أقلام حرة

صادق السامرائي: الشعب الغائب والسيادة المفقودة!!

نكتب ونخطب ونؤلف متوهمين بأن الشعب موجود والسيادة قائمة، ونتناسى أن الشعب مختصر بفرد أو بضعة أفراد، والسيادة لا وجود لها، لأن معظم دولنا تحت الإستعمار بأنواعه المباشرة والغير مباشرة، والتي تطورت في عصرنا الفتاك ، وأصبحت من ضرورات الحفاظ على قوائم الكراسي.

ولأننا نتجاهل هذه الحقيقة المريرة، فما تجود به الأقلام والألسن مجرد هذيان، لا أثر له في واقع متصور وغير موجود أصلا، فنحن نعيش عوالم خرافية تنافي الحقيقة ومنطلقات العقل.

فواحدنا منهمك بحشو السطور وتأليف الكتب، ظنا منه بأنه يقدم شيئا نافعا للشعب، وما تساءل:

هل يوجد شعب؟

هل توجد سيادة؟

إن غياب الشعب له دوره المروع في صناعة التداعيات المريرة التي تعاني منها مجتمعاتنا.

فالشعب أرقام أو موجودات خاملة مكدسة في أوعية السمع والطاعة، والمدجنة في أقبية التبعية والخنوع، والمثمولة بخمور الأدينة التي تنوّمها، ولا تسمح لها باليقظة وتفعيل العقل، لأنه من الجرائم الكبرى والآثام العظمى.

فعندما تتعطل العقول، ينتفي الشعب، وحينما يكون القرار بقبضة طاغية فردية أو فئوية، فالشعب رقم على يسار القوة المفترسة لوجوده.

أما القول بأن السيادة قائمة فضرب من الهذيان، فأنظمة حكم دولنا لا تمتلك حق تقرير مصيرها، وعليها أن تنفذ لحين بلوغها سن الإنتفاء لحاجتها، لتسقط في أهون قاع!!

و"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.. حتى يُراق على جوانبه الدم"

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم