أقلام حرة

فاضل الجاروش: الأمر الإلهي

بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ): 82 يس

كُن.. فعلُ أمرٍ فاعلهُ - هو -: في انما أمره - هو الله - إذا أراد شيئا وهو تعبير عن إنشاء شكل جديد له شيئية جديدة..

فــ.. الفاءُ حرفُ عطفٍ ترتيبي في محل الاستئناف والاستئناف هنا يفيد التعاقب لأنه يتحدث عن كائن لم يكن موجود، لذلك فأنه لابد من أن يكون هناك فارق زمني بين ماكان وماسيكون يكون.. فعلٌ مضارعٌ يفيد المستقبل بمعنى سوف يحدث، عطفا على دلالة إلفاء الترتيبية الاستئنافية، وعلى هذا الفهم اللغوي للآية المباركة يكون قول الله تعالى

:[وجعلنا من الماء كل شئ حي ]: الأنبياء الآية 30 - هو أول تحول من اللاحياة إلى الحياة وهي عملية تحول من والى وليست عملية ايجاد من العدم حيث يقول الله تعالى « وجعلنا من الماء » فهو سبحانه يشير إلى الماء باعتباره اصلا للحياة والجعل هنا يعني إعادة تشكيل الابعاد الهندسية والأقيام الذرية لإنتاج الخلية الحية وكل ذلك مسبوق بالإرادة (فإذا أراد شيئا فإنه يقول له) بمعنى يوعز للشيء القائم « الماء » كُن شيئا اخر فيكون شيئا اخر مختلف في كينونته والكينونة هي الهيأة، بمعنى أن كن فيكون تعني اختلاف الشيئية بين شيئية الماء وشيئية ماتشكل عن الماء وذلك يشير بوضوح إلى أن ماتشكل قد تَشَّكل بإضافة خصائص الماء، بمعنى أنه لايمكن أن يكون الماء لوحده كافيا لاتمام خلق الهيأة !؟ إذا علمنا أن هيأة الماء ناتجة عن اتحاد ذرة اوكسجين والتي تمثل المركز في جزيئة الماء مع ذرتين من الهيدروجين، وهو تركيب ذري لا يتغير في حال تغيرت هيأة الماء من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة أو في حالة التحول إلى بخار.. من هنا نفهم أن جزيئة الماء أو عدد من جزيئات الماء لوحدها لايمكن أن تتحول الا إلى حالتين هما البخار أو الثلج مع بقاء التركيب الذري ثابتاً « H20 » بمعنى أن الماء في أيٍ من حالاته لن يكون خلقا آخر غير الماء فأنه أما أن يكون بخارا أو ماءً سائلا أو بلورات من الثلج اذن فأن قول الله تعالى وخلقنا من الماء كل شيئ حي.. لايعني أن الله قد خلق الأشياء المادية من الماء وانما لابد لكل ماخلقه سبحانه سيكون الماء بتركيبته الذرية داخلٌ فيه أو مؤثرٌ فيه، وفي الوقت الذي يشير الله تعالى إلى دخول الماء في خلق كل شيئ حي فأنه عندما يتحدث عن التراب كمادة للخلق فأنه سبحانه يستخدم التخصيص حيث أنه أشار فقط إلى خلق الانسان من تراب

وبذلك فإن الإنسان مخلوقٌ من التراب وهو يشترك مع باقي المخلوقات في جعل الماء مشتركا لازما للحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ الروم الآية 20

﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.. ال عمران آية 59

﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُل ﴾ الكهف الآية 37

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ ثم يقول الله تعالى في نهاية السياق ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ الحج الآية 5

لاحظ هذه الآية التي بعد أن ثَبَّت الله فيها حقيقة جعل الماء مصدرا لازما للحياة وحقيقة أن التراب هو المادة الأولية لخلق الانسان؛ فأنه سبحانه يشير إلى الأرض بأنها « هامدة » بمعنى لاحياة فيها من دون أن ترتبط بالماء في قوله (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) والهامد في اللغة يعني أنه لايتحرك كما نقول عن الميت بأنه جثةً هامدةً بمعنى أن علامة موتها أو دليل موتها أنها لاتتحرك، لذلك جعل الله تعالى كلمة اهتزت بمعنى تحركت دليلا على الحياة بعد أن كانت ميتةً هامدة لاحراك فيها. ومن ثم وبعد أن ينزل الماء على التراب بأمر الله ويرتبط به ويصبح طيناً فإنه يقول.. بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ﴾ 12 المعارج

لاحظ كيف أن الله تعالى قد جعل كيفية الخلق عبارة عن عملية متعاقبة منطقية فهو سبحانه في الوقت الذي يخبرنا بالخلاصة المتمثلة بخلق الإنسان من طين فأنه ايضا يشرح لنا الكيفية وهي أن الأصل في ذلك هو حتمية ارتباط الماء بالتراب ومن ثم طين لازب كما يصفه الله في قولهانا خلقناهم من طين لازب.. بمعنى متماسك ومن ثم يشير إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة تحويل الطين المتماسك إلى جسد بقوله خلق الانسان من صلصال كالفخار، حيث أنه سبحانه هنا يشبه صلابة هذا الصلصال الذي لم تمسسه النار بالفخار بمعنى أنه اكتسب صلابته من غير نار وهذا يعني أن ذلك استغرق وقتا طويلا ليصل إلى الصلابة الكافية لكي يتخذ شكلا ثابتا كالاجسام المعالجة بالنار، فضلا عن ذلك فإن من لوازم وصول هذا الجسد إلى تمام الاستعداد لتلقي الروح فإنه لابد أن يكون مكتملا في جوهرية المراد من خلقه إنسانا ؛ لذلك كان وصف هذا الصلصال بالحمأ المسنون حيث أن هذا الوصف يعني أن ذلك الصلصال والذي هو نتاج تفسخ الصخور الطينية المحتوية على مادة السليكا اللاحمة والذي غالبا ما يتواجد في المناطق المنخفضة الرطبة هو اصل ألمادة العضوية التي تشكل أساس الخلية الحية الاولى بعد بقاء هذا الصلصال مدة طويلة في هذه البيئة الرطبة حتى يتحول الى حمأ وهو الطين المنتن والنتن هو الرائحة الكريهة التي لابد أن تكون ناتجة عن تفاعل كيميائي احيائي، وهذا يؤشر بوضوح أن جسد ادم الذي نفخ الله فيه من روحه كان جسدا حيا من هذه الناحية وفي مرتبة الحياة المجهرية حيث كان مهيئا لاستقبال الروح ، وقد وصف الله تعالى هذا الحمأ بالمسنون لأن المسنون في اللغة من سَنَّ. والسَنْ هو تحديد النهايات وجعلها حادة. ولأن خلق الانسان لابد أن يكون محدد المعالم في أدق التفاصيل المتعلقة بهيأته وجوهر وجوده فلابد من أن يتحول ذلك الحمأ الحي غير المُعَرَّف إلى حمأ مسنون محدد في شكله مُعَرَّف في في عنوانه وفق تلك المحددات التي من محدداتها معرفة أن للإنسان اذنين وعينين وأنفٌ بفُتحتين وفمٌ بشفتين ولسانٌ مشطورٌ إلى قسمين ويدين ورجلين وعشرةٌ من الاصابع في اليدين ومثلها في القدمين، وبذلك فإن كل تفصيلة في هذا الجسد المخلوق محددة وليست سائبة أو محتملة ومن ذلك نصل إلى معنى آخر للمسنون وهو أن كل تفاصيل هذا الجسد مسنونةً مُقَّننةً فالسنن الكونية هي قوانين الخلق وهي لاتتبدل وذلك قول الله تعالى ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا: [43 فاطر]: - من هنا سنجد بوضوح أن خلق الانسان كان خلقا تطوريا متعاقبا وليس خلقا لحظياً مباشرا الا في مايخص [نفخ الروح] في ذلك الجسد بعد اكتمال هيأته وبعد أن أصبح قابلا مناسبا لاستقبال تلك الروح التي لانعرف عنها أكثر مما قاله الله تعالى لنبيه عليه افضل الصلاة والسلام في جواب من سأله عنها بقوله [ويسألونك عن الروح * قل الروح من أمر ربي * وما أوتيتم من العلم الا قليلا*] 85 الاسراء.. من هنا يضع الله تعالى حدا فاصلا بين مايمكن مقاربته بالمعرفة مما كنا نتحدث فيه تدبراً وبين مالا يمكن مقاربته بالمعرفة لتعذر ذلك موضوعيا في جواب النبي لمن كان يسأل عن الروح بأنها من أمر ربي، بمعنى أنها متعذرة على المعرفة.. وهذا يعني بالضرورة أن مادون ذلك هو في حدود قدرة الإنسان بل إنه من مسؤولياته أن

يبحث ويتدبر آياته وذلك قول الله تعالى: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة ص 29: - السؤال هنا هو كم كانت فترة التحول من تراب هامد لا حراك فيه إلى حمأ مسنون صلصال متماسك حي وبين استضافة هذا الجسد لتلك النفخة الإلهية المباركة..؟

بتقديري أن من أكثر التصورات سذاجةً هو تصور مشهدية أن الله تعالى وكأنه نحات قد صنع تمثالا من طين ميت ومن ثم نفخ فيه الحياة وهو في الواقع تصور غريب يُنزل الخالق منزلة المخلوق في تعاطيه مع أدوات النحت بل أن هذا المخلوق المتفوق في خياله غالبا ما يتمكن من صناعة تماثيل واشكال تفوق في جماليتها الوجوه البشرية التي خلقها الله تعالى وفق مقدمات وعوامل ومعطيات مختلفة، ذلك أن الأمر في حقيقة الخلق لايتعلق بالنحت أو الرسم وانما بالانشاء وهو في حقيقته تدبير الله لما يريد وهو خلق صورة نهائية مكتملة من حيث مقدماتها ونتائجها ومدياتها الزمنية التي لاتتعلق بحساباتنا المحدودة للزمن، حيث أن الخالق هو الله وهو لم يتحدث ابدا عن المديات الزمنية في الواقع الذي نعرفه وانما عن الزمن الذي لانعرف عنه شيئ لذلك أشار إلى الفارق في أكثر من مكان في كتابه العزيز حيث قال سبحانه في ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾ - 4 السجدة -

لاحظ كيف أن الله تعالى يشير إلى المدة التي استغرقتها عملية خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ! ومن ثم في الآية التي تلتها يبين لنا كم هو مقدار تلك الأيام الستة وهي ماتعادل ستة الالف سنة، حيث أن يوما عند الله يعادل ألف سنة مما تعدون. ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ - 5 السجدة -

وفي وصف اخر للأيام عند الله بأنه يعادل خمسين ألف سنة مما تعدون عندما يتعلق الأمر بأيام القيامة ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾  - 4 المعارج - اذن فأنه على الاحتمالين بين أن يكون اليوم هو الف أو خمسين ألف مما تعدون فأن الخلق برمته قد استغرق مابين 6 الف إلى 300 ألف سنة مما نعرفه من السنين وهذه مقادير أكثر منطقية من الناحية الواقعية لحصول التحولات وفق قواعد تتناسب مع ماخلق الله من قوانين فيزيائية وكيميائية لإنتاج أشكال ومراتب حياتية متدرجة وصولا إلى أشكال بايولوجية متناسبة مرحليا مع تلك القوانين.. لماذا لايكون خلقا مباشرا !؟

قد يكون هذا السؤال من أكثر الاسئلة

الحاحا عندما يتعلق الأمر بالصراع بين من يقول بالتطور وبين من يقول بالخلق المباشر وهو صراع فكري عقائدي ركيزته الأساسية هي محاولة تحقيق الغلبة على الطرف الآخر أو بشكل أدق محاولة هدم عقيدة الآخر، ففي الوقت الذي يركز فيه المؤمنون بسيناريوا الخلق المباشر على تسخيف فكرة التطور وجعلها فكرة خيالية وربط أصحابها بالسلف الاعلى وهو القرد وذلك لإهانة أصحاب فكرة التطور التي أسس لها دارون، والتي ترتكز على مفهوم النشوء والارتقاء للخلية الحية وصولا إلى شكل أولي للحياة فيه نوع من الكينونة الظاهرية، بمعنى أنها ظهرت خارجيا بعد أن كانت لم ترتقي إلى مستوى الظهور الخارجي عندما كانت وحيدة الخلية أو لنقل أنها بالمستوى المجهري، على أن جهة المؤمنين بالخلق المباشر انما يرتكزون في عقيدتهم ارتكازا ذهنيا غير قابل للنقاش، فهو عقيدة ودين ولكنهم لايملكون مفاتيح هذه العقيدة بشكل واضح ومحدد الا في مايتعلق بتعظيم الإله من خلال تجلي قدرته بقوله تعالى (كن فيكون) والتعامل معها على أنها أمر لحظي يدل على القدرة الخارقة المذهلة، وهم هنا غير مستعدين لمناقشة هذا الامتياز الذي جعلوه لله وكأن قدرة الله وعظمته مرتبطة بفعل محدد أو شكل محدد نحن نرى عظمة الله من خلاله.. !!

والواقع أن مجمل ما قاله الله تعالى عن النشوء والخلق في الإطار الأولي من ماء وتراب وروح انما كان يبين فيه مراحل هذه العمليات وكيفيتها ؛ وحتى بعد ذلك عندما كان يتحدث عن أطوار التخليق بعد تسويته ونفخ الروح فيه ومن ثم زوجين واطوار الجنين وصولا إلى نسخة جديدة عن هذا الكائن الذي خلقة من طين، والاطوار هي وصف لتعدد المراحل الزمنية للنشوء، لذلك فأن فرضية الخلق المباشر كما يريد أن يفهمها المؤمنون بها لا أساس لها في كتاب الله وهي ايضا لايؤيدها الواقع الاحيائي المرتكز على منطقية وجود مقدمات متناسبة مع نتائج متناسبة على أن ذلك التسلسل هو الذي يدل على عظمة الخالق الذي جعل لكل شيئ سببا في الجهة الأخرى من الصراع ستجد من يعتقدون بالتطور يحاولون من خلال نظرية داروين نفي قصة الخلق من أساسها ومن ثم نفي وجود خالق ! وذلك اعتمادا على معطيات علمية بحثية تثبت بمستوى من المستويات أن هذا الإنسان قد تطور عن أشكال حياتية بدائية بفعل عملية طويلة من الانتخاب الطبيعي وصولا إلى سلف مشترك مع القرود والذي بدوره كان قد تطور عن كائنات أقل تعقيدا في سلسلة من التحولات وصولا إلى أول أشكال الحياة وهي الكائنات المجهرية الأولى التي كانت من نتاج تفاعلات كيميائية حصلت في قاع البحار.. ! طبعا هؤلاء يهمهم جدا أن لايكون هناك خالق وان كل ذلك حدث من تلقاء نفسه لا لان ذلك عليه دليل وانما استجابة لاهواء نفسية تتعلق بإثبات الذات ففي الوقت الذي يبين الله تعالى كيفية حدوث ذلك بقوله ﴿فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت﴾ فإنك تجد الملحد يستخدم عبارة عائمة لامعنى لها بقوله إن هذه الحياة قد نشأت من تفاعلات بين الماء والتراب دون أن يبين الكيفية أو المقدمات التي جعلت ذلك ممكنا..

***

فاضل الجاروش

 

في المثقف اليوم