أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة (64): المستعربون، القاتل الصامت

المستعرب باختصار هو مصطلح عربي في أساسه، يعني أن يتقمص أحدهم حياة العرب في جميع مناحيها الفكرية والمادية.

وتعود جذور الاستعراب إلى الحرب العالمية الثانية وكان موجها ضد البريطانيين، بالرغم أن الاستعراب هو اقتراح بريطاني. ففي العام ١٩٤١ اقترح البريطان على القيادات الصهيونية استغلال القدرات الموجودة لدى يهود السفارديم" الشرقيين" من خلال انتقاء مجموعة منهم وتدريبهم ليكونوا وكلاء استخبارات بهدف زرعهم في البيئات العربية داخل فلسطين وخارجها. لتأدية مهام أبرزها _تجميع المعلومات الاستخباراتية بما تنقله من معلومات لمعرفة كيفية التعامل مع العرب وقضاياهم _تنفيذ عمليات إرهابية أبرزها تصفية أهداف فلسطينية معينة _بناء صورة قبيحة عن الفلسطيني _نشر آراء محبطة في أوساط الشارع العربي للحط من عزائم الجماهير العربية خدمة لدولة اليهود. كما أن لهم مهمة تكمن في جذب العملاء مقابل مبالغ مالية وتسهيلات معيشية ووظيفية.

ويفضل أن يكون المستعرب من السفارديم حيث أنه ملم باللغة العربية والعادات ويتمتع أغلبهم بمظهر شرقي بهدف عدم كشفه من قبل الفلسطينيين، ويسترط أن تكون لديه القدرة على التأقلم مع ظروف حياة العرب الصعبة والأهم أن يكون مخلص للدولة اليهودية.

ويعتبر جهاز المستعربين جهاز عسكري مهم بالنسبة لدولة الاحتلال حتى أنه أصبح علما يدرس في الأكاديمية العسكرية. وهم موجودون في حالة السلم والحرب على السواء.

وها هي وحدة "دوفديفان" المستعربة وهي وحدة خاصة من قوات النخبة داخل جيش العدو وكان قد أنشأها "إيهود باراك" عام ١٩٨٧ ،أفرادها مستعربون ذوي ملامح شرقية تشارك في الحرب على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ من قواتها النظامية والاحتياطية. وقد أعلن الجيش على حد قوله أن مقاتلي هذه الوحدة داهمت بنى تحتية للمقاومة أسفرت عن تصفية عدد منهم في اشتباكات مباشرة. كما أضاف بيان الجيش أيضا كما يزعم أن إحدى المداهمات شهدت العثور على كمية كبيرة من الوسائل القتالية والمعدات العسكرية داخل مدرسة ثانوية.

كما شاركت فرقة من المستعربين اليهود في عملية اغتيال ثلاثة شبان داخل مستشفى "ابن سينا" في مدينة جنين في الضفة الغربية مع تصاعد الحرب على غزة.

وهذه الوحدة من وجهة نظر دولة الاحتلال تؤدي رسالة إنسانية أساسها توفير الحماية للمجتمع اليهودي ضد ضربات المقاومة من خلال المهام التي تطرقنا إليها وتقتل داخل المجتمع الفلسطيني بصمت.

***

بديعة النعيمي

في المثقف اليوم