مقاربات فنية وحضارية
تامرا دي ليمپيسكا والآرت- ديكو .. لمحات مضيئة من تاريخ الفن (37)
تامرا دي ليمپيسكا Tamara De Lempicka رسامة بولندية من مواليد وارشو عام 1898.
وهي من ابرز وابرع ممثلي اتجاه الآرت- ديكو Art Deco الذي ذاع صيته بين العشرينيات والاربعينيات من القرن الماضي.
ولربما كانت ليمپيسكا اكثر رسامي الآرت – ديكو مهارة واوسعهم شعبية بسبب تمكنها من تطعيم هذا الاسلوب بقوة التشريح الاكاديمي والحس اللوني العالي والميل الى التكعيبية،
مما جعل اعمالها متفردة بقوتها وتأثيرها المباشر على المتلقي، خاصة جمهورها من بين نجوم السينما والمسرح وفي دوائرالمجتمع الارستقراطي الذي كانت تتحرك فيه.
انحدرت ليمپيسكا من عائلة بولندية موسرة فتمكنت من خلال وضعها الاقتصادي والاجتماعي ان تدرس في لوزان – سويسرا وتطوف بلدان اوربية كثيرة وتقيم في بعضها لمدة طويلة كأيطاليا وروسيا والدنمارك وانگلترا وفرنسا التي جربت ان تعيش فيها حياة بوهيمية وتعقد علاقات صداقة مع فنانيها وادبائها كپيكاسو وكوكتو وگايد.
وهناك في المجتمع الباريسي المتحررلم تخف ليمبيسكا نشاطها الاجتماعي وميولها الجنسية للرجال والنساء على حد سواء، حتى انها عرفت كناشطة اجتماعية وسياسية من اجل استقلال وتحرر النساء المثليات.
وبحلول عام 1929 سافرت الى امريكا ونشطت في مجتمعاتها الفنية عاقدة صداقات مع فنانيها الكبار امثال جورجيا أو- كيفي ووليم دي كوننگ، واخيرا تزوجت من البارون كفنر عام 1934 لتستقر نهائيا في امريكا وتنغمس في مجتمعات لوس انجلس ونيويورك الباذخة.
بعد وفاة البارون عام 1961 قل نشاط ليمپيسكا الاجتماعي فانتقلت الى تكساس بالقرب من ابنتها، ولان فلسفتها وطريقة حياتها تختلف تماما مع فلسفة وحياة ابنتها، قررت ان تذهب الى المكسيك، فبقيت هناك حتى وفاتها عام 1980 عن عمر 82 عاما كانت قد حققت فيه كل ما خطر في بالها.
من مقتني اعمال ليمپيسكا المتحمسين المطربة مادانا والمطربة-الممثلة باربرا سترايسند والممثل جاك نيكلسن.
مصدق الحبيب