أقلام حرة

انور الموسوي: كان للكاتب قيمته قبل عالم الطشة!

صاحب كتاب سوسيولوجيا المثقفين" جيرار ليكلرك" حينما كان يصنف المثقف يتمحور كلامه حول المثقف العضوي والذي بدوره يشطره إلى مثقف نستلوجي ومثقف داخلي.

وبالتالي هو لا يعير أهمية إلى مثقف الابتذال والطشة او مثقف الظروف التي طرأت!. ذلك مثقف لا يدخل ضمن نظرية "ليكلرك " في التعاطي ضمن حيز التأثير.

ولاحتى مثقف الشهادات العُليا التي صارت " بفلس"!.

بالأمس كان يراعُ المثقفِ بارزًا فيما يكتب، وتقصده الناس من خلال الصحف والمجلات والكتب كانت تلك وسائط نقل منضبطة، لاتتيح الرأي الا لمن يمتلك رأيًا حقيقيًا،فالامس كانت هناك صناعة خطيرة ومؤثرة لوعي (الذات والثورات والانتفاضات) والخروج من المألوف.

وقد لعبَ كُتاب الشيوعية في حينها وجماعة التنوير وصناع الحداثة وغيرهم دورًا بارزًا في صقل مهارات المجتمع بل حتى كتاب ومفكرين العالم الإسلامي رغم ركتهم كانت لهم آراء لابأس بها.

اليوم: اضع هذا السؤال أمام "هابرماس" و"جيرار" وغيرهم، ماذا صنعت (حوائط السوشل ميديا؟) هل خلقت مثقفًا عضويًا او مثقف نستلوجي؟ ما صنعت مساحات الحوار في الكلاب هاوس وتويتر؟

أنا أقول لاشي؟!.

بل أزعم أنها قيدت محتوى النضوج التنويري واستبدلته بمحتوىً فاقد الأهلية وارجعت دلالات "فوكايما" و"صاموئيل" وغيرهم إلى عالم تافه.

عالم ليس فيه "البيرتو ايكو" او "ميلان كونديرا"، عالم فارغ تائه.

لو اتيحت الفرصة لـ "جيرار ليكلرك " ان يكتب جزءً ثانيًا من سوسيولوجيا المثقفين لكان عنوانه: سوسيولوجيا التافهين!.

يقول  جيرار: ‏(وظيفة المثقفين الإنحياز إلى الشأن العام، والتشكيك في الحقيقة الرسمية المتمثلة في السلطات أو المؤسسات..وفي الحالتين تضع الطبقة الفكرية نفسها بتماس مباشر وصميم صراعي إلى حد ما مع الدولة، أو مع الطبقة السياسية، والطبقة المسيطرة في المجال الإقتصادي)

***

انور الموسوي

في المثقف اليوم