أقلام حرة

فاضل الجاروش: الدعاء وعلة الاجابة‎

ان احد اهم المغالطات التي وقع فيها المسلمون على طول خط التاريخ هي جعل كلمات الدعاء علةً للإجابة وبديلا للعمل لذلك تجد أن من يحتلون منابر الوعظ يُعلمون الناس من الدعاء الطريقة والكيفية وعدد الكلمات وكم مرة يجب أن تُسبح الله وكم مرة تُحَّمده وكيف ترفع يدك وبأي يد تطلب حاجتك وغير ذلك مما اهلكونا به مما لايقع في علة الإجابة والحقيقة ان العمل بما يُرضي الله هو علة إجابة الدعاء

صلاة الاستسقاء مثالا

كثيرا ما تصادفني هذه العباره من المتهكمين على المسلمين وهم محقين في ذلك بصرف النظر عن نواياهم (المسلمون يصلون صلاة الاستسقاء ويستوردون القمح من دول الكفر) وهذه حقيقة واقعية لايمكن الجدال فيها ، لاحظ قارئي العزيز كيف ساهم الخطاب الديني العاجز في جعل علة صلاة الاستسقاء في إقامتها !! مما جعل الناس لايقومون بما عليهم في العمل والإبداع واستخدام الادوات والموارد المتاحة لدعم الزراعة بينما في الواقع أن علة صلاة الاستسقاء هي فقدان الموارد أو أنها غير متاحة لأسباب خارجة عن إرادة الجماعة ..

العراق مثالا

لماذا سيستجيب الله لصلاة تدعوه أن ينزل المطر على العراق والبلد فيه نهرين يذهب ماؤهما إلى البحر ونحن نتفرج ولانفعل شيئا منذ لا ادري كم من السنين فضلا عن المياه الجوفية التي جعلها الله تعالى احتياطيا استراتيجيا لإدارة الزراعة والري، ان الله لن يستبدل عجزك أو تقصيرك بالدعاء وانما يستبدل حرمانك منالموارد بالدعاء

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم