أقلام حرة

صادق السامرائي: العلم والحياة!!

الحياة في العلم وبدونه تنتفي معانيها وتطلعاتها نحو الأفضل، فالعلم يصنع الحياة، ويولد من رحمها، ويعني أن نعرف بالدراسة والبحث وإتخاذ المناهج العلمية وسيلة لمواجهة التحديات وتأمين الإرادات.

فالعلم يستحضر ما نريد، ومَن لا يجيد التفاعل العلمي لا يحصل على القوة والإقتدار.

والعلة الأساسية في مجتمعات الأمة تتلخص بغياب العلم ونكرانه بل ومعاداته، والتوهم بأن الحياة في الدين، وبدونه لا معنى للوجود والبقاء، مما يتسبب بتداعيات تشاؤمية وإستثمار في الأحزان والويلات اللازمة لترسيخ مفاهيم الإنهيار والإندثار.

ومن الواضح أن عقول الأمة أمعنت بغفلتها العلمية، وتمادت بالتركيز على ما لا ينفع، ولا يساهم في إطلاق الطاقات الكامنة في أعماق الجماهير الحية الواعية.

ويعود السبب للكراسي التي علمت ومنذ أكثر من قرنين أن الحياة في العلم، فوجدت العمائم الحافة بها ستتضرر من العلم، فأوهمتها بأن الحياة في الدين، فهو الذي يصنع القطيع التابع القابع، أما العلم فسيؤسس لسلوكيات لا يمكن ضبطها بالقوة والسلطان، ففي العلم حرية عقلية، وهي محرمة في الدين، الذي يدعو للسمع والطاعة، وبأن القابع بالكرسي يمثل إرادة الرب، ومن لا يطيعه خارج عن الملة وعدو للرب والدين.

تلك حقائق مؤلمة لا يقترب منها المحسوبون على الفكر والفلسفة، ويتحركون حولها خشية المواجهة مع القوى المدمرة لمرتكزات الوجود القويم.

فهل من جرأة على التفاعل بعلمية مع منابع المآسي والويلات؟!!

***

د. صادق السامرائي

10\6\2022

 

في المثقف اليوم