أقلام حرة

صادق السامرائي: نحيب الكتب!!

يُقال أن عباس محمود العقاد قد باع كتبه ذات مرة، وآخرون غيره وقبله وبعده، ومن المعروف أن الكتب كانت تُحرق، عندما يحصل خلاف بين الكرسي وصاحبها، وأكبر حريق للكتب جرى في الأندلس يوم ضياعها، وربما أحرق جيش هولاكو كتبا كثيرة في بغداد.

وهناك عدد من الأخوة المهتمين بالمعرفة، والكانزين لعشرات الآلاف من الكتب في حيرة وعناء، فمصير كتبهم يبدو مجهولا.

فإذا البعض باع كتبه ووجدوا مَن يقتنيها، فاليوم أسواق الكتب بائرة، ولا يوجد مَن يسعى لشراء كتاب.

أصحاب المكتبات الشخصية سيجدون مَن سيتخلص من كتبهم، أما بحرقها  أو رميها في النفايات، فما عادت الكتب ذات قيمة، ولا قدرة على الصمود أمام تكنولوجيا الصورة والصوت، والمعارف المتسارعة الإنتشار والتواصل بين الناس.

أكاد أسمع نحيب الكتب في رفوف المكتبات.

أحزنني صديقي وهو يتأمل مكتبته العامرة بأكثر من خمسة آلاف كتاب، وكأنه يودعها بعد أن خانه بدنه، وأزفت ساعة الرحيل.

الكتاب قد لا يعيش طويلا في عصرنا الإليكتروني الفتان، فالشاشات بأحجامها المتنوعة تجتذب الأنظار، وكأنها جعلت البشر يسأم التحديق في الورق!!

أليمٌ ما تقدم، لكنها مقتضيات القرن الحادي والعشرين، المشحون بالمستجدات والإبتكارات الفتانة، وكلما تصفحت كتابا، أقرأ الفاتحة عليه!!

أتمنى أن أكون مخطئا، فالحياة بلا كتب رمضاء مقفرة!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم