هايكو

زقزقة أخيرة

لطفي شفيق سعيدزقزقة أخيرة وينتهي النهار!!

قديما سألت جدتي رحمها الله: لماذا لا أرى العصافير ميتة في اعشاشها؟ فقالت: لأنها قد شربت ماء الحياة!


 

هنيئا لك أيتها العصافير

ماء الحياة والعيش الرغيد/

فلم يمسسك بدائه كفيد!

 

تموت العصافير....

في زمكان/

دون ضجيج!

 

أيها العصفور الرقيق:

ما أسعدك؟/

تموت بلا أحزان!

 

أقتل كفيد....

بدلا من أن تقتل/

عصفورا وديعا

 

يا لهذه الشراسة!

يصطاد الصغار العصافير/

ليقزقزها الكبار!!

 

على شجرة مشرب

تعالت زقزقة عصافير/

يقزقز سكارى عظام بعضها!

 

أخل سبيل...

عصفور من يدك:

ليلتحق بعشرة على الشجرة

 

عندما أمسك عصفورا...

أشعر بحرارة جسده/

يخفق قلبي وقلبه سوية

 

جوقة عصافير...

تذكرني زقزقتها:

بسدرة بيتنا القديم

 

أيها العصفور الصغير:

ليتني مثلك/

لا أخاف من البلل

 

حلم العصافير....

بيدر دخن/

لا أكثر

 

أيتها العصافير المرحة:

تذكرني حركاتكم هذه/

بلعبة (سمبيلة السمبيلة)!

 

صباح مشرق...

يزقزق حفيدي الصغير:

عصفوري من كفي طار

 

صوت هدير المدافع

لا يثني العصافير/

عن زقزقتها!

 

في غفلة من الفزاعة

تتحايل العصافير:

على الفلاح!!

 

سماء صافيه...

ترفرف العصافير بأجنحتها:

ليتني أطير معها!

 

حتى كبار السن من العصافير

تتقافز بخفة ورشاقة:

ليتني مثلها!

***

لطفي شفيق سعيد 1932

رالي في 11 كانون ثاني 2021

 

 

في نصوص اليوم