزية والغموض،  أ لتوقى العدوان والمواجهة، وغضب كرسي متسلط خوّان؟!

القلم الذي يكتب عليه أن يرفع راية الحرية والتحدي والإصرار على صناعة الحياة العزيزة الأبية.

فلا يُعقل أن تتكاثر الأقلام، وتستفحل الآلام، ويعم الفساد والخنوع والإستسلام.

فأية أقلام هذه؟

وأية جهنم تتأجج في بلادٍ عليها أن تتقدم وتعز مواطنيها وتسعدهم، ولا تبدد ثرواتهم وتصادر حقوقهم؟

فلماذا على نفسها جنت بعض أقلامنا؟

هل لأنها موظفة؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم