أقلام حرة

علي حسين: الخنجر يُطارد المشاغب غالب الشابندر

اللعب الآن أصبح مكشوفاً، الجميع يكشفون أوراقهم على مائدة المصالح والمغانم وأصبح القانون في جهة والذين يتغنون به في الفضائيات والخطب الانتخابية في جهة أخرى، وحولهم ائتلاف مكون من المقربين والانتهازيين.

فيما آخرون يستعجلون قطف ثمار مهرجان مجالس المحافظات الكوميدي، فيما عدد من السياسيين وجدوا ضالتهم في الديمقراطية التي فسروها على أنها حماية لمصالحهم واستغلال لثروات البلاد، وإشاعة الخراب والجهل والانتهازية . ولهذا كان لابد لهذه الديمقراطية أن تظهر إلى الواجهة وهي تحمل عصا غليضة تهدد بها كل من تسول له نفسه الاقتراب من قلاع السياسيين الحصينة .. ففي لفتة كوميدية تنتمي إلى واقعنا السياسي تلقى الكاتب والباحث والشخصية الوطنية غالب الشابندر بلاغاً من المحمكة للحضور أمامها بعد أن قرر صاحب كتلة " السيادة " خميس الخنجر مقاضاته . لم أصدق الأمر عندما أخبرني غالب الشابندر بذلك وتوقعت أن الأمر مجرد فكاهة يطلقها الرجل لتلطيف الأجواء، لكن التبليغ الذي تسلمه الشابندر يقول إن ساستنا " الأكارم " يعتقدون أن من حقهم نهب ثروات البلاد، وإثارة النعرات الطائفية، واستغلال السياسة لمصالحهم الشخصية، وإشاعة الفوضى، وبيع المناصب، لكن ليس من حق شخص مثل غالب الشابندر أن يوجه لهم انتقاداً، او حتى نصيحة .. فكيف تسنى " للعميل" غالب الشابندر أن يتجاوز الخطوط الحمراء ويتحدث عن رمز سياسي مثل خميس الخنجر .. كيف استطاع هذا العميل الشرير أن يخدعنا كل الوقت ويقنعنا بأنه مع العملية السياسية، ومن انصار التجربة الديمقراطية العراقية التي تحسدنا عليها معظم شعوب العالم ؟ كيف تسنى لهذا الرجل الذي يقترب من عامه الثمانين ولايملك في عراق اليوم راتبا تقاعديا، أن ينال من نزاهة ساستنا التي حفروها بحروف من ذهب في سجل العمل المخلص لخدمة الأقارب والأحباب، وفي جهودهم لتحويل أموال العراقيين إلى ودائع في البنوك الأجنبية وإلى قصور ومنتجعات وشقق فاخرة.

غالب الشابندر،أحد القلائل ممن نجوا من طاعون التلوّن والانتهازية، وهو بضميره اليقظ وعفويته المحببة يُقدّم لنا كلّ يوم درساً تحليليّاً لما يمرّ به العراق بكلّ جرأة وشجاعة نادرة، وبدلاً من أن تبادله هذه الأحزاب القابضة على مصائر العراق، الحجّة بالحجّة وتردّ على خطاباته، راحت تسخر منه وتُفبرك القضايا المغرضة عنه، الشابندر يخرج كل يوم ليرفض المصير البائس الذي وصل إليه العراق، معلناً أن السير في هذا الاتجاه يعني، ببساطة، أنه لن يكون هناك أثر للمستقبل، لأنّ السير في هذا الطريق يكرّس قاعدة البقاء للانتهازي والفاشل وعديم الكفاءة والمتلوِّن، وهو بأحاديثه يستفزّ جماعة " ما ننطيها "

***

علي حسين

في المثقف اليوم