حوارات عامة

السفير العراقي في كانبيرا يفتح قلبه في حوار صحفي مميز / مصطفى كامل الكاظمي

رابطة الكتاب خلال زيارة رئيسها لمبنى السفارة العراقية في العاصمة كانبيرا من انسيابية كبيرة ووضوح في التعاطي والتعامل الاداري مع المراجعين، ضمن أنساق وبرامج لائقة ومتميزة عما عهدته السفارة من ذي قبل. وضمن إحصاء لمنجازاتها للجالية العراقية في القارة الاسترالية. عن خططها المستقبلية، علاقات طاقمها ونشاطاتهم الاخرى في افق تطلعات ابناء الجالية.. وامور متعددة تمس صميم الحالة العراقية.

 كل هذه المواضيع وضعتها رابطة الكتاب العراقيين على طاولة سعادة السفير العراقي الاستاذ مؤيد صالح في صالة استقباله بمقر السفارة العراقية بكانبيرا.. فكان الحوار التالي:

 

 السؤال1: سعادة السفير، قبل كل شيء نرغب بإحاطتكم علما ان ملف القنصلية العراقية في ملبورن من اهم المواضيع التي ترغب الجالية في فكتوريا بتحقيقه عاجلا.. ذلك للكثير من المتاعب التي تعاني منها الجالية ومنها بعد المسافة بين ملبورن وكانبيرا. لذا رغبنا بدء الحوار بهذا الملف الشائك. فماذا ترون سعادتكم؟

 السفير العراقي: تفضلوا بطرح ما تشاؤون من اسئله والتي من خلالها قد نفيد ابناء الجالية العراقية العزيزة على قلوبنا .

 

 السؤال 2: أين وصل ملف المذكرة التي سلمها الى سعادتكم مصطفى كامل الكاظمي على هامش دعوتكم لإفطار شهر رمضان المبارك/ العام الماضي، والمذكرة تتعلق بإيجاد قنصلية عراقية في مدينة ملبورن في فيكتوريا على غرار قنصلية العراق في مدينة سيدني؟

 السفير العراقي: لقد سلم الطلب مشفوعاً بمطالعة من قبلي بعد ثلاثة ايام من تسلمه وهو التقرير الثالث بهذا الشان .

 

السؤال3: اكثر من اربعة شهور، ولم يرد اي جواب من وزارة الخارجية العراقية للبت بموضوع القنصلية العراقية في ملبورن.. فهل هناك أمل في متابعة الموضوع وتحقيقه لابناء الجالية المتطلعين له منذ زمن بعيد؟

 السفير العراقي: كما اشرت سلفاً في معرض اجابتي على سؤالكم السابق هو على طاولة الدرس من قبل الوزارة ولاهمية هذا الموضوع فهو يتطلب الدرس والموافقات الاصولية.

 

 السؤال4: حسب معلوماتنا، كنتم تميلون الى جعل القنصلية في فيكتوريا باعتبار قرب مدينة سيدني (حوالي 200 كم) عن مقر السفارة العراقية بالقياس الى ملبورن التي تبعد حوالي 800 كم عن السفارة، فلماذا عكف بالقرار الى جعلها في سيدني؟

 السفير العراقي: هذا القرار قد اتخذ بفتح القنصلية العامة في سدني في وقت سابق عام 2008 وقبل تسنمنا مهامنا كسفير لجمهورية العراق لدى استراليا.

 

 السؤال5: هل يتلقى سعادة السفير مؤيد صالح اي أوامر وتوجيهات من غير وزارة الخارجية العراقية؟ إن من داخل العراق أو خارجه؟

 السفير العراقي: انا اعمل كسفير لدى جمهورية العراق ووزارة الخارجية العراقية التي تضع السياسة الخارجية العامة للدولة العراقية ونتلقى توجيهاتنا من قبلها حصراً .

 

 السؤال6: ما هي آلية انتخاب السفراء العراقيين لبلدان العالم؟ وهل هناك ميزات خاصة بين السفير العراقي المرشح لدولة في الشرق الاوسط وبين من يتعين في بلدان الغرب؟

 السفير العراقي: هناك جملة من المعايير التي يتم من خلالها ترشيح الاكفاء لتولي هذه المسؤولية يعقبها مقابلات عدة مع لجان مشتركة ذات اختصاص بالعمل الدبلوماسي لمعرفة الاهلية للترشيح واختيار الكفاءات وبتصديق مجلس النواب العراقي وعلى السفير ان يكون مهيأ لتقديم خدماته في اي بقعة من بقاع العالم التي يوجد فيها تمثيل دبلوماسي عراقي .

 

 السؤال 7: كيف يقرأ الاستاذ مؤيد أداء الانتماءات الحزبية؟ ومدى علاقتها بانتخاب وترشيح السفير في المرحلة التي مرّ بها سعادتكم او التي ستلحقها مستقبلا؟ وهل شملت المحاصصة السياسية التي شهدها عراق ما بعد سقوط النظام السابق المشهد الدبلوماسي وانتخاب حقائب سفراء الخارجية بالنسق الذي سار عليه ترشيح السادة الوزراء؟

 السفير العراقي: في وزارة الخارجية العراقية الان لا تسير الامور بهكذا معطيات مطلقاً فانها دائرة احترافية مهنية تتمتع بالسمعة الجيدة وكفاءات موظفيها نعم وبالحقيقة شابها الظلام خلال حقبة النظام البائد وعانت حالها حال كافة المؤسسات العراقية من تركة ثقيلة الا اننا نجد انفسنا كوزارة خارجية عراقية قد قطعنا شوطا كبيراً في هذا المجال، ونامل بالمزيد ليكون للعراق دوره الطبيعي اقليميا ودوليا، كما ان دخولنا الى مبنى السفارة ووقوفنا امام علم العراق الكبير في كل شيء يحتم علينا ان نتجرد من التسميات الفئوية التي تصغر احدنا ولا تقويه، فالعراق اكبر من كل التسميات الفئوية أيا كان حجمها . 

 

 السؤال 8: اين يضع السفير مؤيد نفسه في مجمل التقاطعات الموجودة في العراق واتجاهاتها السياسية؟ الى اي حزب او جهة تنتمي؟

 السفير العراقي: انا انتمي للعراق وهذا هو ما اديت اليمين واقسمت عليه .

 

 السؤال 9: هل يمكن اعطاء نبذة عن مهماتك كسفير؟ وعن آلية الدوام في السفارة؟

 السفير العراقي: كما يعلم الجميع ان من اولويات العمل الدبلوماسي للبعثات العراقية العاملة في الخارج وخلال المرحلة الحالية السعي الى ما ياتي:

1.اعادة العراق الى وضعه الطبيعي في الاسرة الدولية باعتبار انه عنصر فاعل ومؤثر عربيا واقليميا بعد سنوات وعقود العزلة والسياسات الطائشة للنظام البائد .

2.   تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول (سياسيا، تجاريا، ثقافيا، تعليمياً وغيرها من مجالات متعددة منها تنمية القدرات والتدريب) التي نملك فيها تمثيلا دبلوماسيا والانفتاح في علاقاتنا مع الدول الصديقة والحليفة وما يخدم مسيرة العراق الديمقراطي الجديد.

3.   رعاية مصالح العراقيين وابناء الجالية العراقية في الخارج .

 

 السؤال 10: هل في مشروع السفارة او اجندة عملكم كسفير بند او مادة قانونية او خطة لدعم نشاطات الجالية العراقية على اختلافها؟ بما فيها المشاريع الوطنية والدينية والرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية والعلمية على تنوع مشاربها؟

 السفير العراقي: نحن ندعم اي نشاط يصب في مصلحة ابناء الجالية العراقية العزيزة والعراق الحبيب وهذا ما تلمسونه من خلال تواجدنا في الصحف والنشرات المختلفة، بالاضافة على التواجد المستمر في المراكز الاسلامية والكنائس ودور العبادة على مختلف تنوعاتها وكافة التجمعات العراقية .

 

 السؤال 11: هل فكرتم في انشاء وتفعيل روابط رسمية او شبه رسمية فيما بين السفارة ومؤسسات الجالية العراقية المنتشرة في القارة؟

 السفير العراقي: بادرنا بالفعل الى المساهمة ورعاية تاسيس (منتدى الكفاءات العراقية) وسيكون دور السفارة فيه راعياً لعملية التأسيس والذي سيشمل نوادي الكفاءات العراقية المتعددة في الساحتين الاسترالية والنيوزيلندية وهو في طريقه الى التكوين ووضع اللمسات الاخيرة وهو مبادرة اولى سيعقبه تاسيس منتديات لانشطة اخرى في حقول مختلفة.

السؤال 12: ماذا عن انشاء مدارس عراقية في الولايات الاسترلية التي يتكاثف فيها العراقيون على غرار مدارس انشأتها دول متعددة عبر سفاراتها هنا في استراليا؟ وهي مشاريع مربحة للغاية يمكن لها ان تغطي نفقات السفارة؟

 السفير العراقي: كنت قد شرعت بالفعل وكما اشرت في معرض حديثي وخلال لقائي بابناء الجالية في دعوة افطار رمضان المبارك الماضي في مدينة مالبورن باعداد وتوجيه عدة خطابات بهذا الخصوص وهو محط عناية ودراسة المختصين بين الجانبين العراقي والاسترالي .

 

السؤال 13: اخواننا الاكراد، لديهم ممثلية رسمية هنا في استراليا تمثل حكومة الاقليم، هل يمارسون نشاطهم الدبلوماسي والمهني باستقلالية تامة عن سفارة العراق؟

 السفير العراقي: بل بالعكس فكثيراً ما تجمعنا لقاءات مع الممثلية وهم محط اهتمام من قبلنا كونهم يخدمون ابناء الوطن من خلال ممثلية حكومة اقليم كردستان وهذا ما تضمنه الدستور العراقي . 

 

 السؤال 14: أيوجد تنسيق فيما بين السفارة وبين ممثلية اقليم كردستان هنا؟ ثم نفقات الممثلية من يغطيها الاقليم ام الحكومة المركزية؟ اضف الى اصدار الوثائق الرسمية كالجواز مثلا هل يرتبط بكم كسفارة عراقية؟

 السفير العراقي: ان كافة ما ينفق على العراق وفي اية بقعة منه هو من ضمن الموازنة الاتحادية للحكومة العراقية المركزية وبضمنها اقليم كردستان والتنسيق مستمر فيما بيننا وممثلية الاقليم في كافة الاصعدة وان كافة الوثائق الرسمية العراقية تصدر من قبل السفارة العراقية في كانبرا والقنصلية العامة في سدني الا انه هناك العديد من الانشطة التي تضطلع بها الممثلية وضمن اختصاصات محددة في مهام تتعلق بالدوائر الحكومية في اقليم كردستان.

 

السؤال 15: هل فكرتم في اصدار صحيفة رسمية تمثل الحالة الرسمية في العراق تغطي اخباره وتتواصل مع ابناء الجالية في استراليا؟ علما ان هناك كفاءات وطاقات ممتازة في الجالية يمكنها تحقيق ذلك بالتعاون معكم كسفارة؟

 السفير العراقي: العمل جار وفي اطار استراتيجية عمل السفارة للعام الحالي في اصدار صحيفة الكترونية لسفارة جمهورية العراق في استراليا تعنى بالشأن العراقي ومن المؤمل صدورها قريباً .

 

السؤال 16: متى دخل الاستاذ مؤيد السلك الدبلوماسي؟ وما هي تجربتك في ذلك؟ وما هي اشد الازمات التي واجهتها في هذا السلك؟

 السفير العراقي: كانت السياسة وفي اطارها الدبلوماسي محط اهتمامنا منذ نشاتنا كما ان هموم العراق كانت ومازالت في اولوياتنا وانا حاضر في كل الازمات التي مر بها العراق وشعبه العزيز، كما ان زمن الازمات الدبلوماسية قد ولى دون عودة .

 

 السؤال 17: كيف تمت عملية اختيارك كسفير في استراليا؟

 السفير العراقي: كما اسلفت لكم لقد مرت عملية الاختيار في مراحل عدة من مقابلات واختبارات ولجان معنية بالشؤون الدبلوماسية ورسم السياسة الخارجية للدولة العراقية وتقييم وكللت تلك اللجان جهودها بتصديق مجلس النواب العراقي على المرشحين وهو المعمول به في كافة دول العالم المتحضر.

 

السؤال 18: عن نشأتك وحياتك الدراسية، وقضاء الوقت بعد دوامك الرسمي كسفير.. هل لنا في نبذة مختصرة عن ذلك؟

 السفير العراقي: انا من ابناء هذا البلد الكبير ومن عائلة معروفة اذ كانت جل اهتماماتي وما زالت هي في العراق وشؤون العراق ولا شي غيره والدراسة منصبة في خدمته ولا يوجد وقت اقضيه الا والعراق في هاجسي .

 

السؤال 19: كيف يقرأ سعادة السفير مؤيد تعاطي ابناء الجالية العراقية مع السفارة؟ وما هي المعوقات او المشاكل التي لاتزال تمثل المشكل الاكبر في تقدم السفارة وعملها تجاه الجالية؟

 السفير العراقي: رغم محدودية الكادر في القسم القنصلي بالمقارنة بانجازاته، ان ما نلمسه هو الانسايبة في العمل القنصلي وشؤون الجالية في البعثة ولا نجد ان هناك اية مشكلة تذكر في هذا السياق بل ان ما يميزنا عن باقي البعثات العراقية هو دفء العلاقة فيما بين الجالية العراقية والقسم القنصلي .

 

 السؤال 20: في احايين متنوعة تحدث مشاكل قانونية لاحد او لمجموعة من ابناء الجالية، سواء داخل القارة الاسترالية او خارجها من غير البلد الام العراق.. لكن وللاسف لم نجد لكم كسفارة راعية للجالية العراقية في استراليا اي تدخل قانوني أو رسمي، ولم نستشعر لكم اثراً في حل مثل هذه القضايا، ومنها ما يتعرض له البعض للحجز في معسرات احتجاز اللاجئين العراقيين في جزر متعددة تابعة لاستراليا. فكيف تردون ذلك او تبررونه؟

 السفير العراقي: لا يخفى على متتبع، لدينا حضور دائم في متابعة كافة قضايا المحتجزين العراقيين والوقوف على اداء المحتجزات واجراء زيارات تفقدية وفي حالات عدة واجهنا بعض الازمات بكل موضوعية واحترافية ومن هذه الازمات وعلى سبيل المثال غرق القارب في كرسمس ايلند ديسمبر 2010 حيث شرعنا على اثر هذه المأساة الى تشكيل خلية ازمة كانت اخر واجباتها تامين عودة جثامين الضحايا الى عوائلهم في العراق مباشرة، كذا الحال مع انتحار المحتجز المرحوم احمد العقابي في محتجز فيلا وود العام الماضي حيث تم تشكيل فريق عمل متابع وتمت العديد من اللقاءات والمقابلات منها زيارة مركز الطب العدلي في سدني وتم تغطية كافة متابعاتنا صحفياً واعلامياً، الا انه تجدر الاشارة في هذا الخصوص بالذات الى اننا نتعامل مع الجانب الاسترالي وفق اطر قانونية تفرضها علينا اتفاقيات دولية تعنى بهذا الشان سيما اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية. 

 

 السؤال 21: قضية السجن والجلد التي تعرض لها السيد منصور المرعبي في السعودية مؤخرا، وما احاط بها من اتصالات من قبل اخوانه سواء اتصالهم بالسفارة الاسترالية في الرياض او الخارجية هنا، او المطالبات والتظاهرات التي قام بها عراقيون في كانبيرا وملبورن مع لقاءات اعلامية متعددة كلها تطالب بالافراج عنه.. الى كثير من مشابهات الحالة، اين نجدكم كسفير وكسفارة عراقية في مثل هذه الحالة؟

 السفير العراقي: تم عملنا وفق اطر قانونية وفي سياق الاتفاقيات الدولية مع العلم ان دخول السيد منصور المرعبي الى اراضي المملكة العربية السعودية بجواز استرالي .

 

 ختاما: لكم منا فائق التقدير على منتهى وضوحكم واستقبالكم لنا وللقائنا على امل التواصل معكم في لقاءات اوسع تهدف الى وضع القارئ والمتتبع العراقي في صورة السفارة العراقية الحالية التي وجدت من اجل تسهيل امور العراقيين القانونية في الاغتراب بعد ان كانت السفارة تمثل وكرا جاسوسيا ومخابراتيا فتاكا على عهد نظام الديكتاتور المشنوق. شكرا لكم سعادة السفير.

 السفير العراقي: شكرا لكم وحياكم الله تعالى.

 

حاوره مصطفى كامل الكاظمي رئيس رابطة الكتاب

العراقيين / استراليا

 10-1-2012

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2004 الثلاثاء 17 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم