أقلام حرة

علي حسين: ديمقراطية عرجاء!

في كل يوم أسأل نفسي: ماذا ستكتب؟ وهل المطلوب منك أن تُصيب القراء الأعزاء بالكآبة والضجر وأنت تلاحق أخبار النواب " الأكارم "، وتحاول اصطياد الموضوعات من ماء السياسة العكر؟. ولهذا تجدني أحيانا أستبدل حديث السياسة بأحاديث عن الكتب والثقافة،

وكنت أنوي أن أكتب لكم عن أحد مؤلفات الفيلسوف السلوفيني سلافي جيجك والكتاب بعنوان " تراجيديا في البداية، هزلية في النهاية " وهو اسم يحيلنا بالتاكيد بما يجري في بلاد الرافدين، يحاول السيد جيجك في كتابه أن يكشف عن وجهين للسياسة " وجه تراجيدي وآخر هزلي " وصاحبنا السلوفاني الذي كان يعيش ضمن حدود جمهورية يوغسلافيا، قبل أن تتحول إلى أكثر من ثماني جمهوريات، يحاول أن يذكرنا بزعيم يوغسلافيا جوزيف تيتو، الميكانيكي الذي أصبح واحداً من أهم شخصيات القرن العشرين. والرجل الذي تجرأ على الاختلاف مع ستالين يوم قال له : لماذا تريد جيشاً يوغسلافيا قوياً؟ نحن جيشك. ليجيب تيتو: شيئان لا يمكن استيرادهما، الوطنية والجيش. الآن يريد البعض أن يسخر من الجيش العراقي والتقليل من اهميته، وقد تكررت في السنوات ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخص في محاولة البعض الإساءة للجيش أو محاولة التقليل من أهميته، والإصرار على جعله رقماً فائضاً في معادلة الاستقرار .

سيقول البعض مالك يارجل بدأت بالبحث عن موضوع، وانتهيت بشعارات عن المواطنة والجيش؟ ماذا أفعل يا سادة، لابد من العثور على موضوع، يبعد عني ملاحقات بعض الذين يعتقدون أنني عميل لج، وأنني المسؤول عن ضياع عشرات المليارات وتخريب تجربتنا الديمقراطية الرائدة.

ياسادة كم هي صغيرة همومنا أن نعثر على ديمقراطية حقيقية لا مكان فيها للمحسوبيات، سيرد البعض حتماً؛ لماذا تريد أن تنكر أننا بلد ديمقراطي من الطراز الأول ألم تقرأ تصريح السيد رئيس المحكمة الاتحادية وهو يعلنها صريحة أننا أفضل نموذج ديمقراطي في العالم؟. فعلاً ياسادة والدلائل كثيرة، يكفي منها أن يسمح لمثنى السامرائي بأن يصبح عضواً في لجنة النزاهة البرلمانية، وأن يصر البعض على إسدال الستار على سرقة القرن لصاحبها "المدلل" نور زهير .

الحقيقة أنني لم أكن أريد الحديث في السياسة، لكن ماذا أفعل والبعض لايريد لنا أن نغادر عصر "المهزلة السياسية"، بدليل أن الكثير من النواب يصرون على عودة محمود المشهداني للاستفادة من الخبرات " العظيمة " في ادارة مجلس النواب والحصول على "المالات".

***

علي حسين

 

في المثقف اليوم