نصوص أدبية

عشر ومضات خافتة

القاضي: سيُطلق سراحك الان لعدم ثبوت الأدلة ..

المتهم: أرجوك سيدي .. أين أنام الليلة؟ لقد انتصف الليل ولا أحدَ في الشارع لأرتكب جرما ..

 

لو يدرك "بعضنا"

يجلس أمام حاسوبه محدّقا بعدد قراءات بقية النصوص ... وكطفل يتوهم نفسه أضحى "الرجل الطائر" لمجرد أنه جعل دشداشته جناحا: ينقر على "نصه" ليضاعف عدد القراءات.. جاهلا ً أن كثرة حضور حفلات " هيفاء وهـبي " التي تغني في ملعـب كرة قدم لا يعـني أنها أفضـل من " فيروز " التي ترتل في صالة صغيرة .

 

غرور

حلمه أن يكون أعلى الناس جميعا .. صنع ساقين طويلتين من خشب البلوط .. سار متبخترا وهو يرى الجميع لا يصلون ركبتيه .. فجأة: تعثّرتْ قدمه بحصاة صغيرة، فسقط على وجهه .. تأوّه لأجله بضعة أنفار، أمّا الأطفال فكانت نوافير القهقهات تنطلق من أفواههم .

 

نرجسي

عقود وهو يبحث عن مصباح علاء السحري ... حين عثر عليه فركه فخرج المارد قائلا: (شبّيك لبيك .. عبدك بين يديك .. أطلب ماشئت فأجلبه إليك) ..

قال: أريدك أن تجعلني أهمّ شخص.. يحتاجني الصالح والطالح .. الإمبراطور والصعلوك .. الأميرة والخادمة ... والغني والفقير ..

فكّر المارد قليلا ... ثم: جعله مرحاضا !!

 

مناضل

في اعتقاله الأول: أخذوا له صورتين أمامية وجانبية ... ثم أطلقوا سراحه فخرج يتلفّت ..

في اعتقاله الثاني: صادروا أسنانه .. ثم أطلقوا سراحه فخرج ويده مطبقة على فمه ..

في اعتقاله الثالث: أمضى بضعة أيام .. ثم أطلقوا سراحه فخرج على عكّازين ..

في اعتقاله الأخير: صادروا روحه ثم أطلقوا سراحه فخرج محمولا في تابوت ..

 

داء البشر

أنا:سعال جاري يشبه النباح أحيانا ..

هو: هذا أمرٌ بسيط .. لعله مصاب بداء الكَلَب .. إنصحه بمراجعة عيادة بيطرية ..

أنا: أنظر ... أرى كلبا يأكل جروا ً ..

هو: هذا أمرٌ خطير .. إنه مصاب بداء البشر .. فلنأخذه إلى عيادة طبّ ٍ بشريّ ..

 

سبب المعضلة

الحاضر: هل الأمهات العراقيات عاقرات ؟ مرت عقود ولم ينجبن قائدا ً أبيض اليد والقلب والضمير كعبد الكريم قاسم !

الماضي: لسن عاقرات ... لكن رجالكم مصابون بالعِنّة ..

 

واقع

قلت له: أرى رجلا يتدلى من السقف كالوطواط ..

أجابني: لعله يريد رؤية الأشياء على حقيقتها .. فالعالم يمشي بالمقلوب .

 

المحقق

تعارفنا في تظاهرة .. رفعني على كتفيه لأقرأ قصيدة عن الحرية .. وإذ انفضّت التظاهرة، هربنا معا تحت جنح الظلام ...

بعد شهر، كان يحقق معي في أمن البلدة .. لم أستطع الإنكار، فهو الذي رفعني على كتفيه كي يلتقط لي صاحبه صورة تذكارية وأنا أقرأ قصيدتي عن الحرية في وطني المحكوم بالسبي ..

 

تبرير

حين فتحت عينيّ أول مرة، هرب من ضفة النهر بستانان أخضران واستلقيا في مقلتيّ ... لذا أسقـيهما كلّ يوم دموعي كي لا تذبل أشجارهما كوجوه أطفال بلادي .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1334 الاربعاء 03/03/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم