أقلام حرة

مزهر جبر الساعد: الغاية من قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

التهجير الناعم وعلى مراحل ولزمن مفتوح

ان قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من قبل 13دولة اوربية بالإضافة الى امريكا واليابان؛ لم يكن بسبب تعاون، بحسب الادعاء الاسرائيلي والغربي، عشرة من موظفي الوكالة البالغ عددهم اكثر من 30 الف، بل ان هذا القطع يرتبط بمخطط واسع وكبير، الا وهو تصفية القضية الفلسطينية. اما الدعاء بان عشرة من موظفي الوكالة ما هو الا محض كذب وافتراء، فأمريكا والغرب الاستعماري بإمكانهم متى أرادوا، وحسب مقتضيات الحال والاحوال وتحولاتهما؛ ان يلفقوا اية تهمة لأي كان وفي الوقت الذي يخدمهم، او يخدم مخططاتهم. ان قطع التمويل عن الوكالة وفي هذه الظروف، اي ظروف الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الجيش الصهيوني وبأسلحة اغلبها امريكية الصنع؛ الغرض من هذا القطع هو تخليق الظروف التي بها ووسط جحيمها، مع فتح المنافذ الاخرى، في دول بعينها، سواء كانت عربية او غير عربية وحتى اوربية وايضا امريكا، لاستقبال الفلسطينيين بلا قيد او شرط؛ هو فتح كل الطرق للتهجير الناعم، ولزمن مفتوح.. هذا التهجير المفترض، وعلى مراحل وبهدوء تام؛ يرتبط تماما بكل المشاريع التي ربما يجري الان تداولها في الليل وبعيدا عن الاعلام. وقف اطلاق النار في غزة لفترة شهرين او اكثر او اقل، الذي يجري التفاوض حوله منذ ايام في باريس، وقد تم فيها، اي هذه المفاوضات التوصل على ما يظهر من التصريحات سواء الامريكية او غيرها؛ ان هناك مسودة اتفاق سلمت الى حركة المقاومة الفلسطينية، وان المقاومة بصدد دراستها، كما صرح بذلك اسماعيل هنية. ان وقف اطلاق النار مع تبادل الاسرى من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، من المحتل جدا، ان لم اقل اكيدا؛ سوف يتم الاعلان عنه قريبا وقريبا جدا. السؤال المهم هنا؛ وماذا بعد ذلك؟ الاعمار، وادارة الحكم في غزة، وحل الدولتين. هذه هي التي سوف يجري فيها وفي ظلها كامل اللعبة، والتي من بينها وليس كلها؛ اولا تجديد السلطة الفلسطينية؛ لتتولى الاعمار بأموال عرب الخليج.. بالإضافة الى امور اخرى، جوهرية وذات صلة عضوية؛ بالحلول المرتقبة؟! إنما السؤال هنا هو الاهم؛ ما هو موقف المقاومة الفلسطينية؟ من وجهة النظر الشخصية والمتواضعة هنا، وفي هذا الاطار؛ هو ان المقاومة وهذا هو الاكيد؛ سوف يكون لها موقفا مختلفا كليا عن كل هذه المشاريع التي تدور في الظلام، بما يؤدي في نهاية المشوار الى قلب كل تلك المشاريع راسا على عقب. ليكون الانتصار حتما في الخاتمة الى المقاومة. أما القبول بموقف اطلاق النار حتى وان لم يكن بمستوى الطموح والتضحيات، لكنه مهم جدا؛ في حفظ ارواح الناس في غزة التي يتعرض فيها الشعب الى المجازر منذ اكثر من ثلاث اشهر ولايزال صادما وداعما للمقاومة. من الجانب الثاني؛ فأن الوقف الشامل لأطلاق النار او ايقاف المذابح التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي، ولو لمدة شهرين، من المحتمل جدا؛ ان تؤدي الى الاطاحة بحكومة الحرب، حكومة نتنياهو، وبنتنياهو ذاته، اي القضاء على مستقبله السياسي والى الابد، مع احتمال دخوله السجن. ان القضية الفلسطينية قد تعرضت الى التأمر الدولي، (امريكا والغرب الاستعماري) اضافة الى البعض من الانظمة العربية، وكل انظمة الخليج العربي، في جميع مراحل كفاح وجهاد ونضال الشعب الفلسطيني، لكنه ظل صامدا ومتمسكا بارضه على مدار ما يقارب القرن من الزمن. ولسوف يستمر مهما طال وجار عليه الزمان.. الى ان يحصل على كامل حقوقهم المشروعة..

***

مزهر جبر الساعدي

 

في المثقف اليوم