نصوص أدبية
ثرثرة البنفسج
وانتصبتْ / تقاسمني احتقان الوقت الطافح برائحة الانتظار/ وعلى حافة الذكريات المكتظة بالذكريات / نتكئ / أنا واللهفة / ونرشق العتمة بضياءٍ ، يستحيل مجامر ، تذروها رائحتك المعتّقة على جسدي/ فتعال يا نهر العشق الغجري / نحكُّ بالقبل وحل الصمت المتيبّس على شفاهٍ ، أضناها انحباس الرضاب / نطيِّر من رحم السديم ثرثرتنا الأولى :
"ترفاً
يستنطق فوضى
اللذاذات المغتاظة
حد النزق".
****
وحين أناديك/ تلسعني اشتعالات البرق في دمي / تتوهج مثل درّاق أيّار / وأنا أهدْهدُ إناث الحَجَلِ المتراكضة على ضفافي ، نحو طلّة الفجر المنتظر بين شوق وشوق / فتعاااااااال يا ندى البحر / نغافل سرب غيوم أنهكها الغبار / نبحث عن أوّل غيث / ونغوص في الغروب المتوهج بالحرائق / نتلمس قيعان البراكين الملتهبة شموسا / ونراقص على إيقاع المباهج
مواسم العسل حتى آخر أية في سورة العشق / وأناديييييكَ / أنادييييييييييكَ / أناديييييييييييييييييييكْ / أترصّدك ومضات ليلكٍ برّي على شفاه الغيم / أفرش الليل لوزا وكستناء / أدثرني ببهاء عينيك / أبلل وجهي بظلال حضورك / وأعلق على أهدابي ارتجاف الفرح الشاهق / فتعااااااااااااال / قبل اكتمال الحنين بدرا / نحاور الليل المعفر بفراء المكائد / نحصد ضوء النجوم / ونريقه في الأحداق الناعسة ، قطرات جنون /
***
أكتب حضورك الموعود ، نصا مزركشا بفوضى النهارات الشفيفة / أعتّق هواك في جرار القلب المختومة بالتراتيل / وأسميك حشدا من ظنوني / حشدا من يقيني الطاعن في الغياب / ومباهج الاشتهاء / فتعااااااااااااال / نحفر في جسد العتمة أنهارا من بلور ومرايا / نهرب في مدارات الوحشة ألوانا قزحية / أحلاما / نتتشابك ولعا في قاعها السحيق / أدغالا تغدق بهجتها ثرة كالندى / وعلى سطحها الفضي ، تلهو الكائنات المهيأة لطقوس الانبعاث / أنادييييييييييييييييييييييييييييك / وأمد صوتي في ربى ألحانك الساطعة / أرقرق خمري على شواطئ لا تسمح المكوث لغيري / وأغتسل بشذا اللحظة / أودعها أزاهير عمري / كي تودعني خطاياها الباهرة / فتعاااااااااال يا عسل الصبوات المسكوب على حوافي القلب /تعاااااااااال / نخبئ الخطايا في دهشة الليل ، رائحة تشبه رائحة الصباح / نزقُّ ما يفيض عن ثرثرة البنفسج ، في شقوق اللغة الممنوعة / وفلول الأغنيات الغافية على أعتاب الينابيع / أناديييييييييييك / أهتك عشقي نجوما وحمائم / وأغوص في مقلتيك / علّني ثم علّني أذوّبُ الثلج وعذابات السنين / أنادييييييييييييييك / أنصت لعزف مذبوح على هضاب شوق / يحيل الليل مزاجا تتريا / يرخي قناعه الصارم ويجهش بالحنين / فتعاااااااااالَ يا سيد الأعالي القصية / نهز جذوع الانتظار / ونطيّر اليمامات الظمأى / كي تعود سكرى ببوح الهوى
وخمر اللقاء.
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1177 الاربعاء 23/09/2009)