تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: أكاذيب إحصائية!!

كثيرا ما نقرأ عن غحصاءات صادرة من منظمات دولية كالأمم المتحدة، تدّعي فيها ما تدعيه من الأرقام عن الأمية والبطالة والفقر وغيرها من الحالات السلبية التي على المجتمع أن يتحرر منها، وهذه الإحصاءات العددية تتكرر مرارا، وتبدو للمتفحص العاقل بأنها أكاذيب، لأنها لم تنجم عن إحصاءات عملية، وإنما عن تقديرات وتخمينات لا رصيد واضح لها في الواقع، وربما تكون تعميمات لحالات هنا أو هناك.

فعلى سبيل المثال، كيف عرفت الأمم المتحدة أن هناك كذا مليون أمي، وعاطل عن العمل وتحت خط الفقر؟

والعجيب في الأمر أن الأقلام تتلقف هذه الإحصاءات وتمضي بترويجها في مقالات وخطابات وتصريحات، وبرامج تلفازية وإذاعية، وكأنها حالات مستوطنة لا يمكن التعافي منها، كلعبة ثلاثية (الجهل والفقر والمرض)، التي ترددت على مسامعنا منذ الدراسة الإبتدائية ولا تزال تنخر أوصالنا، وكدائرة مفرغة لا يجوز التحرر من قبضة الدوران في فلكها.

ومن الواضح أن التوصيفات السلبية تلصق بمجتمعاتنا، وتبقى فاعلة فيها ولا تعرف التعافي منها والخروج من هيمنتها ورقودها على صدور الأجيال.

كلها وصمات تعطيلية، توفر مفردات التعجيز وتأمين الشعور بالدونية والتبعية والإستسلامية لإرادة المفترسين الطامعين بإمتصاص رحيق وجودنا.

هل وجدتم وصمة واحدة منذ بداية القرن العشرين تم الإشارة إليها، وانتصرنا عليها، وغادرنا معاقلها؟

هذه لعبة تدميرية، وإبداعات مختبرية نفسية سلوكية للقبض على مصائر الشعوب، وتحويلها إلى طاقات سلبية مساهمة في تأمين المصالح والأطماع.

يجب توخي الدقة والعلمية والموثوقية في طرح المعلومة، لا أن نتواصل مع إيقاع " على حس الطبل خفن يا رجليه".

لماذا نصدّق إتهاماتهم ونروجها؟

لماذا نحسب أقوالهم قوانين، ونأبى أن نرى بأعيننا؟

إنها حالات تسترعي الإنتباه والحذر، ومعرفة مواطن الخطر، ومنعهم من رمي رؤوسنا بالحجر!!

فهل لنا أن نستفيق من غشاوة البصر؟!!

*** 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم