أقلام حرة

فاضل الجاروش: ممارسة الجنس عن تراضي محرم وممارسته مع ملك اليمين جائز

هكذا دائما ماتعقد المقارنة بين ما يُراد له أن يكون نظاما اجتماعيا عصريا دون محددات وبين محددات استثنائية لهذه العلاقة في مرحلة مضىٰ عليها أربعة عشر قرنا، في الواقع أن الله تعالى لم يُحرم ممارسة الجنس عن تراضي انما فقط أراد الله أن يكون ذلك في إطار تنظيمي تُحفظ من خلاله الانساب والحقوق، نعم سيكون محرما إذا كان دون إطار تنظيمي فأنه سيكون زنا بصرف النظر عن كونه بالتراضي أو دون اراضي والفارق هنا اذا لم يكن بالتراضي فأنه سيكون اغتصابا له حكمه ولكنه في الحالتين لن يكون مشروعا لأنه سيتسبب بضرر اجتماعي بالغ قد لا تظهر أعراضه حين ارتكاب الزنا ولكنها ستكون كارثية على الأجيال اللاحقة وهذا ما يحصل واقعيا الان في مجتمعات المساكنة والبوي فريند، لأنه تصور انت أن هذه الممارسة الجنسية عن تراضي كما تسميها سيكون من المحتمل دائما أن ينتج عنها مولود وعلى الأرجح غالبا سيهرب هذا المُحب المتراضي بخطيئته ليبحث عن فتاة أخرى هاربة بعد أن تجاوزت الخامسة عشر وأنت تعرف أن الطفل يحتاج إلى أسرة تحتضنه وليس لأم لن تستطيع حمايته والاعتناء به فتضطر هي الأخرى أن تضعه في دار الرعاية أو في صناديق في جدران المدينة «آخرالحلول البائسة التي ابتدعتها دور الرعاية في بعض دول المساكنة البائسة » ليصبح بعد ذلك مجهول الهوية ومن ثم بعد اجيال سيكون المجتمع كله مجهول الهوية فقط لأن الشهوانية الشيطانية تحكم هذه المجتمعات هدماً للأسرة التي تمثل القاعدة العقلانية لبناء المجتمع، لاحظ أنه عندما يكون ذلك مُباحا فأن فكرة الزواج ستُصبح منتفية موضوعيا فما الحاجة للزواج إذا كان التراضي يوفر لك في كل يوم فتاة جديدة

لأن الفكرة جميلة ومحببة إلى النفس البشرية التي بطبعها تبحث عن الانفلات من القيود، في الواقع أنه جنس دون تكلفة بعد ذلك انخفاض شديد في عدد المواليد لأنه في الغالب الجنس بالتراضي ليس من أهدافه الانجاب الا مايحدث خارج الإرادة وذلك يعتبر قليل جدا وربما بعد خمسون سنة من الآن ستشيخ هذه المجتمعات وربما ستنقرض وذلك فيه دراسات وأبحاث احصائية دولية تبين أن عدد من الدول على رأسها اليابان وعدد من دول أوربا من بينها ايطالياوالمانيا

تجاوزت نسبة 28 بالمئة ممن تجاوزت أعمارهم 65 إلى 70عام.

ملك اليمين والعين المعاصرة

اما ملك اليمين الذي يُقدم على أنه جريمة أخلاقية تعادل أو تتفوق على ممارسة الجنس بالتراضي على اعتبار أنها تتم بالارغام فإن الأصل فيها هو إدارة أزمة مابعد الحرب وماينتج عنها من واقع وجود أرامل وايتام مع الأخذ بالاعتبار الفارق في النظر إلى الأمر بعين المرحلة والبيئة الاجتماعية والثقافية لتلك المرحلة التاريخية التي كان من مقتضياتها وجود العبيد والأماء كنتيجة حتمية يجب التعامل معها وإدارتها بما يتناسب مع أدوات تلك المرحلة لذلك كان تعبير ملك اليمين يعبر عن حكم خاص كان الغرض منه إدارة ماينتح عن الحرب من حالات إنسانية كبقاء المرأة دون زوج والأيتام وغير ذلك من حالات الأمر الواقع وهي على كل حال تعتبر صيغة تنظيمية تعادل الزواج في حيثيات ماسينتج عن هذه الرابطة فهي ستكون مؤمنة الحاجات والأصل في ذلك العبودية التي كانت قائمة في الاسلام رغم أن الإسلام يدعوا الى تحرير العبيد والذي كان سائدا في كل المجتمعات في تلك المراحل لذلك كان من المتعذر التغيير دفعة واحدة لذلك وضع الاسلام هذا الأمر على مسار الحل التدريجي لذلك كان من كفارات الذنوب في الشريعة هو عتق رقبة بمعنى منح العبد حريته أو شراء حريته بالمال لذلك عندما تتصور المشهد بعد الحرب وأنت أمام مجموعة من النساء دون رجال ولاتجد صيغة لتقنين هذا الواقع فإن الاحتمال الآخر الأرجح سيكون ارتكاب الفاحشة ربما وذلك لأن الحاجة الجنسية هي حاجة واقعية بايولوجية لابد منها وعند ذلك سيصل المجتمع إلى ممارسة الجنس بالتراضي دون أن تترتب عليه مسؤوليات من الطرفين.

في الواقع انا أقر بأن الأمر معقد ولايمكن أن يحل بكلمتين ونحن في عصر مختلف لذلك لايمكن أن نرسم صورة واضحة ومتكاملة عن ذلك الزمن ولايمكن ان ننظر بعين الحاضر الى ماحدث في الماضي بسبب اختلاف العوامل والمعطيات وشكل البيئة الاجتماعية وكذلك شكل الادوات المتاحة لمعالجة حالات استثنائية تعادل حالة طوارئ احتماعية في هذا العصر لذلك نحن كمؤمنين ولثقتنا بالحكمة الإلهية والعدل الإلهي علينا أن نقبل بالأمر على أنه أفضل الحلول الممكنة بما يتناسب مع نمط المرحلة بدليل أن ذلك الحكم أصبح معطلا واقعيا في هذا العصر رغم أنه كان يمارس إلى زمن الدولة العثمانية .. بحسب فهمي كان ذلك خلافا للشريعة لأن أصل مايسمى بالفتوحات لم تكن حروبا مشروعة بل إنها كانت بهدف الاستحواذ والطمع والنساء يعني أن بيئة واقع مابعد الحرب على طول فترة مايسمى بالخلافة الاسلامية كانت بيئة مصطنعة لهذه الاغراض وليست أمرا واقعا مفروضا ..

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم