حوارات عامة

مائدة حوار د. منير لطفي صحبة د. أحمد رفاعي

* الكلمة مسئولية، خاصة إذا كان هناك مَن يستمع لك وينصت

* هناك تقاعس واضح جدّاً من قِبل الصفّ الأوّل من الأطباء تجاه زملائهم ممّن يَبدؤون خطواتهم الأولى في حياتهم العملية

* المصوّر البارع: هو مَن يرى بإحساسه قبل أن يرى بعينه

* تعوّدت أن أصوّر بعدسة كاميرتي كل ما يخطف كلمة (الله) من الأفواه، ويرسم على الشفاه ابتسامة من القلب

* الشرّ في الإنسان ليس مطلقاً، بل هناك دائماً جانب من الخير

* لو تركْتُ لقلمي العنان لكتبْت أكثر من عشرين فائدة للسفر والترحال

***

الموهبة كنز ثمين؛ فبينما يعيش المرء عمرا واحدا، إذ بها تمنح صاحبها عمرا إضافيا ليعيش مرّتيْن، وصاحب الموهبتيْن يعيش ثلاثا، ويضاعف الله لمَن يشاء.. وصديقنا الجميل، طبيب نابغ، يحمل في جعبته سلّة مواهب، ذريّة بعضها من بعض؛ فبعدسة محترف يصوّر كل بديع تقع عينُه عليه، وبريشة فنان يرسم وجوه البشر مستنطِقًا ما فيها من أصالة وإنسانية، إضافة إلى حضور إعلامي بارز عبر وسائل التواصل يبثّه مادّة تثقيفية زاخرة بكلّ نافع ومفيد وسط ركامٍ من الغثّ بلغ الزُّبى في هذا الفضاء المُترامي! ومن خلال أسفار ٍجاب فيها الأقطار، وطِبٍّ سبر فيه الأغوار؛ تجمّعت لديه فيضا من القصص والحكايا نقلها بخفّة دم يُحسد عليها في كتاب ينبض بروح الفكاهة وإن زاحمت فيه العامية الفصحى على غير رغبة سيبويْه. وقد وُلد عام 1966، وتخرّج في كلية الطب بجامعة الاسكندرية العريقة، وتحصّل على درجة الماجستير ثمّ الزمالة البريطانية في تخصُّص الأشعة، ومنذ ربع قرن لبس جلباب الاغتراب الفضفاض ولا زال يعمل استشاريا بالمملكة العربية السعودية. وعبر صفحته العامرة بآلاف المتابعين والمعجَبين على الفيسبوك، كان التعارف والصداقة ومن ثمّ هذا الحوار العفوي الماتع..

1- أين ذهب القلم الذي سطّرتم به كتابكم الوحيد (حكاوي الطبيب) قبل ست سنوات؟

- القلم موجود، والشغف موجود، والأوراق موجودة، وفكرة ثلاثة كتب موجودة، وقصصها موجودة..لكن المشكلة تكمن في وجودي بالسعودية معظم أوقات السنة بحكم عملي، وهذا ما يجعلني بعيداً عن التواصل مع دور نشر مصرية، حيث إن معظم كتاباتي مزيج بين الفصحى والعامية المصرية التي يصعب معها عرض أعمالي على دور نشر سعودية .. لكن إن شاء الله في الأيام القليلة القادمة، سأفتح قنوات من التواصل مع أكثر من دار نشر مصرية عن طريق التواصل عبر الإنترنت .. فلم يبق لي خيار آخر غيره!

٢- ‏مليارات يحملون في أيديهم جوالات بكاميرات عالية التقنية، ويلتقطون آلاف الصور كل فيمتو ثانية، هل يعني هذا أنهم مصوّرون؟

- الجوّالات ذات الكاميرات العالية التقنية، أو حتى كاميرات التصوير الاحترافية ذات العدسات المتغيّرة، تأتي في مرحلة لاحقة في تحديد جودة الصورة بعد فكرة الصورة في المقام الأوّل، يليها الإلمام الكامل بأساسيات التصوير، ثم بعد ذلك تأتي جودة الكاميرات في تحديد جودة الصورة.. فليس كل من تملّك كاميرات عالية الدقة بالضرورة يكون قادراً على تصوير صورة ذات جودة عالية، تماماً مثل الذي يملك أغلى سيارة في العالم، لكنه لا يحسن القيادة! فالمصوّر البارع: هو مَن يرى بإحساسه قبل أن يرى بعينه، فيجعل من أشياء عادية وأقلّ من العادية أمام أعين الناس، شيئاً ذا قيمة عالية عندما يراها هو بعينه! والمصوّر يمكنه أن يرى بكل وضوح كل تفاصيل الصورة في خياله، قبل أن تترجمه كاميرته لصورة يراها الناس! ولعل أًدق وأصدق ما قيل في وصف المصوّر البارع وصفاته، هو ما سطّرته أنامل الكاتبة السورية غادة السمان عندما قالت: (المصوّر إنسان نادر، له أنامل نشّال، وعينا قطّ برّي، وذاكرة جاسوس، وطُموح مؤرّخ، ورؤيا شاعر، ومعدات فلكي، وصبر باحثٍ في مختبر، وجرأة فدائي!).

٣- في عالمنا النامي أو النايم الذي يعشّش فيه القبح، هل من جمالٍ تسلّط عليه عدستك وتعكس على مرآتك صورتَه؟

الباحث عن الجمال لا يجد إلّا جمالاً، والذي لا ترى عيناه سوى القبح لا يمكن أن يعكس شيئاً جميلا! هذا ديدني في الحياة، البحث عن كل ما يغذّي الروح من مواطن الجمال في كل شيء أقدّمه لمختلف المتابعين على اختلاف صورهم. لمتابِعي أعمالي الفوتوغرافية: تعوّدت أن أصوّر بعدسة كاميرتي كل ما يخطف كلمة (الله) من الأفواه، ويرسم على الشفاه ابتسامة من القلب! ولمتابعي كتاباتي: تعوّدت أن تصطبغ قصصي بنوع من الفكاهة حتى وإن كانت في بعض الأحيان فكاهة سوداء بلون ما نعيشه من مآسٍ في الحياة! ولمتابعي محاضراتي: تعوّدت أن تكون المادة العلمية التي أقدّمها، مختلِطة بمواقف مرحة، تثبّت المعلومة وتجعل من تَلقّي العلم شيئاً ممتعا! لا أنسى في أثناء مناقشة رسالتي للماجستير في كلية طب عين شمس، قوْل الطبيب المناقش عندما وجدني منذ بدء المناقشة والابتسامة لم تفارق شفتاي: إياك وأن تفقد ابتسامتك تلك فسوف تفتح لك الكثير من الأبواب المغلقة. ويكفي هنا قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، في حديثه الشريف الذي أخرجه مسلم (إنّ الله جميل يحب الجمال).

٤- ‏ما الذي رصدتَه في وجوه البشر من سحر وجعلك تحصر ريشتَك في رسمها؟

- لا يوجد شخص سيّء بالفطرة ولا شرّير بالفطرة ولا أناني بالفطرة ولا ظالم بالفطرة ولا كاذب بالفطرة؛ فقد فُطر الإنسان على السلامة والاستقامة، لكنها الظروف التي تغيّر النفوس من الخير إلى الشرّ! والشرّ في الإنسان ليس مطلقاً، بل هناك دائماً جانب من الخير يقبع في جزء منه قد يكون خافياً عنه، وهذا ما أراهن عليه دوماً .. البحث عن هذا الجزء حتى أخرجه من مخدعه وحتى يكون هو المسيطِر بعد ذلك على تصرّفات المرء! هذا السؤال يمكنه أن يكون ملخصاً لـ (رسالتي) في الحياة: عمل الخير والدعوة إليه بلا كلل ولا ملل، سواءً في إبراز الجانب الإنساني في كلّ ما أقدمه من حلقات (قهوة الصباح) على قناتي على اليوتيوب! أو في محاضراتي التي جعلتها متاحة لكل من أراد أن يستعين بها دون حتى إذن منّي، فهي صدقة جارية أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتي! أو في كتاباتي التي أتبنّى فيها دائماً الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وإلى التمسّك بديننا الذي هو عصمة أمرنا، وإلى إبراز الجوانب التي يطغى فيها دائماً الخير على الشرّ!

٥- ‏هل من علاقة ثنائية تبادلية بين التصوير والرسم من جهة، وتخصصك الطبي في الأشعة من جهة ثانية؟

- القاسم المشترَك بينهما هو القدرة على التخيّل؛ تخصّصي كطبيب أشعة، وربط المعطَيات في صورة الأشعة بالتشخيص الطبي السليم، يقارب إلى حدّ ما التصوير والرسم ومن قدرتك على جعل الخيال حقيقة دامغة تستطيع أن تراها بعينك بعد أن كانت حبيسة مخيّلتك!

٦- ‏ انطلاقا من مقولة الإمام الشافعي الشهيرة، ما الفوائد الخمس التي جنيتَها من وراء سفرٍ تعشقه وترحالٍ تهواه؟

- لو تركْت لقلمي العنان لكتبْت أكثر من عشرين فائدة للسفر والترحال، لكني سألتزم بخمس فوائد كما قال الإمام الشافعي؛ الفائدة الأولى: اكتساب المزيد من الثقافات: فقبل رحلتي لأي بلد، أقوم جيداً بقراءة تاريخها وجغرافيتها وعادات أهلها وأفضل الأماكن للزيارة، ورؤية أجمل ما فيها على الإنترنت قبل أن تطأها قدماي، حتى تتكون داخلي صورة كاملة وافية عن كل ما يمت لها بصلة قبل قدومي إليها، ولتكن رحلتي لها قد حقّقت الاستفادة القصوى منها. الفائدة الثانية: اكتشاف المجهول: مهما قرأت عن أي بلد قبل أن تزرها، حتماً ولا بد، سيفاجئك الكثير ممّا لم تعرفه عنها سابقاً بعد أن تصل إليها وتقضي عدة أيامٍ فيها.. اكتشاف المجهول متعة لا تعادلها متعة أخرى! الفائدة الثالثة: فهْم الآخَر: فائدة من أجمل فوائد السفر، هو تحاورك وتعرُّفك على (الآخر) من أبناء هذا البلد، ولعل أكبر مثال على هذا هو علاقتي بسائق روسي بسيط جداً، كان يصاحبني طيلة فترة وجودي في روسيا، لم يكن يتكلم سوى اللغة الروسية فقط! وأنا لا علم لي بأي حرف من حروف لغته! ومع ذلك نجحنا في إيجاد (لغة) مشتركة بيني وبينه طيلة أيام رحلتي وفي إقامة علاقة متفردة جميلة قدّمتها في حلقة كاملة على قناتي على اليوتيوب (كيف تكسب الآخر (فاليري)، وما زالت علاقتنا الطيبة الجميلة مستمرة حتى الآن بعد مضي ما يقارب أربع سنوات! الفائدة الرابعة: هي بالطبع فائدة خاصة بالتصوير، فقل السفر لأي بلدٍ من البلاد، أقوم برؤية كل ما تم تصويره عنها في مختلف مواقع التصوير، حتى أستطيع رسم فكرة كاملة عن الأماكن التي سوف أذهب إليها لتصويرها واختيار أفضل الأماكن لوضع الكاميرا وكذلك اختيار زاوية التصوير المناسبة، واختيار العدسة المناسبة لكل منظر يتم تصويره. الفائدة الخامسة: كسب هوايات جديدة؛ فالهوايات هي من تجمل الحياة، بعيداً عن العمل الاحترافي الذي لا بد منه ليعين الفرد على أعباء الحياة، والسفر إلى بلاد مختلفة يخلق هوايات جديدة ومختلفة، أستمدها من ثقافات تلك البلاد، مما يضيف للحياة نوعاً آخر من السعادة والمتعة.

٧- ‏عبر احتكاكك بأكثر من نظام صحي، ما ملامح النظام الصحي الأمثل الذي يُرضي طرفَي المعادلة: الطبيب والمريض؟

- النظام الصحي الأمثل لكلٍّ من الطبيب والمريض، هو النظام الذي يحفظ لهما كرامتهما بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. بالنسبة للطبيب: بمساعدته على أن يكون في أفضل حالٍ يمكّنه من خدمة المريض بصورة صحيحة، وهذا الحال يشمل راتبا محترما يكفيه ويغنيه عن العمل ساعات إضافية خارج المنظومة الحكومية، وتزويده على الدوام بكل الجديد في الطب من أجهزة تساعده على سرعة التشخيص وسرعة العلاج، وتدريبه بصورة مستمرة بطريقة عملية ونظرية من خلال إقامة مؤتمرات وورش عمل يمكنه فيها من التدرّب على كل جديد في تخصصه! وبالنسبة للمريض: بألا يشعر في يوم بأي قلق إذا ما اعتلت صحته عبر توفير منظومة تأمين صحي تشمل كل ما يتعرض له من أمراض، ابتداءً من تشخيصه وانتهاءً بعلاجه حتى لو تكلّف علاجه ملايين الجنيهات . لا يوجد في الدنيا شيء أغلى من صحة الإنسان، ولا يوجد للأسف الآن في مجتمعاتنا أقسى من خوف أحدهم أن يصيبه مرض لا يملك وقتها المال الكافي للتعافي والشفاء منه!

٨- ‏عن سلبيات الاغتراب يثرثر الغرباء كثيرا، ولكن ماذا عن الإيجابيات؟

- السلبية الوحيدة للاغتراب عن موطنك هي مفارقة أصدقائك وأحبابك وأهلك وأماكن نشأتك وذكرياتك في شوارعها وحواريها، لكن على الجانب الآخر، فالأرض كلها أرض الله، والرزق يكتبه الله لنا في أي مكانٍ من مشرق الأرض إلى مغربها، وما علينا إلا البحث عنها كما أمرنا الله سبحانه وتعالى. لذلك، مع الوقت، تدرك الكثير من الإيجابيات للاغتراب أهمها إصلاح حالك المادي والوظيفي والمعلوماتي والخبراتي والتعليمي، ويضاف عليها كل ما ذكرته سابقاً من فوائد السفر والترحال التي لا تحصى ولا تعد ..ويبقى الوطن في حقيبة يدك ممثَّلاً في (جواز السفر)، حيث يمكنك أن تزوره وتجتر ذكرياتك فيه مرة أخرى في أي وقت شئت، ووقتها ستشعر بجمالٍ من نوع آخر قد لا تستشعره إذا كُتب عليك عدم مفارقة الوطن، ألا وهو جمال الإحساس بالذكريات التي ابتعدت عنها، والتي لن تشعر بها بالطبع إذا لم تبرح أماكن الذكريات بالفعل!

٩- ‏ ما اليقظة التي تهدف إليها من وراء ارتشافك قهوة الصباح مع آلاف من متابعيك صباح كل جمعة؟

- قهوة الصباح التي أرتشفها مع أصدقائي على صفحتي في الفيس بوك، وعلى قناتي على اليوتيوب صباح كل جمعة، قد تكون هي المحطة الأهم التي أتوقف فيها أسبوعياً لأجتمع مع أرقى صحبة شرفت بالتعرف عليهم، حتى لو وصل عددهم لآلافٍ من الأصدقاء المحترمين الذين أحرص وبكل اهتمام على اختيار المواضيع التي تناسب أذواقهم المحترمة الراقية، من مواضيع تاريخية أو سياسية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية، أو للتشاور حول بعض المشكلات الحياتية، والتي أستمتع وأنا أقدّمها لهم بهذا الكم من التعليقات التي يضيف كل تعليق لي منها المزيد والمزيد من المعلومات المختلفة في شتى مناحي الحياة.

١٠- ‏كناشط إعلامي عبر وسائل التواصل، ما أبرز العلل التي يعجّ بها هذا القطاع البالغ التأثير في تشكيل الوعي؟

- للأسف، انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي في زمننا هذا بصورة أصبحت متاحة ومباحة ومستباحة من كل من يملك جوالا بحفنة جنيهات، وأصبح للأسف الشديد أيضاً معظم ما يُعرض الآن ويجذب الانتباه هو كلّ ما يلعب على وتر الإثارة بكافة أنواعها، وأصبح غول المكسب السريع من أي شيء - حتى ولو كان فاسدا ومفسدا للمجتمع- هو الهدف من كل صاحب محتوى هشّ مبتذَل رخيص لا يهمه في المقام الأوّل والأخير سوى جذب أكبر عدد من المتابعين بأي صورة حتى لو كانت كما نرى مدمّرة للأخلاق وبصورة تتعارض مع قيمنا ومثلنا العليا النبيلة. لذلك أصبح الوضع أكثر صعوبة على صاحب كل محتوى محترم يهمه نشر الوعي وتذكير الناس دوماً بمكارم الأخلاق، ولكن حتى لو خبا صوته بين إزعاج الأصوات الأخرى، لا يجب عليه الاستسلام أبداً، فالموضوع أصبح بمثابة أمانة، سوف يسأله الله عنها، إذا ما تقاعس عن نشرها.

١١- برأيكم، هل يؤدي الصفّ الأوّل من الأطباء واجبهم التعليمي تجاه زملائهم في أوّل درجات السلّم كما ينبغي؟

- للأسف الشديد، هناك تقاعس واضح جداً من قبل الصف الأوّل من الأطباء تجاه زملائهم ممن يبدؤون خطواتهم الأولى في حياتهم العملية، وفي أمس الحاجة لمن ينير لهم أول الطريق حتى لا تتشعب بهم الطرق ويصبح طريق عودتهم لجادة الصواب أمرا في غاية الصعوبة إذا ما تراكمت عليه الأيام . هؤلاء الأطباء المتقاعسون سواء بقصدٍ أو بدون قصد، في حاجة لتذكيرهم بأن تلك أمانة يجب عليهم أن ينقلوها لمن يأتي بعدهم، ويجب أن نذكّرهم بحديث رسولنا الكريم "خيركم من تعلّم العلم وعلمه". وبتحذيرهم من مغبّة كتم علمهم حتى لا ينطبق عليهم قول رسولنا الكريم «مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يوم القيامةِ بِلِجَامٍ مِنْ نارٍ». لذلك، وعلى المستوى الشخصي، فقد خصصت قائمة تشغيل على قناتي على اليوتيوب، لشباب أطباء الأشعة ممن هم في مقتبل حياتهم العملية، أقدم لهم محاضرات مختلفة في كافة فروع التشخيص بالأشعة، والحمد لله المشتركون عليها من أطباء الأشعة في كافة الوطن العربي قد تعدوا الآلاف.

١٢- ميدان الفن بمدلوله العام، واسع ومتشعّب وعميق الأثر، باعتقادكم، كيف يمكننا تسخيره لخدمة الحياة دون الوقوع في محاذير شرعية؟

- هذه نقطة في قمّة الأهمية وقمة المسئولية؛ فالكلمة مسئولية، خاصة إذا كان هناك من يستمع لك وينصت، فقد تصعد بك تلك الكلمة إلى أعلى الجنان، وقد تهبط بك إلى ما لا يتمناه المرء بالقطع. وكما أن هناك حسنات جارية تضاف إلى صحيفتك بعد موتك، فهناك أيضاً سيئات جارية قد تثقل كتابك يوم العرض على الله سبحانه وتعالى، فتتفاجأ بذنوب لم تقترفها في حياتك، لكنها الكلمة غير المسئولة، والبدعة السيئة التي اتبعك فيها الكثيرون بعد موتك، فأثقلت كتابك حتى طغت ذنوبك فوق حسناتك والعياذ بالله!

والفن أكبر مثال لهذا، فمنه الحرام الذي نهانا عنه صراحة ديننا الحنيف، ومنه الذي يغذّي الروح دون الوقوع في محاذير الذنوب، نسأل الله جميعاً أن يلهمنا حسن اختيار الكلمة، وأن يجنّبنا الوقوع في الخطايا والذنوب ما ظهر منها وما بطن ... اللهم آمين

***

د. منير لطفي

أُجري الحوار في مايو 2023م

 

في المثقف اليوم