مقاربات فنية وحضارية

عادل مردان: تخطيطات الإبادة

الفنان العراقي يوسف ناصر أنجز تخطيطات على مراحل تحت ثريا (الرسم في درجة الصفر - غزة 1 - 2 - 3 - 4) - أعمال تجسد أحداث الحرب في تلك الدرجة الحرجة.. فأيّ صراعٍ بين عقل مشدوه وقلب عاشق يستشعر الأهوال.. كان لناصر مشروع المطر الأسود إستنطق به مصير بلاد الرافدين - عندما يرسم مستقبلا مبهما لها بدلا من مطر معطاء يورث الخصب.

عيوننا فزعة تقرأ حياة كلّ عمل بالترتيب:313 يوسف ناصر

1- تخطيط نافر بالقلم الرصاص - كتل شعر متقصف تنمذج حكاية الفم المفتوح لشخصين ربما هما طفلان اوعجوزان.314 يوسف ناصر

2- إضطراب في الرؤية إنّها درجة الصفر - كتلة وردية وسطها معتم في الأعلى آثار القصف - خطوط سوداء متشابكة في الأسفل رموز مبعثرة لطفولة منهوبة.315 يوسف ناصر

3- خطوط سوداء لكتلتين الشكل الأول لجندي صهيوني بخوذة متخفية- بالمقابل شكل لوجه يلوذ مختبئاً عن الأول تاريخ التنفيذ (24 / 1/ 1) اذ يمكن حساب في أيّ يوم نحن من المجزرة.316 يوسف ناصر

 4- تخطيط بأقلام حبر ملوّنة - تعتيم لأشكال مشوهة تتبعثر على السّطح التصويريّ.. فوضى أجساد مزقها القصف بينما يتعاضد (الأحمر والأخضر المصفر مع السّواد).317 يوسف ناصر

5- شكل مرسوم بالحبر الأسود الفاتح لرأس مقلوب - عين معتمة وأخرى بيضاء والعمل عبارة عن عتمة بعد الإبادة.318 يوسف ناصر

6- أشكال لشخوص طفل في الأسفل بالحبر الملوّن يبرز باللون الأحمر الفاتح هنا يحقق يوسف جماليات الرعب.319 يوسف ناصر

 7- عمل يخلو من البشر - أشكال لبيوت متراصة بعد القصف يسود الفضاء مع خطوط برتقالية محمرة - السّكون يسود الأرجاء اذ تفترض عين الرائي موقع الاطفال تحت أنقاض جديدة.320 يوسف ناصر

8- يظهر على البياض تخطيط بقلم الرصاص ثلاثة وجوه مضببة كأنّها لحظة قنص لجنود العدوان - يبرز مثلثان مقلوبان بالأحمر العمل مستوحى من احدى مشاهد المقاومة وهي تعرض عملية القنص.312 يوسف ناصر

9- الأعمال الأخرى تسير على نفس التكنيك والتقنية بأدوات بسيطة أقلام رصاص وحبر - الملوّنة منها توحي بروحية المائية تلك التشكيلات مرسومة بانفعال لحظات حبلى بمشاعر الإدانة والشجب تبرز كتلويحات آسرة عن تلك المدينة الكنعانية النائمة على البحر والتي تحتضن مخيماتها بألم .... متون يوسف ناصر البصريّة غير مباشرة وهي متجوّهرة وحيّة توفرت فيها الدهشة والابتكار - مشاهد نابضة تحت سماء مفهوم باشيلار عن اللحظة المتوهجة: (شعرية النرجس والدمع) .

***

عادل مردان

 

في المثقف اليوم