أقلام حرة

آية محيي الدين عمر: أكذوبة حقوق الإنسان "بنك الجلد الصهيوني"

إنّ بنك الجلد هو نظام تخزين عينات من الجلد يتم استخدامها في عملية الترقيع أو زراعة الجلد سواء للتشوهات أو الحروق على اختلاف درجاتها، ويستخدم الاحتلال الصهيوني بنك الجلد لمعالجة  أصابات الحروق بين جنوده . لكن السؤال  ما مصدر هذه الجلود؟ هل يتبرع الإسرائيليين بجلودهم بعد الموت لبنك الجلود؟ ....الخ . والكثير من الأسئلة التي يثيرها  بنك الجلود الصهيوني...

وقد صرح أحد الحاخامات في معهد "شختر" للدراسات اليهودية  ان الديانة اليهودية  تنص على عدم "التنكيل بجسد الميت أو إهانته"، وتدعو لدفن الميت بعد وفاته بوقت قصير"، وهو ما فسره رجال الدين بضرورة دفن الميت وكل أعضائه في الوقت نفسه، لكن معظم الحاخامات أجازوا لاحقاً نقل أعضاء من شخص ميت لآخر حي بهدف إنقاذ حياته. ورغم تناقض  الآراء بين رجال الدين اليهودي . إلا إن  قناة العاشرة الإسرائيلية عام 2014، نشرت تقرير تؤكد امتلاك  إسرائيل ما يقارب 170 ألف متر مربع من الجلد البشري وهو رقم ضخم للغاية مقارنة مع عدد السكان في دولة الاحتلال.

 وقد كشفت الطبيبة مئيرا فايس في كتابها "على جثثهم الميتة" عن تفاصيل جريمة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين واكدت مشاهدتها كيف كانت تتم سرقة الأعضاء من جثامين الفلسطينيين. حيث كانوا يأخذون الأعضاء من الجسد الفلسطيني، قرنيات، وجلود، وصمامات قلبية، ولا يمكن لغير المهنيين أن يتنبهوا لنقص هذه الأعضاء، حيث يضعون مكان القرنيات شيئا بلاستيكيًّا، ويأخذون الجلد من الظهر بحيث لا ترى العائلة ذلك. ثم تستخدم الأعضاء التي تتم سرقتها مِن قبل بنوك الأعضاء الأخرى في دولة الاحتلال من أجل الزرع وإجراء الأبحاث وتعليم الطب"(1).

في فيلم وثائقي انتشر عن قضية بنك سرقه اعضاء الشهداء  عام 2009م ثمة اعترافات للمدير السابق لمعهد الطب الشرعي الإسرائيلي يهودا هيس يؤكد فيها سرقتهم أعضاء الشهداء في المعهد. وهناك العديد من الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤكد سرقه جيش الاحتلال لأجساد الشهداء واستئصال ما يريدون من اعضاء وجلود دون مبالاة ..

ونتيجة طوفان الأقصى  وقصف جيش الاحتلال غزة باستمرار لما يزيد عن 80 يوماً حتى الآن . لم يكتفي الاحتلال بسرقة الأرض وقتل المدنيين من أطفال ونساء بل لاحق اجساد الشهداء بعد موتهم أيضا من خلال الاجتياح البري للمستشفيات ونبش القبور  وسرقة اجساد الموتى . وذلك من خلال  أعلان  رئيس التجمع الطبي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في لبنان البرفسور "رائف رضا" بأنه لم يكتفِ الكيان الاسرائيلي بإبادة شعب غزة بل قام بسرقة جثث الشهداء من مستشفى الشفاء بهدف سلخ جلودهم لبنك الجلد الصهيوني.

واضاف بأن الكيان الاسرائيلي ارتكب جرائم الحرب عبر قطع المياه والكهرباء والوقود والأدوية وقصف واقتحام المستشفيات وآخرها مستشفى الشفاء التي أطبقت عليه، وخرب أقسامه ومعداته وقطعت الأوكسيجين عن الخدج وروعت المرضى والجرحى، وأخرج الكثير منهم دون علاج، وادعى ادعاءً زائفًا بوجود أسلحة في المستشفى من أجل الإفلات من الجريمة وإبادة الشعب وخاصة في المستشفيات التي هي محمية كما يُدعى باتفاقيه جنيف الرابعة، بحماية المستشفيات والأطباء والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية وغيرهم.

وتابع: "ها هم نبشوا المقبرة الجماعية في مستشفى الشفاء وأخرجوا 145 جثة شهداء بطريقة قذرة وبشعة، والهدف الأساسي من سرقة الجثث هو سلخ جلودهم ووضعها في بنك الجلد الصهيوني التابع للقطاع الطبي للجيش الصهيوني ويعد من أكبر البنوك في العالم للمتاجرة"(2).

ما يحدث لشعب الفلسطيني من إبادة جماعية  الآن على مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك أحد ساكناً ويؤكد لنا أن جميع المنظمات الغربية من حقوق الإنسان ، حقوق الطفل ، حقوق المرأة ، والقانون الدوالي.. الخ . ما هي إلا أكذوبة ذات معايير مزدوجة فحياة المواطن الفلسطيني أقل قيمة من الآخرين . يبدوا أن حقوق الإنسان لم تنشأ من أجل شعوب العالم الثالث ما هي إلا أكذوبة خُدعنا بها.....

***

آية محيي الدين عمر

 

.....................

https://www.azhar.eg/observer (1)

سرقة اجساد الشهداء من مجمع الشفاء

https://ar.irna.ir/news  (2)

 

في المثقف اليوم