كتب واصدارات

مدخل لقراءة كتاب المناضل الصغير للأستاذ محمد حسين النجفي

عن مؤسسة أهوار للنشر والتوزيع، دار ومكتبة أهوار، تم إصدار كتاب جديد بعنوان المناضل الصغير للكاتب والمؤرخ الموسوعي الأستاذ محمد حسين النجفي، قدم له الأستاذ الدكتور محمد عبد الرضا شياع، والكتاب ب ١٢٥ صفحة من القطع المتوسط، بضمنها كلمة أخيرة للأستاذ النجفي، وهي أشبه بمقدمة يستشهد بها صاحب الكتاب عن الغاية من تأليف الكتاب كشاهد عيان لمسيرة قوافل من الشهداء رحلت خلف قضبان السجون، ودهاليزها المظلمة.

هنالك مع حقبة من السنين لم تزل تداعياتها، فقد العراق خيرة أبنائه، ثمنا لعقول لم يتسن لها الطريق لأن تحمل مشعل الحرية.

غادر المناضلون، مع أفكارهم دون أن يعلم بهم أحد، وتلك إشكالية ما زالت تحكمها قبضة الطغاة.

فقد العراق عشرات الآلاف من أبنائه، ولم يحق لعوائلهم حتى إقامة مراسيم الفاتحة على أرواحهم.

فهرست الكتاب تندرج تحته العناوين الرئيسية التالية: الطفولة السعيدة، المناضل الصغير، الانتكاسة الكبرى، مقالات وآراء، مع المحاور الفرعية، والتي هي عبارة عن مقتطفات قصيرة معززة بالصور تحكي حياة المؤلف، وتجربته السياسية والاجتماعية.

النجفي استطاع أن يرسم للقارئ سيناريوهات، ومشاهد سينمائية مضافا إليها إنشاءات خبرية، تم صياغتها بطريقة التقطيع الصوري، وفيها من تجارب الحياة ما يجعلها قابلة لأن تتزين بنصوص أدبية كتبت بطريقة فنان أدرك حقيقة السياسة منذ بداية حياته، حاملا معه نعش التجربة، ومرارة السجن، والنضال السلبي ضد طغمة، وسياسات حكمت العراق لأكثر من ربع قرن.

الكتاب يلخص ملامح حقبة مظلمة من تاريخ العراق الحديث، ليكون شاهد عيان عن تجارب الحرس القومي، ووجهه المخيف، إعدام سلام عادل، تحول النوادي الرياضية إلى معتقلات، مع أحداث كتبت بنكهة التحليل البارع الذي تم إيجازه عبر التقييم الخاص بثورة عبد الكريم قاسم.

تنتهي الخاتمة بجملة أسئلة تحتاج إلى بحث من ضمنها (هل كانت هنالك ضرورة ملحة لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨)، أما خاتمة الكتاب، فتنتهي بخلاصة التجربة السياسية للكاتب إبان حقبة من الزمان تحتاج إلى أن يشتغل الباحثون في مساحاتها التاريخية، أملا باكتشاف مسميات وحقائق جديدة.

***

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم