أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي الصراع في الوقت الضائع

أصبحت عجلة الزمن المتسارعة تهوي إلى منحدر الحياة بسرعة تسحق كل من يقف أمامها تحطم كل ضعيف يحاول أن يتشبث بها وأصبح الوقت يذبح كالسيف كل من لا يسايره ولا يمشي على هديه فالحياة أصبحت كالقطار يجر عرباته بسرعة فائقة لا نعرف من يقوده فالفقير فيه مسحوق ومعدم والمفكر والمثقف غريب في محيطه والجهل السائد يُعشعش في عقول الناس المحبطة من الجهل التي تقبع في الدهاليز المظلمة وبين المتخمة بطونهم وجيوبهم من المال الحرام والتحايل على مقدرات الشعب من قبل سياسي الغفلة والصدفة الذين طفوا على سطح المياه الآسنة للزمن الظالم وتربعوا على عروش الفقراء والمعدمين في العالم أجمع وأيديهم تنحر رقاب كل من يُخالفهم الرأي والفعل والقول على دكت موتى العصاميين والمعدمين حيث فقدنا بوصلة المسير لا نعرف طرق الهداية ولا إلى ما ستؤول لها النهاية فقد أنفرط عقد الأسرة وانسلخت روابطها وأفلت وجوه القيم والمبادئ والأخلاق وران على قلوب البشر واستفحل الجشع والحقد والعنف والقتل وتبدل الإنسان ونزع من قلبه الإنسانية وانغمس بالعقد النفسية وأمراض الحياة التي فُرضت عليه وتعقد مشهد الحياة وتشعبت ملذاتها تحت وطأة أكوام الجهل والتخلف والإحباط أصبحنا لا نعرف ماذا نريد ونحب تبدلت حقوقنا إلى آمال وأحلام يصعب تحقيقيها عندما أصبحت أقدارنا بيد لا تعرف الرحمة ندور في فلك لا نعرف ماهيته ولا كنهه وكيف سيطر على الحياة وما الغرض من هذا المشروع الممنهج المعد على خارطة مرسومة بعناية تنضج في كل فترة من الزمن المظلم التي تتلاعب به أيادي خفية من وراء جدر عالية وصياصي قوية منيعة تطبخ على مواقدها أقدارنا وتطلعاتنا لتعقيد الحياة اليومية للإنسان على حساب صحته وعقليته وآلامه ومتطلبات حياته بصراع مستميت في الوقت الضائع الذي بقية من لا حول ولا قوة له فيه في وقت زاخر بالأحداث اليومية المعقدة الرهيبة التي تطل علينا بين الحين والآخر فمن المسئول عن هذه البرامج ومن هو المتحكم بمقدرات الشعوب في هذا الوقت المتأزم وما مصير وشكل الأيام القادمة وماذا يُحضر لها وما مدى قدرتها على الصمود بوجه هذه المتغيرات بعد رحيل آخر رعيل من الأجيال القوية المخلصة الذي كان يُعد الأقوى وصمام أمان للمجتمع أمام تحديات القوى الظلامية وأشد شكيمة وعزما وحكمة وتشبثا بالحياة قد يكون من أهم الأسباب الواضحة هو تركنا للإله الواحد الأحد في السماء عز وجل وعبادته وعبدنا آلهة متعددة من البشر في آفاق الأرض تُطاع وتُعبد خوفا وطمعا نقدم لهم القرابين وولاء الطاعة من البشر المعدمين والمظلومين في محارق داخلية وخارجية ليرضوا عنهم أسيادهم المتسلطين على رقابنا مقابل اللباس والطعام والعيش بمنة وذلة لنعيش قوت يوما بيوم بدون تطلعات نحو المستقبل المحرم علينا في عرف الأسياد.

***

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم