أقلام حرة

زكريا الحسني: الأمل نواة النجاح

عندما وقفت أمام هذا الموضوع، أمسكت قلمي، ووجدت الأفكار تنهمر عليّ كالمطر، وتتدفق مثل الأنهار، وتنفجر كالبركان.

أخبرت قلمي أن يبدأ في الغوص في بحر العلم مع صفحاتي، ونصارع أمواج الأفكار معًا؛ لاستخراج الكلمات التي مثل الدرر في مكنونها.

أسأل الله تعالى أن يرزقني طلاقة اللسان، وروعة البيان، اللذان يجعلاني أضيف لهذا البحر، وأقتبس قول العلماء “المرء بأصغريه: قلبه ولسانه”.

وقال الحكماء أيضًا: “إن من البيان لسحرًا، ومن الشعر لحكمة”، ومن هنا أحب أن أبدأ حديثي.

كنت يوما ما أمشي ليلاً على البحر وإذا سيل من الافكار يراودني:

ما هذه الحياة وما غاياتها؟

وهل كل الحياة ينبغي على الانسان أن يخوض التحدي مع ذاته للوصول أهدافه وأمنياته !وقد كثرت علي التساؤلات وجاءت على بالي قصة القائد

وقف القائد أمام جنوده المدافعين عن مدينتهم، فخطب فيهم قائلا: جاء اليوم الذي ننتظره لندافع عن بلادنا ونهزم أعداءنا، إنَّ موقع هذه المدينة مهم جداً وعلينا أن نصدَّ المعتدين عنها .

استبسل الجنود في الدفاع عن مدينتهم، لكنَّ العدوَّ كان أقوى منهم فانتصر عليهم، واضطرَّ القائد وجنوده إلى ترك المدينة، وتجمعوا في أحد الوديان .

جلس القائد يستريح وقد غلبه اليأس؛ فهذه أول هزيمة يمنى بها . وفي أثناء ذلك رأى نملة تحمل قطعة خبز أثقل من جسمها محاولة أن تصعد بها إلى أعلى الصخرة لتصل إلى بيتها، ولكنها وقعت، فأعادت المحاولة مرات ومرات، إلى أن نجحت أخيرا في الصعود إلى الصخرة، وهي تحمل قطعة الخبز .

قال القائد في نفسه: هذه النملة الصغيرة ظلت تحاول ولم تيأس إلى أن تحقَّق لها ما تريد، وأنا لن أيأس من أول هزيمة سأحاول من جديد،ثمَّ جمع جنوده ونظَّم صفوفهم، وتمكنَّ من طرد الأعداء من المدينة .

تذكَّر القائد النملة، فابتسم وقال: الحمد لله الذي ساق إليَّ تلك النملة لتعلمني درسا نافعا في قوةالعزيمة، والإصرار على الظفر.

فهذه القصة للعبرة والعظة فلا تيأس فرب الخير لا يأتي إلا بالخير وتحدى ذاتك انك تقدر فقط تحلى بروح الشجاعة والاقدام وإياك ثم إياك الانحناء والاستسلام وأنت انسان مكرم وقال تعالى ولقد كرمنا الانسان وتحلى بالصبر فمنهج الصبر هو مربط الفرس اصبر وواصل طريقك ولا تستسلم ستواجه الشتم والاستهزاء فقط واصل يقول غاندي في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر

كن قوي مهما تقلبت بك الايام ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي قف دون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد

ولا تستعجل على رزقك حتماً سيأتيك ولو بعد حين يقول الشاعر

لا تعجِلنَّ فليس الرزقُ بالعجَلِ

الرزقُ في اللوحِ مكتوبٌ مع الأجل

فلو صبرنا لكان الرزقُ يطلبنا

لكنّه خُلِقَ الإنسانُ من عَجَلِ

فلابد أن تصل إلى وجهتك ولا تفكر في محاربة كل الذين يهاجمونك فبعضهم يتعمد ذلك لإلفات نظرك واجهادك لتغير مسار تفكيرك المرسوم أو مآرب أخرى يقول ونستون تشرشل

لن تصل أبداً إلى وجهتك إذا توقفت لتلقي بحجر على كل كلب ينبح.

واصل طريقك وحتماً سيعم السلام الداخلي ومن ثم ترى انعكاساته جليةً ظاهرة في حياتك وتهدأ هذه الروح التي جبلت على حب التحدي للوصول الى الاهداف والغايات السامية ويقول المتنبي اذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الاجسام فهناك كثيراً من القصص في تاريخنا الانساني وإلى يومنا هذا ينبغي أن تكون إلهاماً لنا تحي فينا الامل وهناك حكمة عميقة لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول

"أنا رجل أحيا بالأمل، إن تحقق فبفضل الله، وإن لم يتحقق فقد عشت به فترة من الزمن

انظر الى هذه العبارة الرائعة التي تحي في قلوبنا الحياة فمتى ما فقدنا الأمل فقدنا الحياة سأعيش على أمل أن كل شيء سيصبح

جميلاً مادام لنا رب يقول كن فيكون وكل التوفيق لكم جميعاً . انتهى

***

زكريا الحسني

كاتب من سلطنة عمان

في المثقف اليوم