أقلام حرة

صادق السامرائي: يفسّرون ويؤوّلون ويحيّرون!!

إنهم بشر وليسوا غير ذلك، مهما بلغوا من قدرات التعبير والتدوين المتراكم في الموسوعات الضخمة الموجودة في أدراج المكتبات التراثية، وما خفي منها بالمخطوطات المغيبة في المخازن الكبرى للمتاحف والمكتبات العملاقة.

هذه الكميات الهائلة من الكتابات المتحدية لإرادات القرون، دفعت الأجيال لإتخاذها كمصادر محكمة، وأصحابها من المنزهين من الأخطاء، وكأنهم لا يمتون للبشر بصلة، ويستحقون التقديس والتعظيم المطلق.

والقراءة المتبصرة لما سطروه، تظهر أن الكثير منهم توهم المعرفة ، وعندما تواجهه أسئلة العوام، يرى أن لابد من الإجابة اللازمة للضحك على العقول الجاهلة.

فتجد في التفسيرات والتأويلات موضوعات ذات خرافية عالية وأساطير بالية، محشورة في الكتب، وصارت حقائق وكينونات لا يجوز النظر إليها بعين أخرى.

ويبدو أن الذين يجيبون على الأسئلة لديهم قدرات إختلاقية عجيبة، ذات طاقات إقناعية وتضليلية فائقة.

حتى لتجد المستمعين مذعنين ومؤمنين بما يتوارد إليهم من حكايات، ما أنزل الله بها من سلطان.

فالكثير من التفاسير توحي بأنها تفاعلات المتوهمين بالمعرفة مع سائل لا يعرف شيئا.

ولإدامة مسيرة الإستحواذ المعرفي على الأجيال، صار التجهيل من المهمات الضرورية للحفاظ على مهنة التضليل والتعمية وتأمين الإستعباد.

ولهذا تزداد الأمية مع تنامي عدد أدعياء الدين والذين يحكمون به!!

والمراءاة أن يقوم الإنسان بالعمل ليكسب الناس لا لوجه الله!!

والخلاصة أن من حق المسلم أن يُعمل عقله ويستخدمه كما يجب، وعليه أن لا يفرض ما يراه على غيره، حتى أقرب الناس إليه، فلكل عقله، والعقول كبصمات الأصابع لا تتطابق.

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم