أقلام حرة

قاسم حسين صالح: تساؤلات مشروعة الى السيد نوري المالكي

صرح السيد نوري المالكي امين عام حزب الدعوة ورئيس ائتلاف دولة القانون مساء الاربعاء ( 6 /12/2023) قائلا "صناديق الاقتراع تزيح الفاسدين " في دعوة منه لحث العراقيين على المشاركة في الأنتخابات.

والتساؤل: من المسؤول عن اشاعة الفساد بعد التغيير؟

قانونيا ودستوريا وأخلاقيا.. يعدّ رئيس الحكومة هو المسؤول بوصفه الرجل الأول في الدولة،وكان السيد نوري المالكي هو هذا الرجل الأول في الدولة يوم كلفه رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني في نيسان 2006 لرئاسة حكومة(2006-2010) تبعها بولاية ثانية لغاية 2014.. فما الذي حصل في زمن حكمه بخصوص الفساد تحديدا؟

لا علينا بالقيل والقال، بل بأدلة من مصادر موثوقة نوجزها بالاتي:

ذكرت صحيفة واشنطن بوست بعددها الصادر في ( 23-9-08)بأن (13) مليار دولار من أموال الاعمار في العراق أهدرت أو نهبت عبر مشاريع وهمية وعناصر فاسدة في الحكومة العراقية.. (حكومة المالكي)

نسبت الاذاعة البريطانية (بي بي سي في 28-9-08) الى لجنة تخصصية في حكومة المالكي وجود ثلاثة آلاف حالة فساد مالي موثقة بأدلة قاطعة.

انتقل العراق في زمنه من المرتبه 137 عالميا والاسوأ في الفساد بين الدول العربية الى المرتبة 160 ليحتل المركز الثالث عالميا والاول عربيا وفقا لتقرير المؤشر العالمي للفساد.

حذّرالسفير الامريكي لورانس بنديكت منسق مكافحة الفساد بالسفارة الامريكية في بغداد بانه اذا لم تتم السيطرة على الفساد فانه يهدد استقرار العراق.

باعترافه في كلمته امام مجلس محافظة بغداد في ( 20-9- 2008) قال المالكي بالنص " كثيرا من المسؤولين قد أثروا كثيرا"، مع انه هو رئيس الوزراء المسؤول عن هؤلاء المسؤولين!.

الأخطر من هذا الذي يفترض ان يعرضه لمساءلة قانونية هو اعترافه علنا بقوله: (لديّ ملفات فساد لو كشفتها لانقلب عاليها سافلها).. لأنها تعد خيانة ذمة.. ولا تفسير لها سوى ان بين الفاسدين الكبار من هم اعضاء في حزبه الحاكم،فخشي الخصوم ليعتمد واياهم مقولة (تسكت عني اسكت عنك).

تعد ملفات الفساد في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي واحدة من أسوأ المراحل التي تمر على دولة العراق في التاريخ الحديث، بعد أن أظهرت وثائق ولجنة النزاهة ملفات كثيرة ومشينة تدين المالكي أبان حكمه (سكاي نيوز)

فضيحة هروب 6 وزراء و53 مسؤولا حكوميا من ذوي الرتب الخاصة متهمين بقضايا فساد على فترات متباعدة من حكم المالكي بينهم: وزير التجارة الأسبق فلاح السوداني القيادي في حزب الدعوة، ووزير الدفاع الأسبق عبد القادر العبيدي،ووزير الكهرباء الأسبق كريم وحيد(وكالات).

وشعبيا.. يكفي أن المتظاهرين هزجوا في الشوارع والساحات: (نواب الشعب كلهم حراميه)

ودينيا.. بح صوت المرجعية من دعوتها الى محاسبة حيتان الفساد،واتخذت موقفا سلبيا منك لأنك لم تستجب لدعوتها.

حيدر العبادي يتهم ايضا

حين جرى ترشيح حيدر العبادي 2014 لرئاسة مجلس الوزراء وقف المالكي بالضد منه واصفا اياه بانه يمثل نفسه لا حزب الدعوة الذي هو امينه، بل ان الامر وصل الى (تجييش) حزب الدعوة ضد ترشيح العبادي، وحملة تثقيف بانه لا وجود للشيعة الا بوجود المالكي، مصحوبة بتهديد قيادية يتذكرها العراقيون بقولها (ستكون شوارع بغداد دمايات ان ترشح احد غير المالكي). وحين تولى العبادي رئاسة الوزراء اقسم بانه سيضرب الفساد بيد من حديد وقال علنا (يقتلوني.. خل يقتلوني). ثم عاد واعتذر، معترفا بان الفساد مافيا تمتلك القوة والمال والفضائيات،وهو اتهام صريح للسيد نوري المالكي من قيادي في حزبه.

نكتفي بهذا ولا نسالك كيف كنت معدما واصبحت ملياردير، ولا وزراء في حزبك سرقوا ملايين الدولارات ويعيشون الان حياة الرفاهية في اجمل مدن العالم ولم تحاسبهم، ولا نزول 13 مليون عراقي دون مستوى خط الفقر في زمنك باعتراف وزارة التخطيط،مع ان العراق يعد اغنى بلد في المنطقة وأحد اغنى عشرة بلدان في العالم!

ويبقى التساؤل الأخير:

بافتراض ان الانتخابات ستجري في موعدها المقرر 18 القادم، وهو امر مشكوك فيه لأكثر من سبب: الطعن بقانونية تمديد ولاية المفوضية، وتعرض مقرات حزب الدعوة لهجمات في النجف والجنوب، وتحركات للتيار الصدري وقوى اخرى تعتبر الانتخابات غير مجدية .. ولنفترض انك حصلت على غالبية.. فهل ستزيح الفاسدين من حزبك ومن التيار الصدري وتفي بما قلته امام شيوخ عشائر.. دعوتهم واكرمتهم؟

***

أ. د. قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

في المثقف اليوم