روافد أدبية

الخطيئة

تواتيت نصر الدينعلى أطراف المدينة حيث توجد آثار مدينة رومانية وعلى ربوة كبيرة قضى ليلتهما الصاخبة ..كانت الليلة مقمرة ووجه السماء ساطعا ونسمات المساء الصيفية تداعبهما وتدغدغ أحلامهما الجميلة..لقد كان الجو رومنسيا للغاية عندما صعدا إلى أحد أسطح المدينة  التي لم يبقى منها إلى هذا السطح شاهدا على خراب حضارة عريقة ..

كان منظرالمدينة النائمة يتراء لهما من بعيد بأضوائها الفاتنة المتلألئة كنجوم السماء في كل الاتجاهات ومن كل جانب وعلى هبات النسيم العليل كان همس اللقاء مثيرا .ورعشة الحب وسكراته تنفث فيهما حرارة بالغة من الأشواق. وكان كل منهما يحدث الآخر بلغة تتفجر من أعماق المشاعر والمحبة كبركان هادر إلى أن نال منهما السهر فغفا في أحضان الليل ولن يستيقضا إلاّ على أصوات ذئاب عابرة قبل الفجر كانت متجهة نحو ضواحي المدينة بحثا عما يسد رمقه

لقد كان لصوت الذئاب رهبة أحدث في نفسيهما هلعا وخوفا تحول إلى سكينة وتأملا في نجوم السماء وأضواء المدينة إلى أن تعالت أصوات الآذان من صوامع المساجد من وسط المدينة وفي كل أرجائها مما زاد المكان رهبة . وفي هذه الأثناء نظركل منهما إلى الآخر نظرة ألم وحصرة وأجهشا بالبكاء على خطيئتهما إلى أن تنفس الصبح وأشرقت الشمس بجلالها ووقارها..

***

(قصة قصيرة)

بقلم/ تواتيت نصرالدين

في نصوص اليوم