نصوص أدبية

عاشق في قفص الاتهام

تسائل بداخله اي ذنب ارتكب !

فهو لا يعرف الا قرطاسه وقلمه وحروف قصائد الغزل التي يكتبها كل يوم ويهديها لكل نساء الحي دون مقابل سوى ضحكات بريئة وهمسات لمن تعشق وربما قبلة على عجل لكي لا يتهم بانه يقايض النساء بقصائده .

 

خرج مبكرا من داره يفكر ماذا عسى ان يجيب القاضي وماهي تهمته التي لم يرتكبها ومن اين سيحصل على اموال ليسدد اجور المحامي .

دخل قاعة المحكمة واجلسه الحاجب في قفص الاتهام !

القاضي: هل تعرف ماهي تهمتك

المتهم: كلا يا سيدي القاضي

القاضي: انك متهم بانك عاشق

المتهم: واين الجريمة سيدي القاضي

القاضي: انك تعشق كل النساء في ان واحد

المتهم: انها تهمة ملفقة

ولكن ياسيدي هل هناك قانون يحرم ان اعشق كل النساء

 

االقاضي: انها تهمة ضد الحرية في زمن اللاديمقراطية

المتهم: ولكن الحب هو الحرية

القاضي: ولكنك متهم بانك تطارد النساء بالطرقات

المتهم: انا يا سيدي مجرد شاعر اكتب اشعاري لكل النساء وارميها في انهار الحب ولم تقع يوما في شبكتي حورية واحدة

القاضي: ولكنك متهم بانك تصطاد بالماء العكر؟

المتهم: عذرا سيدي القاضي انا في بحر الحب لم اصطاد يوما كيف لي في مستنقع ضحل !!

القاضي: ولكن هناك شكوى ضدك

المتهم: ربما انها افعى حاولت استغفالي وان تحرق قلب حبيبها عندما يرانا معا ليعود اليها طالبا المغفرة

 القاضي: لكن القانون لايحمي المغفلين

المتهم: ولكن ياسيدي انا برئ ولدي الدليل

القاضي: لا ادلة في قانون الحب

المتهم: ولكن يا سيدي اريد ان ادافع عن نفسي

ولكن سيدي القاضي هل عشقت يوما

القاضي: الحكم بعد المداولة

 

محكمة

 

القاضي: بعد الاطلاع على اوراق القضية ودراستها حكمت على المتهم العاشق بان تحرق كل قصائده الغزلية ويمنع من الحب لمى تبقى من عمره وفق المادة اولا من قانون الحب

رفعت الجلسة

 

ولكن؟؟

 ياسيدي القاضي

ياسيدي القاضي

ياسيدي القاضي

كن عادلا ياسيدي القاضي

كن منصفا

لاتخشى سلاح الميلشيات ولا اصوات المدرعات فانك صوت الحق !!!!

متى وضع القانون عراقيل امام الحب واغلق بيوت الشعر دون عودة من ان تقراها النساء فلا حياء في الحب ولا حدود لكلمات الشعر الذي يكتب .

لكن ياسيدي من يستطيع ان يمنع النساء من قراءة إشعاري ويمنع قلبي من الحب ؟!

 

علي الزاغيني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1348 الخميس 18/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم