تقارير وتحقيقات

تقرير: المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس / قاسم حسين صالح

 استهل المؤتمر بجلسة افتتاحية لرئيسه الدكتور صفوت فرج ومقرره الدكتور محمد نبيل عبد الحميد والدكتور أحمد عكاشة..بدأ بعدها بمناقشة (38) بحثا تم انتقاؤها من قبل محكمين توزعت على تسعة محاور في تسع جلسات، تناولت الأولى (بحوث التعلم والتعليم) ترأسها الدكتور جابر عبد الحميد جابر، واختصت الثانية في (بحوث العنف والارهاب) ترأسها الدكتور معتز سيد عبد الله، والثالثة عن (بحوث العلاج والارشاد) أدارها الدكتور صفوت فرج، والرابعة اختصت بـ (الاضطرابات النفسية: التشخيص والعلاج) ترأسها الدكتوره آمال صادق، وناقشت الخامسة (قضايا ومشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة) أدارها الدكتور فاروق صادق، وخصصت السادسة لـ(بحوث علم النفس الايجابي) ترأسها الدكتور عبد الحليم محمود، والسابعة لـ(بحوث الشخصية والبحوث عبر الثقافية )أدارها الدكتور مصطفى تركي، والثامنة عن (بحوث علم النفس الاجتماعي) ترأسها الدكتور فرج عبد القادر طه، أما التاسعة والأخيرة فقد خصصت لـ (بحوث التدخل) وترأسها الدكتور قاسم حسين صالح.

والممتع، أن المؤتمر لم يقتصر على تقديم ومناقشة البحوث، فقد استهلت صباحات ايامه الثلاثة بمحاضرات قدمتها هامات عالية في علم النفس، كانت الأولى بعنوان: (المنهج الظاهراتي بين الفلسفة وعلم النفس) للدكتور حسن حنفي وترأس الجلسة الدكتور قدري حفني.والثانية عن (الشخصية المصرية بين الثبات والتغيير من منظور نفسي اجتماعي) قدمها الدكتور سمير نعيم وأدار الجلسة الدكتور حسين عبد القادر .وكانت الثالثة بعنوان: (فوبيا العلم) قدمها الدكتور خالد منتصر وترأس جلستها الدكتور زين العابدين درويش.

ليس هذا فقط بل كان بين هذه المحاضرات الغنية بالمعرفة والأفكار الجديدة وجلسات البحوث بمحاورها التسعة، سبع ندوات وخمس موائد مستديرة!..تناولت الندوة الأولى (أدوار الاختصاصي النفسي الارشادي ومشكلات الممارسة بالمؤسسات التعليمية) أدارها الدكتوران عبد الله محمود سليمان  وعلاء كفافي، وخصصت الثانية التي أدارها الدكتوران ناهد رمزي وحسن عيسى لـ (تنمية القدرات الابداعية والمهارات الحياتية في أطار النظام التعلمي الحالي)، فيما تناولت الثالثة التي أدارها الطبيبان النفسيان الدكتوران هاشم بحري وأحمد أبو العزايم (الادمان بين الطب النفسي وعلم النفس).وخصصت الرابعة لموضوع (ثورة الاتصالات وآفاقها النفسية والاجتماعية في عالم الاعمال) أدارها الدكتوران فيصل يونس وفكري العتر، وخصصت الخامسة لـ (الوضع الراهن لمهنة العلاج النفسي :قضايا وآفاق مستقبلية) أدارها الدكتوران أحمد عكاشة وناصر لوزة، فيما خصصت السادسة لـ (قضايا نظرية ومنهجية في علم النفس) أدارها الدكتوران السيد عبد القادر زيدان وأيمان القماح .أما الندوة السابعة والأخيرة التي أدارها الدكتوران صفاء الأعسر وعويد سلطان المشعان فقد تناولت (فعالية أدوار الأخصائي النفسي في محاكم الأسرة).

وتكتمل الفائدة العلمية الممتعة بسبع موائد مستديرة ناقشت الأولى :(الخدمات النفسية في مجال الطب النفسي في الوطن العربي :الحاضر والمستقبل بعيون الخبراء والممارسين) أدارها الدكتوران عبد الستار ابراهيم وطه المستكاوي، وناقشت الثانية التي أدارها الدكتوران عزيزة السيد ونبيلة أبو زيد (مفهوم المواطنة ومشكلاتها من منظور نفسي اجتماعي). وتخصصت الثالثة بـ(أدوار الأخصائي النفسي بالمؤسسات الصناعية) أدارها الدكتوران محمد السيد ابو النيل وابراهيم شوقي،  وخصصت الرابعة لموضوع (العنف ضد النساء) ادارها الدكتوران محمد محمد خليل ومحمد نبيل عبد الحميد، اما المائدة المستديرة الخامسة فقد ناقشت (أدوار الأخصائي النفسي في مجال علم نفس الصحة الاكلينيكي).

 كل هذا الزخم المعرفي الذي تناول جميع مجالات علم النفس وتلك التي يشترك بها مع الطب النفسي ..ضخ في ثلاثة أيام! أختتمت بجلسة مسائية لقراءة التوصيات ..بينها ثلاث تقدمنا بها، هي:

• تأسيس مركز بأسم (المركز الأقليمي لمناهضة الارهاب) يعمل على وضع استراتيجية تربوية اجتماعية نفسية تعتمد حقيقة أن الارهاب هو في الأصل أفكار تتحول الى معتقد يتجسد في سلوك،  وأن البندقية لوحدها غير قادرة على القضاء عليه.

 

• اعتبار تحقيق وتطوير خدمات الصحة النفسية مهمة مشتركة بين الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين، وأن تشرك وزارات الصحة الأخصائيين النفسيين بوزارات التعليم العالي في الدورات التدريبية والورش والنشاطات العلمية والبرامج الخاصة بالصحة النفسية، ولا تحصرها بالأطباء النفسيين فقط.

• دعوة الأخصائيين النفسيين المصريين بشكل خاص والعرب بشكل عام الى أن يكون لهم دور فاعل في معالجة المحنة التي يعيشها أشقاؤهم العراقيون بتقديم المشورة العلمية التخصصية واجراء الدراسات النفسية والاجتماعية بالتنسيق مع الجمعية النفسية العراقية وجمعية الأطباء النفسيين العراقية،  والعمل على عقد مؤتمر يقام في بغداد العام المقبل خاص بالتحولات النفسية والاجتماعية في المجتمع العراقي عبر ثلاثة عقود من الحروب والفواجع.وسنعمل بشكل شخصي على الاتصال بالرئاسات الثلاث في العراق لأقامة هذا المؤتمر.

 

انطباعــــات

• حقق المؤتمر نجاحا متميزا من حيث نوعية الحضور وتمثيله للبلدان العربية والبحوث والندوات والموائد المستديرة، وحسن الأدارة والتنظيم والأمور الفنية .وكان لجهود الأستاذ الدكتور صفوت فرج رئيس المؤتمر والأستاذ الدكتور محمد نبيل عبد الحميد مقرر عام المؤتمر، الأثر الكبير في جعل هذا الحدث العلمي علامة بارزة في مسيرة علم النفس في الوطن العربي، ومصدر معرفة غني بما هو جديد للعاملين في ميداني علم النفس والطب النفسي.

• كان علماء النفس المصريون مبهرين بحضورهم الفكري ونضجهم المعرفي وطلاقتهم المعهودة لاسيما شيوخهم الكبار أمثال:حسن حفني، صفوت فرج، عبد الستار ابراهيم، فرج عبد القادر طه، السيد عبد القادر زيدان..

وآخرين أطال الله في أعمارهم ليبقوا منبعا ثرّا للأخصائيين النفسيين العرب.

 

• كانت العلاقة بين الأخصائيين النفسيين المصريين وزملائهم الأطباء النفسيين علاقة تعاون واحترام وشراكة عملية لاسيما في مجالات العلاج السلوكي المعرفي والارشاد النفسي التي يقوم بها الاخصائيون النفسيون لا كما هو حاصل في العراق مثلا حيث يستأثر الأطباء النفسيون بكل ما يتعلق بخدمات الصحة النفسية، بل ويعدّون الاخصائيين النفسيين غير مؤهلين حتى في الارشاد النفسي..وليتهم استمعوا الى ما قاله  كبير الأطباء النفسيين العرب الدكتور أحمد عكاشه  بأن الصورة المثلى لدراسة ومعالجة الظواهر النفسية تكون بتعاون وثيق بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي.

• امتازت الموائد المستديرة التي ادارها وشارك فيها بين سبعة الى عشرة من أعلام علم النفس والطب النفسي بالوطن العربي بطرح موضوعات جديدة وأخرى فيها اشكاليات، جرى مناقشتها بعمق بينها :مفهوم المواطنة من منظور نفسي اجتماعي،  ثورة الاتصالات وآفاقها النفسية والاجتماعية في عالم الاتصال،  الوضع الراهن لمهنة العلاج النفسي، بحوث الشخصية والبحوث عبر الحضارية، ومن التحليل النفسي الى التحليل الثقافي:مقدمة نحو علم نفس عربي.

• تعددت النشاطات في اليوم الواحد بين ثلاث جلسات بحوث وثلاث ندوات وثلاث موائد مستديرة مما اضطر المشارك حضور ثلاثة أنشطة  وخسارته لستة أخرى.

• لم يحضر من العراق سوى كاتب هذا التقرير قدّم بحثا بالاشتراك مع الدكتوره جوان احسان فوزي بعنوان (الشخصية الارهابية واسباب الارهاب من وجهة نظر الاكاديميين والسياسيين والصحافيين ورجال الدين والمدانين بجرائم الارهاب في العراق).ويعزى ذلك لسببين:صعوبة الحصول على تأشيرة دخول الى مصر، وارتفاع تكاليف السفر والسكن التي تتراوح بين (1500 الى 2000 دولار).

• شرفّت ادارة المؤتمر الدكتور قاسم حسين صالح بترأس أحدى جلساته، وهذه هي المرّة الأولى التي يترأس فيها نفساني عراقي أحدى جلسات مؤتمر أقليمي تقيمه أكبر رابطة نفسية عربية.

 

تهنئة لرابطة الاخصائيين النفسيين المصرية بنجاح مؤتمرها الأقليمي الثاني لعلم النفس..وشكرا للدكتور احمد ابو العزايم الذي أقام مأدبة غداء للأخصائيين العرب في مستشفاه دار أبو العزايم للطب النفسي وعلاج الادمان، وتحية لكل المشاركين في المؤتمر..مع خالص محبتنا.

 

قاسم حسين صالح

رئيس الجمعية النفسية العراقية

العراق

 5 -12 -2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1599 الثلاثاء 07 /12 /2010)

 

 

في المثقف اليوم