روافد أدبية

أريج الزوي: صُدفتان في سنترال..

صديقتي جورجينا..

أُرسل لك سلامي وقُبلاتي وأشواقي،

وَددتُ في رسالتي هذه الإطمئنانَ عَليكِ، وعلى حَياتكِ في تورينو.

كَما  وددتُ بأن أُخبركِ بأنني اليوم ألتقيتُ "بِسيلا " في مكتبة نيويورك العامة، التي ذهبنا إليها أنا وأنتِ فِي شهر نوفمبر مِن عام 2005، عَلكِ تَذكُرينها.

تلك المكتبة التي قَرأتُ فيها رواية " أشياء رقيقة" للروائية/ دانيال ستيل، وجلستِ ِ أنتِ بِجانب الشُباك تتأملين المارة وغارقةٌ في كتابة قِصتُكِ القصيرة " دُموع الناي".

سِيلا أيضاً مِثلُكِ قاصه وروائية، ومُرهفة المشاعر والأحاسيس. 

يبدو أنني مَحظوظة بكما!

جَمعتني الصُدفة "بِسيلا" في ذَات المكان الذي صادفتُكِ فيهِ في مَحطة " غراند سنترال" بحي مانهاتن.

أتذكُرين ذلك يا عزيزتي؟

لقد كُنتِ جَالسهً علَى المِقعد وتنتظرين

القِطار القادم.

وَكنتُ أنا في عُجالةٍ مِن أمري وفي يدي كُوبٌ من القهوه الذي انسكبَ علَى حقيبتكِ.

لقد شَعرتُ بالخجلِ منكِ حِينها وأعتذرتُ لكِ مِراراً وكانَ إعتذاري بِمثابة طَلبَ الغُفران مِنك

لا أُريدُ أن أُطيلَ عَليكِ

وَ لكن أريدُ أن أخبِرُكِ بأنني بَدأتُ في كتابة أول نص أدبي لي بعنوان:

" صُدفتان في سَنترال"، سأُرسِلُه لكِ ريثما أنتهي من كِتابتُه.

وَأُريدُ وَعداً مِنكِ بأن نَلتقي أنا وأنتِ و" سِيلا"

 في ذَات المَكان عندما تَعودين إلى نيويورك

لكي نجمعَ الصُدف في صُورةٍ تذكارية

نحتسي فيها القهوة معاً.

صَديقتُكِ المُحبه لكِ دَوماً/

إيما أدريان.

15أبريل 2010م

***

أريج الزوي

في نصوص اليوم