هايكو
هايكو: من ذاكرة المشفى
من نافذةِ المَشفَىٰ ؛
الكلُّ أصحّاءُ
حتى عمودُ الكهرَباء!
**
أشتاقُ لصوتِ
الكعبِ العالي
الاحذيةُ هنا بلا صَوتٍ!
***
صوتُ عربةِ
الطّعامِ
كفيلٌ أن يشعرَني بالغَثَيانِ
**
لوهلةٍ أحسُّها زَوجَتي
الممرضةُ التي
تجبرُني على الدّوَاء
***
منْ خلفِ النّافِذة
أحسُدُ صحّةَ
العُصفُورِ !
**
عندَ الأذانِ
على سريرِ المَرَضِ
أشعرُ بأنفاسِ الرّبِ بأذُنَي !
**
كلَّ ليلةٍ
قبلَ النَّوم ِ
ألعنُ الوِسَادَة !
**
حتّى العُطورَ الرخِيصَةَ
بالمشفى
أشعرُ أنّها من سَان دِيور!
****
بأصيصٍ فَارغٍ
أدفنُ بقايا شَعْري
على الوسَادَة !
**
أقصُّ على المُمَرضَة
حياتي
وأكذُبُ قليلًا لتَرأفَ بي!
***
عبَارة عن اسفنجةٍ
مؤخَرتي اللّعينة
لم أعد أهتمُ للوخَزِ!
***
قطرةً قطرةً
أرقبُ السّائل
الذي يمرُّ بأورِدَتي!
**
لا اعرفُ مذَاقَه ُ
السّائلَ
الذي يمرُّ بأورِدتي!
**
حفِظْتُ كلّ مفَاصِلَ
السَّرير ِ
من أين ياتي الصّوتُ ليلًا!
***
كم هو قاسٍ
المُمرضُ
الموسُومةُ جبهَتُه من الصَّلاةِ!
**
تأكلُ قبلي المُمَرّضَةُ
لتشعرني
بجودةِ الطَّعام !!
**
بالحمَّامِ
كانَت الوجُوه التي سبقَتْني
تراقِبُني!
**
للشَّخيرِ أنواعَ
عن ظهرِ قلبٍ
حفظتُ أربعةً منها!
***
قبلَ خروجِي بيومٍ
تعطَّل السّريرُ
ليلةٌ أخيرةٌ وانقضَت!
***
قبلَ الخروج ِ
تفحّصْتُ أنفاسي
على نافذةِ الغُرفةِ !!
***
أحزمُ أمتعَتي
وأنظرُ للشارعِ
هل أنا بمثلِ صحّتِهم !
**
قبلَ الخُروجِ
لم يتَّسعْ الأصيصُ
لآخرِ خصلةٍ !
***
على سلّمِ الخُرُوجِ
لازلتُ أتذكرُ وجَعِي
قبلَ عشرينَ يَوماً!
***
لا أذكرُ أيّ مِقبضٍ
أدخَلني للمشفَى
دفَعتُ كليهِما للخُروجِ !
***
علي محمد القيسي