نصوص أدبية

حـكـايـة التي صارت تسمى

 

لم تكن تـقـصـدُ أن تـسـرقـني مـني

وتـقـتـادَ إلى مـرسـاةِ عـيـنـيـهـا

سـفـيـنـي

 

ربما قـد سـمعـتْ بيْ تـائـه َ الـمُـقـلـةِ:

حـيـنـاً ألـتـقي " أبـرهـة َ الضلـيـلَ " في الـحـانـةِ..

حـيـنـاً ألـبـسُ الجُـبّـة َ والـقـفـطـان َ..

حـيـنـاً أرتـدي ثـوبَ أبي ذرِّ الغـفـاريِّ..

وأحـيـانـاً أغـذُّ الـسّـيـرَ أعـمى الـخـطـوِ

مـشـدوداً بـحَـبْـل ٍ

مـن فـتـونِ

 

رُبَّـمـا أرسـلهـا اللهُ

لِـتُحْـيي الـمـاءَ في نهـري

فـيـسـري الـنَّـسَـغُ الصاعـدُ من جـذري

إلى زهـرِ غـصـوني

 

رُبَّـمـا أكـرَمَـني اللهُ بـتـالي الـعُـمـرِ

فـاخـتـارَ الـتي

صارتْ تُـسـمَّـى شـمـسَ نـصـفِ الـلـيـلِ

كـيْ تُـصـبـحَ لـيْ مـحـرابَ نُـسْـكٍ

بعـدمـا ضـيّعـتُ في مُـعْـتـركِ الـلـذاتِ

دِيـنـي

 

رُبَّـمـا كـنـتُ حَـبـيـبـاً ـ دون أنْ أدري ـ لـهـا

مـن قـبـلِ أنْ تـنـفـلِـقَ الـنُّـطـفـة ُ

عـن روحِ جَـنـيـنِ

 

كـلُّ مـا أعـرفـهُ عـني:

أسـيـرٌ

وجَـدَ الـحُـرِّيَّـة َ الــنّـِعـمـة َ

في قـيـدِ الـتـي صارت تـسـمّـى

نخلة اللهِ بـبـسـتـان عـيـوني

 

هـا أنـا الان:

بـعـيـداً صـرتُ عـنـي..

وقـريـبـاً مـن فـراديـسِ التي أحْـيَـتْ رمـيـمـي

قـربَ هـدبي مـن جـفـونـي

 

رحـمـةً جـاءتْ

عـلـى هـيـئـةِ أنـثـى

يـتـمـشـى خـلـفـهـا نـهـرٌ مـن الـضـوءِ..

عـلـيـهـا بُـردةٌ مثـلُ زهـورِ الــيـاسـمـيـنِ

 

وأنـا كـنـتُ شـريـداً

في يـسـاري كـتُـبٌ سـوداءُ كالـزّفْـتِ

ولا صـفـحـةُ نُـسْـكٍ

فـي يـمـيـنـي

 

مَـرّ دهـرٌ

وأنا أنـتظـر الهُـدهُـدَ

أن يأتي بـبـشـرى مـطـر ٍ

يُـطـفـئ نـيـران ظـنـونـي

 

فجأةً

زُلـزلـتِ الروحُ

وألـقى الـعـشـقُ صخـرَ الـذُّلِّ

مـن فـوق جـبـيـنـي

 

فارتدى ثـغـري الـتّـراتـيـلَ:

غـبـوقـي صـلـواتٌ

واصـطـبـاحـي سـورةُ الـفـرقـانِ..

والـحـانـة ُ مـحـرابُ يـقـيـنـي!

 

وصحارايَ غـدتْ

غاباتِ ريـحـان ٍ وزيـتـونٍ

وتِـيـنِ

 

يـا الـتـي كـنـتُ أسَـمِّـيـكِ الـتـي لـيـسـتْ تُـسَـمّـى:

كـيـف أرْجَـعْـتِ رمـادي شـجـراً؟

كـيـف أعَـدتِ الـدَّمـعَ للأحـداقِ؟

واسْـتـرجَـعْـتِ مـا أهْـرَقـتُ

مـن كأسِ سِـنـيـنـي؟

 

كـيـف حَـطّـمْـتِ قِـلاعـي

وتـقـحَّـمْـتِ حـصـونـي؟

 

دونـكِ الأبـحـرُ والأنـهـرُ..

والـبـيـدُ..

الـسّـواطـيـرُ..

الـتّـكـايـا..

وبـقـايـا حَـرَسِ الأصـنـامِ..

والأعـرافُ دونـي؟

 

وجـبـالٌ مـن هـمـوم ٍ

وسـهـولٌ مـن عـذابـات ٍ

وغـابـاتُ شـجـونِ؟

 

جـئـتِـني شـمـسَ يـقـيـن ٍ

ردمتْ

لـيـلَ ظـنـونـي

 

وبـشـيـراً

بالـفـراديـس الـتـي

أغـلـقـتِ الأبـوابَ عـن " يـائـي "

و " سِــيـنـي "

 

فـأعـادتْ

نـشـوة َ الـنـبـضِ لِـطـيـنـي

 

قـبـل سِــتّ ٍ

لم أكـن أمـلـكُ تـبـريـراً لـطـوفـانِ تـبـاريـحـي

ونـوبـاتِ جـنـونـي

 

فـاطحـني قـمـحَ فـمـي

معـصـومـة َ الـنـيـرانِ والـمـاءِ..

اخـبـزيـنـي

 

قُـبَـلاً نـاسـكـة َ الإثـمِ

فـإنـي

صـرتُ قِـدِّيـسَ الـمجـونِ!

 

قـبـلَ ســتّ ٍ

بلغـتْ روحي من الـطـيـش

عِـتِـيّـا

 

جالـسـاً كنتُ بكهـفـي

أتـسـلى بجـراحي

ونـدامـايَ جـثـامـيـنُ غـدٍ مـرّ ســريـعـاً

في مـرايـا يـوميَ الـمـدفـونِ حَـيّـا

 

أتـشـظـى

وأسـاقي الـصّـمـتَ كـأس الـقـلـقِ الـوحـشـيّ..

في مـقـتـبـلِ الـدمـعـةِ كانـت مُـقـلـي

لـمّـا تـسـاقـطـتِ عَـلـيّـا

 

رُطـبـاً مـن نـخـلـةِ الـلّـهِ

جَـنِـيّـا

 

قـلـتِ: كـيـف الـشعـرُ.. والـطـيـنُ.. الـفـراتـانِ؟

تـعـثـرْتُ بصوتي.. ارتجـفَ الـقـلـبُ..

الضُّحى كان دجـيّـا

 

فـتسـاقـطـتُ عـلى ظِـلّـكِ

مغـشِـيّـاً عـلـيّـا

 

قالَ ليْ الـهُـدهـدُ: بُـشـراكَ

لـقـد صـرتَ نـبـيّـا

 

قـلـتُ: مـا مُـعـجـزتـي؟

قال: فـراديـسُ الـتي صارتْ تـسـمّـى

نـخـلـةَ الـلـهِ بـبـسـتـانِـكَ..

فـاخلعْ أمـسَـكَ الـدّاجـي

تـعِــشْ فـيهـا فـتِـيّـا

 

5/6/2011 أديلايد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1781 الثلاثاء 07/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم