أقلام حرة

صادق السامرائي: ربّ وأرباب!!

الربّ: المالك، إسم الله تعالى، السيد، والجمع أرباب.

ربّ الأرباب: الله تعالى

الربوببية: الإعتقاد أن الله رب كل موجود، أي خالق كل موجود، ومدبر أمر الوجود.

النفس البشرية ذات ميول إرتيابية ونزعات خفية تدفعها للتفاعل مع التعدد، وتأبى الركون للحالة التي تتمثل في واحد إلا بالقوة والخنوع والإذلال والقدرة على مصادرة المصير.

وفي مسيرة البشر فوق التراب إنطلقت هذه النوازع وتحققت في مراحل متواصلة ومتوالدة ومتصارعة، حتى إنتهت إلى مفهوم الرب الواحد، والذي خاض عباب وعيه وجهاده أبو الأنبياء إبراهيم، كما ذكرت معظم الكتب السماوية، والتي جاءت بمفهوم الرب الواحد، والإله الواحد، الذي إتخذ مسميات تدل على الواحد.

لكن النزعة للتعددية أصابت حتى الأديان السماوية، وجعلتها تحتال على الواحد وتعدده.

ومع تطور الأحوال ودوران الأجيال وتباعدها، وتعاظم القوة والسلطان، تعددت الأرباب وصارت ذات توصيفات ومعايير جديدة، لا تفترق عما كانت تتصف به الأوثان المتعددة في مجتمعات الدنيا السابقة والمعاصرة، وفي العديد من الديانات السماوية التي تؤمن بالرب الواحد، إتخذ أصحابها أربابا من بين البشر، بعد ان وضعوا على رؤوسهم تيجان الألوهية أو القدسية، وأخرجوهم من ترابيتهم وحقيقتهم الآدمية، فصار البشر فرقا وجماعات لكل منها رب، فإذا بالرب أرباب، وإذا بالوحدانية محض سراب!!

وهذه عاهة نفسية سلوكية مستعصية ومتوارثة في البشرية، لا يمكنها أن تشفى منها على مر العصور.

فلكلٍّ ربٌّ يدّعيه، والرب العزيز الحكيم أقرب منه إليه!!

و"قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوّا أحد"!!

***

د-صادق السامرائي

11\11\2020

في المثقف اليوم