تقارير وتحقيقات

ألوان عراقية .. المعرض الشخصي الثالث عشر للفنان الموصلي د. خليف محمود خليف / نبيل عبد الأمير الربيعي

على قاعة دار الود للثقافة والفنون في بابل يوم الأحد 13-5-2012، فقد اعتمد الفنان خليف أسلوب الواقعية في أغلب لوحاته الفنية كونها تعزز إنسانية الإنسان وقيمته، فقد ولد الفنان في مدينة الموصل عام1954 وحصل على البكلوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد عام 1976 بدرجة جيد جداً، ثم أكمل الماجستير في التصميم الطباعي من جامعة بغداد و وأنهى الدكتوراه في جامعة دمشق عام2010، وقد شارك في العديد من المعارض والمهرجانات داخل وخارج العراق، وحاز على الكثير من الشهادات التقديرية، وعند لقاءنا به فقد صرح لطريق الشعب :" أنا من المتابعين لطريق الشعب منذ سبعينات القرن الماضي ولحد الآن، أما معرضي الحالي فهو يتضمن مفردات متنوعة، في أغلب لوحاتي المرأة هي المحور الأساسي لأنها بالنسبة لي هي الفضاء والمساحة والحرية والعطاء والرئة التي أتنفس من خلالها، كما اتخذت أيضاً الرموز التراثية إضافة إلى الأرقام، فقد زاوجتها مع بعضها البعض لتحقيق جمالية المضمون و اتخذت التشخيصية كأسلوب لتعزيز إنسانية الإنسان كقيمة إنسانية، بعيداً عن التجريدية البحتة التي من الممكن أن لا تخدم المضمون باعتبار إن الفن هو رسالة نخاطب بها العقل "، فقد اتخذ الفنان خليف الواقعية في لوحاته لتعزيز حضور الإنسان كقيمة باعتبار إن الفن هو الصورة والوسيلة التي يرتقي بها الفنان، وقد سئلنا الفنان خليف هل هنالك إمكانية في تشكيل تجمعات للفنانين التشكيليين كما حصل خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي؟

173-kalaf

كان جوابهِ" هذا يعتمد على وجود الفنان وثقافة ووعيه وانتمائه للمدرسة التي يستمد منها أسلوبه ومخاطبته كخطاب بصري للمتلقي وحضوره، أما التجمعات فلا أعتقد ذلك، في الفترة السابقة كان المدّ الثقافي عالي، كما أن الظروف قد اختلفت، والبلد في الوقت الحاضر قد دخل معمعة الصراع الطائفي والتحزب لقوى قد أهملت الفن، وواقع العراق الآن ليس ذلك الحُلم الذي كنا نحلم به كفنانين " وقد أضاف الفنان " نحن ناضلنا في الفترة الماضية في صفوف القوى اليسارية ضد الدكتاتورية، وكان أملنا الأفضل لهذا البلد، و لعراق معافى ، لكن ظهرت عناصر ليست بالحسبان، وقد اختلط الحابل بالنابل، والعنصر المثقف والوطني هو الذي تضرر بهذه المرحلة السوداء، ونأمل في المستقبل أن تتغير الأمور وما يصح إلا الصحيح والفنان الجيد والغيور هو الذي يعاني بهموم الوطن والمواطن "، وقد أكد د. عاصم عبد الأمير (أستاذ أكاديمي وفنان تشكيلي) :" إن الفنان خليف يعتبر من الفنانين الغزيري الإنتاج وذو ميول أكاديمية ونزعة أصولية في الرسم والشكل، وقد اشتغل في معرضه هذا على ثيمة المرأة في حالاتها المختلفة منها الاشراق والابتهاج وبعضها لحظات الحزن، ثم هنالك بعض الاهتمام بالتراث الموصَلّي، منها التطعيم بنوع من الأبواب والجدران القديمة وبعض الكتابات والرموز "، نحنُ في هذا الوقت بحاجة لهذا الأسلوب والمدرسة من الفن التشكيلي بعد شيوع ظاهرة الفن التجريدي الذي مورس من قبل أناس غير ممارسين وغير محترفين، ربما يشكّل بداية مدخل لدراسة طلبة الفنون التشكيلية في الوقت الحالي ليعرفوا إن بدايات الفنان الناجح تكون قوية ورصينة أكاديمياً، وقد علق د. باسم العسماوي مدير دارالود للثقافة والفنون في بابل فقد أشار " إن معرض الفنان خليف ذات حس جماهيري وسياحي يمتاز بإمكانية وخلفية عالية ولا سيما باستخدامه الألوان المائية، وهو مواظب على الفن، فقد طرح أعماله من خلال الثيمات القريبة في كافة شرائح المجتمع إلا وهي الواقعية والرمزية والتعبيرية والشخصانية، إذ أكد على بروفيل المرأة العراقية بأجمل ما يمكن فأكد على جمالها الروحي والشكلي "، كما أكد الفنان التشكيلي (رياض الشاهر) :"إن الفنان خليف اشتغل على الأسلوب المائي ولكن اليوم تفاجئت ببعض أعماله ، حيث عمل على خامة الأكليرك و وأتمنى أن يعرض أعماله في مدن العراق الجنوبية لكي نوضح للسياسي إن العراقيين هم أبناء هذا البلد ولهم خطاب واحد وجميل "، أما د. محمد عودة سبتي (رئيس قسم التربية) في كلية الفنون الجميلة –جامعة بابل فقد أشار "بأن الفنان من مدينة الموصل الحبيبة وقد عانى الوصول لمدينته الثانية الحلة لعرض لوحاته الفنية الجميلة وأسلوبه المتميز بالتعبيرية العالية ذات الصبغة الواقعية، فقد استخدم ألوان زاهية وجميلة ومعبرة ودافئة ورائعة، تتحدث عن حكايات الحارات الشعبية والريف العراقي وما يدور في جزء من هويتنا الفلكلورية الشعبية الجميلة، وقد تميزت لوحات الفنان بالصبغة الانطباعية البوسترية إن صح التعبير ’ فقد جمع بين التعبيرية والواقعية والصبغة التجريدية التي تنبض بالحياة، لكن في بعض لوحاته هنالك همّ اجتماعي وثقافي وسياسي "، وأعجبني الحضور المتميز، وقد حضرت المرأة بكل قوة وتشكل هاجس كبير في لوحاته، فتمثل الجسد للمرأة العراقية الشرقية المتمسكة بعاداتها وبساطتها ورسمها في لوحاته بابتسامتها، فقد طرح الألوان البهية التي تبعث الحياة للإنسان، أما أعماله المائية ذات الصبغة الواقعية نجد المنظور والزوايا ، فقد أبدع الفنان خليف في لوحاته هذه.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2129 الاربعاء  23 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم